بازگشت

اذ لم تستح فافعل ما شئت


ثم: لماذا يثير الذين غمسوا أيديهم بدم عثمان أنفسهم، مسألة بعدما بويع لعلي بالخلافة مع أن معظمهم و خصوصا طلحة و الزبير كانوا في مقدمة المبايعين؟ و أظننا قد بينا رأينا فيما سبق حول هذا الموضوع. و ربما كان للأمر أسبابه و دوافعه الأخري، و لم نرد أن نبين كل الأسباب و الدوافع وراء الخروج علي أميرالمؤمنين عليه السلام، بعد هذا الاجماع الشعبي الواسع من الأمة عليه، لأن البحث ليس مكرسا لهذه القضية الا بالقدر الذي نستفيد منه في دراستنا، و انما ذكرنا ما ذكرناه لنبين أن الذين خرجوا كان موقفهم (محيرا) للكثيرين و ربما ضلوا بسببه و تاهوا، غير أن أقل ما يقال منه أنه لا يوجد له أي مبرر أو دافع علي الاطلاق، اللهم الا الدوافع المتدنية التي لا يقرها الاسلام و يحاول اقتلاعها من نفوس البشر، و هل غير الأثرة و الحسد و الخوف من فقدان الامتيازات و المناصب، و الحرص علي الدنيا، هي التي جعلت هؤلاء و أشباههم، يخرجون علي الامام العادل الزاهد الذي يريد المساواة بين الناس علي أساس الاسلام و الاسلام وحده...؟ و لعلهم علموا ما لم يعلمه غيرهم من (المفكرين) و (المؤرخين) الجدد، حق علي و آله عليه السلام في الامامة و خلافة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و قيادة الأمة.. فأصبح همهم العمل علي هدم ما أو شك أن يقام و يستمر في ظل الدولة الاسلامية الجديدة التي تعيد لدولة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عهدها الأول، و بادروا متكاتفين بحملة مسعورة لايقاف (الخطر) المزعوم عليهم و الماثل أمامهم،


اذا ما استتبت الأمور لعلي عليه السلام، و أخذهم من غيرهم بما أخذ به نفسه و آله من الحق، و الحق مر و صعب اذا ما مس المصالح و الامتيازات، بل هو خطر، و خطر جسيم حينما لا يراه الانسان و لا يعرفه و لا يري الا نفسه.