بازگشت

كصاحبه معاوية، يمكر و يفجر


كان عمرو بن العاص أحد مبعوثين من مشركي قريش الي النجاشي، و قد حاولا رشوته و رشوة بطارقته و حاشيته ليسلم اليهما من هاجر الي الحبشة من المسلمين الأوائل، و قد فشلت خطتهما لاقناع النجاشي بذلك، عندما رفض بشدة عند سماعه قول جعفر بن أبي طالب، أحد هؤلاء المسلمين المهاجرين - أن يسلمهم اليهما، و لم يثن رفضه عمرو بن العاص عن مكيدته، فحاول اثارة النجاشي باثارة


مسألة عبودية المسيح لله و أنه عبدالله و رسوله و روحه و كلمته ألقاها الي مريم العذراء البتول، و ان هذا ما يعتقد به المسلمون، معتقدا أن النجاشي كان مشركا، و أيضا لم يزد هذا النجاشي الا اصرارا بالحفاظ عليهم و الاقتناع بما جاء به الاسلام، و قد رد ما قدمه اليها المبعوثان من رشوة قريش [1] .

و كان عمرو بن العاص في القافلة التي قادها أبوسفيان و فيها أموال لقريش، [2] و كان ما كان بعدها في معركة بدر المظفرة، و في معركة أحد التي عزم فيها مشركو قريش الأخذ بثأر قتلاهم كان عمرو بن العاص من المتزعمين لهذه الحرب ضد المسلمين، و قد خرج الي المدينة (بريطة بنت منبه بن الحجاج و هي أم عبدالله بن عمرو) و كان يقول الشعر محرضا [3] .

و بلغ مع أذاه للرسول صلي الله عليه وآله وسلم أنه صلي الله عليه وآله وسلم كان يدعو عليه مع من كان يدعو عليهم كأبي سفيان و الحارث بن هشام [4] .

و حتي قصة (اسلامه) كانت بدافع المصلحة أكثر مما كانت بدافع الايمان، كما روي هو عن نفسه بقوله لأصحابه (و الله اني أري أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا، و رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فان ظهر محمد علي قومنا كنا عند النجاشي فانا ان نكون تحت يديه أحب الينا من أن نكون تحت يدي محمد و ان ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا، فلن يأتينا منهم الا خير) [5] و قد حثه النجاشي نفسه علي الانضمام للاسلام بقوله (ويحك يا عمرو أطعني واتبعه، فانه و الله لعلي الحق و ليظهرن علي من خالفه، كما ظهر موسي علي فرعون و جنوده) [6] ، و مع ذلك لم يعلن (اسلامه) المزعوم، و لم ير بدا في النهاية عندما غلب دين الله من التوجه الي الرسول صلي الله عليه وآله وسلم شارطا عليه (اني أبايعك علي أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، و لا أذكر ما تأخر، قال -


و الحديث لعمرو - فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: يا عمرو بايع..) [7] و بايع عمرو، عسي أن يجد في الدين الجديد مغنما كما كان يجد في عهد الجاهلية و الشرك.

و هنا لا نعدم من يضع حديثا مزورا علي لسان الرسول صلي الله عليه وآله وسلم بشأن عمرو، كما وضع العديد من أمثاله بشأن معاوية، فقد روي عنه صلي الله عليه وآله وسلم قوله (أسلم الناس و آمن عمرو) [8] .


پاورقي

[1] السيرة النبوية / ابن‏هشام م 1 ص 338 - 365 و الطبري 549 - 1 و ابن ‏الأثير 600 - 599 -5981.

[2] السيرة النبوية 12 - ص 606 و م 2.

[3] المصدر السابق م 134 - 62 - 2.

[4] نفس المصدر ص 108.

[5] نفس المصدر ص 277 - 2.

[6] نفس المصدر م 277 - 2.

[7] نفس المصدر 278.

[8] لاحظ الهامش - المصدر السابق 108 - 2.