بازگشت

اصل دني ء و أخوة في الزني


يمثل زياد بن أبيه (عبقرية الشر) الثانية بعد أخيه عمرو، و لا يكاد يتفوق عليهما في ذلك، الا أخوهما معاوية [1] نفسه.

فهذه الشخصية كان لديها الاستعداد الكامل للانحراف، و ربما كان استعدادا موروثا آخر، فهو ابن (نابغة) أيضا كصاحبه عمرو، و لعل (مهنة) أمه سمية التي كانت كانت من ذوات الرايات بالطائف تشكل أكبر عقدة نقص في حياته، حتي عندما قربه الامام عليه السلام و عهد اليه ببعض المهام، عندما رأي قدراته الجيدة المبشرة بمستقبل جيد. فلم يكن يستطيع أن ينسي هذه الوهدة التي مرغته بها أمه برغمه، و لم يستطع أن يصمد أمام أغراء معاوية لألحاقه بأبي سفيان في أغرب عملية رشوة حدثت علي مر التاريخ.

فعندما خرج معاوية علي الامام عليه السلام بحجة المطالبة بدم عثمان، وحشد جيوش أهل الشام و بعض الخارجين ممن استمالهم معاوية بمختلف الأسباب و الذرائع و الذين لجأوا اليه بحكم أنه (ممثل) المعارضة المعلنة المسلحة المتصدية للدولة الاسلامية بقيادة الامام، و كانوا يستطيعون عن طريقة تنفيذ رغباتهم و أطماعهم و الاعلان عن مواقفهم المناوئة للامام عليه السلام و الاسلام علي حد سواء، و عندما خرج معاوية حاول أن يستميل العديدين حتي من بين أتباع الامام نفسه و عماله محاولا النفاذ اليهم من خلال استثمار نقاط الضعف الموجودة لديهم. و كانت المساومات التي


أجراها مساومات علنية مكشوفة أحيانا و متسترة أحيانا أخري، فهي صفقات (تجارية) في عالم (السياسة)، لها مردود (ينفع) الطرفين المتعاملين كليهما، و كانت الرشوة علي قدر المرتشي و أطماعه و مطامحه.


پاورقي

[1] من المعلوم أن معاوية ادعي زيادا لأبي‏سفيان، کما أن أباسفيان نفسه کان أحد الخمسة الذين ادعو (عمرو)، غير أن (النابغة) أمه نسبته الي العاص، لما ان يحبوها به من أعطيات و هدايا، فانظر الي هذه الفارقة التاريخية الغربية، و اجتماع هؤلاء (الاخوة) الي باطلهم في أکبر عملية تزوير و تشويه للاسلام تمت عبر کل تاريخه.