بازگشت

ما يمنع معاوية من توجيه الاتهام لعلي كان يريد منذ البداية ...


و أمام علي و أصحابه، كان لابد لأعدائهم من حجج قوية مقنعة يستميلون بها الناس، و قد وجدوا هذه الحجة، بل أوجدوها، تهمة ألصقوها بالامام ظلما و استنفذوا أهل الشام و من تبعهم من الظالمين الذين لم تتمكن من قلوبهم خشية الله و أثروا الدنيا و استحلوها كما قال عمار عليه رضوان الله، و هذا (الغطاء الشرعي) الذي برروا به قيامهم بوجه الامام منذ اللحظة الأولي التي بايعه فيها المسلمون، و أرادوا و أد قوته و قبر حكومته، و حاولوا أن يضيفوا اليه غطاء آخر، لا علاقة له بالشرعية، و يحاول أن ينزعها عن الجميع بما فيهم علي عليه السلام و أتباعه و جمهور المسلمين و معاوية و أتباعه، و أن يبرزهم أمام الأمة كأشخاص سواء يخوضون في فتنة، و هم سواء في فضلهم و مكانتهم و مركزهم العائلي، و ان اختلف بعضهم عن البعض الآخر في السوابق الدينية التي حاولوا التقليل من أهميتها و شأنها. كتب معاوية الي أميرالمؤمنين عليه السلام: (... يا أباالحسن ان لي فضائل كثيرة، و كان أبي سيدا في الجاهلية، و صرت ملكا في الاسلام، و أنا صهر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خال المؤمنين و كاتب الوحي...) [1] .

انه يضع نفسه في مقام علي عليه السلام نفسه، و يفخر بنفسه و بوالده بكل وقاحة حتي علي الامام، و هو يعلم أنه يعرفه حق المعرفة، لكنه ربما أراد أن يغيض لا غير


و ربما أراد لخطابه هذا و غيره من الخطابات أن تقرأ أمام أهل الشام المغرورين المخدوعين به، و يموه عليهم و يوهمهم بأنه و غيره، حتي علي عليه السلام سواء في المنزلة..!.

و قد تمت حملات معاوية الاعلامية المضللة مع حملات أخري منظمة مركزة للرفع من شأنه أمام الأمة و اظهاره بصورة تتطابق حتي مع صورة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه - و قد رأينا كيف وضع علي لسان الرسول الأمين صلي الله عليه و آله و سلم أحاديث مزورة ترفع من شأنه، و مع حملة ثالثة متزامنة لتأويل القرآن و وضع الأحاديث، و حملة رابعة لقمع المعارضين و تهديدهم و قتلهم و اسكاتهم، و خامسة لشراء الضمائر و رشوة من لا دين لهم و لا ذمة بالأموال و المناصب و سادسة لعرض المسألة و كأنها خلاف بين الحجازيين و الشاميين تارة، و بين الشاميين و العراقيين تارة أخري كما رأينا في احدي رسائله الي الامام عليه السلام و كما سنري من مجمل خطبه و خطاباته... و هذه نقطة أكد عليها معاوية كثيرا ليعطي بها دعما للشاميين الذين أطاعوه في كل شي ء و ساروا وراءه مغمضي العيون.


پاورقي

[1] المصدر السابق ج 8 ص 9.