بازگشت

الارهاب.. الأسلوب الأمثل لتوطيد دعائم الملك الأموي


و لم تكن القوة و الارهاب الحل الأخير الذي يلجأ اليه معاوية عندما تعييه الحيل و تسد أمامه الطرق الأخري، بل انهما يقفان في مقدمة الحلول لحسم مشاكله و خصوماته، و لم يخفف معاوية من غلوائه و أساليبه الارهابية العميقة الا عندما استتبت له الأمور و سيطر علي (المملكة الاسلامية) برمتها و لم يعد يشعر بوجود خطر حقيقي يقف بمواجهته، و عند ذلك فقط حاول أن ينشر أسطورته بخصوص دهائه و حلمه..، مع أن سلاح الدهاء و الحيلة هذا قد استخدمه منذ البداية جنبا الي جنب مع سلاح العدوان و الارهاب، و مع أن المؤرخين يوردون حقائق كثيرة و وقائع متعددة لغارات شنها معاوية و أعوانه، فانهم يتناسون بعضها ربما في غمرة الاعجاب (بالدهاء) المتفوق و الاستثنائي الذي عرف به هذا الطاغية. فهذا قائده (بسر بن أرطاة العامري... قتل بالمدينة، و بين المسجدين خلقا كثيرا من خزاعة و غيرهم، و كذلك بالجرف قتل بها خلقا كثيرا من رجال همدان و قتل بصنعاء خلقا كثيرا من الأبناء و لم يبلغه عن أحد أنه يمالي ء عليا أو يهواه الا قتله) [1] .


پاورقي

[1] مروج الذهب ص 27 و راجع الطبري 170 - 153 - 3 و ابن الأثير 252 - 250 - 3.