بازگشت

ايحاء غريب لا يتدخلن أحد في أمر (بني عبد مناف)


علي أن أشدها حظرا كان الايحاء الغريب للناس، بأن هؤلاء (المتنافسين) أو (المتقاتلين)، فيما بينهم هم من الأقارب الحميمين (من بني عبد مناف)، و أن علي أولئك الذين لا يساوونهم في (شرف) النسب، أن لا يتدخلوا فيما بينهم و يحكموا عليهم اذا ما عجزوا عن اصلاح ذات البين بين (هاتين الفئتين) من المسلمين، و رووا أحاديث مزورة عن فتنة ستقع، و حبذوا لذلك بعض (الصحابة) لاقناع الناس بالعقود و اغماد السيوف حتي تنجلي، أي تحييد الأمة في الصراع الدائر بين الاسلام و خصومه المتلبسين برداء الاسلام نفسه، و لا ندري كيف تنجلي انلم يتصد قائد الأمة و امامها بنفسه لمن جاءوا يجردون عليه سيوفهم ليخلو لهم الجو.. و كان الامام عليه السلام كان هو الراغب في الحرب و الساعي اليها و كأنه هو الذي خرج علي معاوية، فلنستمع الي وصيته لابن الأشتر، حين أرسله لمقابلة طلائع الشام الذين حشدهم معاوية لقتاله: (... و اياك أن تبدأ القوم القتال الا أن يبدؤوك، حتي تلقاهم


فتدعوهم و تسمع منهم، و لا يحملك بغضهم علي قتالهم، قبل دعائهم و الانحدار اليهم مرة بعد مرة..) [1] .

فهل كان متلهفا علي قتالهم، أم أنه كان يريد أن يعيدوا النظر في أمرهم، و يمنحهم فرصة التراجع عن مواقفهم الخاطئة قبل بدء الحرب من كان قد أشعل نار الفتنة؟ و كيف أراد تحييد الأمة من الصراع الدائر و أي أسلوب لجأ اليه في تجنيد بعض (الصحابة) لوضع أحاديث تخدم هدفه هذا؟ لنستمع الي كلام أبي موسي الأشعري.


پاورقي

[1] الکامل في التاريخ 165 - 3.