بازگشت

طبقة جديدة لن تتنازل عن امتيازاتها


ان طبقة جديدة من المتنفذين و الميسورين و ذوي الجاه و النفوذ الذي حصلوا عليه بفضل الاسلام (و من خلال التجاوز عليه في واقع الحال)، أو شكت أن تبرز كهيئة أو ملأ قرب و متميز علي الآخرين... و قد كانت بعض المفاهيم الاسلامية، و ربما الاسلام برمته - قريبة عهد بالجاهلية، توشك أن تشوه أو تتحجر، و يوشك الدس و الوضع في الحديث و في تأويل القرآن أن يكثر و ينتشر، و لعل أول جرأة بدت من القوم هي مخالفتهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في وصيته، و اذا استسهلوا ذلك فانهم لابد سيستسهلون غيرها من الأمور العظيمة، لنلاحظ أن العقلية الجاهلية لا تزال تمد أستارها و حجبها علي الكثيرين، و ان التخلص منها لم يتم بشكل تام، و ان المعركة لا تزال قائمة بين الاسلام و خصومه و لم يستقر الحال بعد لصالح الاسلام.

و قد كان الخطر بعد ذلك علي الاسلام، لا علي علي عليه السلام وحده، و لقد كان


هو يدرك هذا الخطر و يحاول أن يشد الأمة الي الاسلام لا اليه خاصة، و يعلم أنه اذا ما شدهم اليه و دعاهم الي خطه، فانه بذلك يشدهم الي الاسلام نفسه، و كان الجميع يدركون ذلك، فأي جيل كان سينهض و يبرز علي الساحة لو سارت الأمور كما خطط لها الامام و أراد؟.

غير أن للهوي غلبة علي الكثير من النفوس و للشهوة سلطان.