بازگشت

شتان ما بين الفائز و الخاسر


و لا يسعنا هنا الا أن نذكر قول الامام عليه السلام عندما ضربه الخارجي ابن ملجم الضربة التي أودت بحياته، و التي لخص بها حصيلته من هذه الحياة، و كانت الفوز بكل تأكيد، فقد طفرت الي فمه هذه العبارة (فزت و رب الكعبة)، هل كان هذا الفوز قد تمثل بمكاسب مادية و أموال جمعها كما جمعها غيره أو بملك عضوض تمهد له و استقام لأولاده فيما بعد، لم تكن عبارته تلك تعبر الا عن قناعته بسلامة موقفه طيلة حياته و انحيازه المطلق الي الاسلام و مبادئه.

لقد فاز، و قد أدرك ذلك كما أدركه طيلة حياته - عندما انتهي المشوار الطويل للاختبار الصعب، هذا الاختبار الذي امتد طيلة عمره في هذه الحياة الدنيا، و نجح فيه كله، و قد وفد علي ربه غير خائف و غير آسف، بل فرحا مستبشرا، لقد كان علي بصيرة من ربه، و لقد رآه كما رآه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، لم يلتبس عليه أمر، و لم تشكل عليه مسألة (و ان معي لبصيرتي ما لبس علي نفسي و لا لبس علي) [1] (و اني لعلي بينة من ربي و منهاج من نبي و اني لعلي الطريق الواضح القطة لقطا..) [2] .

لم نلمح ندما أو خوفا من مستقبل رهيب في كلمات الامام عليه السلام كما لمحناها في كلمات عدويه اللدودين و هما يقبلان علي الآخرة.


پاورقي

[1] المصدر السابق 240، 95.

[2] المصدر السابق 240، 95.