و لا تفوتنا المسرحية التي أعدها معاوية عندما نصب مجلسه (لاستشارة) الناس لأخذ البيعة ليزيد، و تلويحه بالقوة لمن يرفض ذلك، عندما (قام رجل من الأزد فأشار الي معاوية و قال: أنت أميرالمؤمنين، فاذا مت فأميرالمؤمنين يزيد، فمن أبي هذا، فهذا (و أخذ بقائم سيفه فسله) فقال له معاوية: أقعد فأنت من أخطب الناس) [1] .

و ينبغي أن لا ننسي أن معاوية أول من ابتكر طريقة القتل صبرا من صفوف المسلمين و بدأ بأحد رجال الاسلام المرموقين و هو حجر بن عدي الكندي، ففي (سنة ثلاث و خمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، و هو أول من قتل صبرا من


الاسلام) [2] و هو أمر نقم عليه بسببه الكثيرون من رجالات المسلمين فقد (روي عن الحسن البصري أنه كان ينقم علي معاوية أربعة أشياء: قتاله عليا و قتله حجر بن عدي و استلحاقه زياد بن أبيه و مبايعته ليزيد ابنه) [3] .

و لا ننسي أن نشير الي قيام معاوية بدس السلم لأعدائه بعد أن أعيت حيله معهم و في مقدمة هؤلاء الامام الحسن عليه السلام و مالك الأشتر، أشهر أعوان أميرالمؤمنين عليه السلام و عبدالرحمن بن خالد بن الوليد [4] .

و قد امتدت حملات معاوية الارهابية الي كل أجزاء الدولة الاسلامية و وصل بعض أتباعه الي الكوفة نفسها [5] .