بازگشت

ابن خلدون منهج في التشويش


ان أية (تسوية) لهذه المسألة لن تكون جدية و فاعلة ما لم تكن تحمل عوامل الاقناع، أما أن يأتي كتاب فيأخذوا نهج ابن خلدون و أمثاله ليتركوا الأمة في وضع مشوش فهذا لن يزيد المسألة الا سوءا، و الا كيف نستطيع عاقل فهم هذه المعادلة المعقدة المرتبكة التي (زينت) بحديث نبوي ملفق لن يعمل الا علي زيادة ارتباك الناس و ابعادهم عن الحقيقة التاريخية، بل عن حقيقة الاسلام برمته، اذ لو صح الحديث عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم لكان معني ذلك أن الناس في عهده و العهود التي تليه هم خيال الأمة.

يقول ابن خلدون (... و الكل مجتهدون محمولون علي الحق في الظاهر و ان لم يتعين في جهة منهما و القتل الذي نزل به بعد تقرير ما قررناه يجي ء علي قواعد الفقه و قوانينه مع أنه شهيد متاب بأعتبار قصده و تحريه الحق هذا هو الذي ينبغي أن تحمل عليه أفعال السلف من الصحابة و التابعين فهم خيار الأمة و اذا جعلناهم عرضة للقدح فمن الذي يختص بالعدالة و النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم مرتين أو ثلاثا، ثم يفشو الكذب فجعل الخيرة هي العدالة مختصة بالقرن الأول و الذي يليه، فاياك أن تعود نفسك أو لسانك التعرض لأحد منهم، و لا يشوش قلبك بالريب في شي ء مما وقع منهم و التمس لهم مذاهب الحق و طرقه ما استطعت فهم أولي الناس بذلك، و ما اختلفوا الا عن بينة و ما قاتلوا أو قتلوا الا في سبيل جهاد أو اظهار حق و أعتقد مع ذلك أن اختلافهم رحمة لمن بعدهم من الأمة ليتقدي كل واحد بمن يختاره منهم و يجعله امامه و هاديه و دليله فافهم ذلك و تبين كلمة الله في خلقه و أكوانه...) [1] .

و رحم الله العقل البشري، و انا لله و انا اليه راجعون.


پاورقي

[1] مقدمة ابن خلدون 241.