بازگشت

مزاعم معاوية «عثمان قتل مظلوما... و أنا ابن عمه و اطلب بدمه و ..»


كان معاوية أمام مفترق طرق خطير؛ فهو يعلم أنه ان بايع الامام، فسيكون كسائر الناس، كما أخبره الامام بذلك صراحة، و سيحمله كما يحملهم علي كتاب الله، و حينها - لن تعود له تلك الامتيازات و تلك السلطة التي اعتادها طيلة أكثر من عشرين عاما... (... فان أنت رجعت عن رأيك و خلافك، و دخلت فيما دخل فيه المسلمون، ثم حاكمت القوم الي حملتك و اياهم علي كتاب الله..) [1] .

و قد كان يعلم أن عليا خير منه و أفضل، و قد اعترف بذلك صراحة، و كان لابد أن يجد المبرر القوي للخروج عليه و الوقوف بوجهه، و المبرر هو مقتل عثمان (.. و الله اني لأعلم أنه خير مني و أفضل و أحق بالأمر مني، و لكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما و أنا ابن عمه و أنا أطلب بدمه و أمره الي، فقولوا له فليسلم الي قتلة عثمان و أنا أسلم له أمره..) [2] .

فهو - و رغم الرسالة التي لفقها علي لسان نائلة - لم يتهم الامام صراحة، بقتل عثمان، و أنا له أن يستطيع ذلك، و ما من أحد يعرف للامام يدا في ذلك، غير أنه أخذ عليه اسداءه النصح لعثمان، بل و الاكثار من النصح و العتاب و المشورة، ثم طالبه بعد ذلك بتسليم قتلة عثمان... و اذ أنه لم يسلمهم للأسباب التي وردت فكأنه بذلك قد معدودين، و كأن الأمة لم تتظاهر عليه كلها و في مقدمتها وجوه معروفة من الصحابة أمثال طلحة و الزبير.


پاورقي

[1] العقد الفريد 5 - 76.

[2] البداية و النهاية ج 8 - 132.