بازگشت

مات عمر و بقي شره


و لقد صح قول الامام عليه السلام... ندم عمرو، ولكن... موته و قبيل خروج روحه كان الدرس بليغا لابن النابغة هذا، و كانت الموعظة جادة و مؤثرة، الا أن عمرو لم يفهمها الا في النهاية، و حين لم يعد يجديه الفهم، و كان عند مماته واعظا لمن أتي بعده و أراد أن يسير سيرته، غير أن الطغاة و الظالمين لا يتعظون بغيرهم، و غالبا ما يشكل سلوكهم مصائب عليهم و علي الآخرين، و كان عمرو نفسه مصيبة أحاقت بالمسلمين و عملت علي تأخرهم بعد أن تنحي بهم منحي جاهليا يكرس لحكم الطواغيت و الفراعنة المتسترين بلباس الاسلام. و قد كان هو أول أعوان الفرعون الأموي الأول حينما أراد أن يمهد الأمر لحكمه و حكم سلالته بكل الطرق المتاحة، سواء تلك التي أقرها الاسلام أو التي لم يقرها.

و لن نقول: انه ليس أمرا مستغربا أن يفعل عمرو ما فعل لأنه ابن نابغة معروفة. اذ ما ذنبه في ذلك، غير أن قذاراته التي أزكمت روائحها النتنة أنوف الناس الي يومنا هذا و طريق الشر المظلمة التي انتهجها علي الدوام جعلهم لا يتذكرون حسنة له، فكأنه هو الذي أثار الناس علي نفسه و حرضهم عليها.

مات عمرو، و ظلت نتائج أفعال عمرو، خرابا و دمارا لف المسلمين الي يومنا هذا، فكأنه سعي بسنتين من حكم مصر ليضيع علي الاسلام فرصة حكم البشرية حكما عادلا لا سلطان فيه لطاغوت أو فرعون.