بازگشت

اوسع بيعة و أكبر اجماع


لقد أدرك أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و من عاصروه، حتي طلحة و الزبير نفساهما، اللذان شنا عليه الحرب فيما بعد، أن عليهم أن يستنجدوا لأن بمن حجب عنه حقه فترة طويلة، و يصروا علي أن يبايعوه، و كان اصرارهم علي ذلك و طلبهم الشديد و الحاحهم عليه لكي يستجيب لهم، أكبر حجة له عليهم فيما بعد، و خصوصا


طلحة و الزبير اللذان تقدما الوفود للمبايعة، بل كانا أول من بايع، ثم أثارا الفتن فيما بعد بمختلف الحجج و الذرائع، و الا فهل كانا يعلمان منه عليه السلام ميلا للمساومة و الانحراف علي حساب المسلمين حتي يقدما علي مبايعته؟ (... لما قتل عثمان، اجتمع أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من المهاجرين و الأنصار، و فيهم طلحة و الزبير، فأتوا عليا، فقالوا له: «انه لابد للناس من امام. قال: لا حاجة لي في أمركم، فمن اخترتم رضيت به. فقالوا: ما نختار غيرك، و ترددوا اليه مرارا، و قالوا له في آخر ذلك: اننا لا نعلم أحد أحق به منك و لا أقدم سابقة و لا أقرب قرابة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.. [1] .

(... لما قتل عثمان بن عفان، أقبل الناس يهرعون الي علي بن أبي طالب، فتراكمت عليه الجماعة في البيعة. فقال: ليس ذلك اليكم، انما ذلك لأهل بدر ليبايعوا) [2] .


پاورقي

[1] الکامل في التاريخ 3 / 81.

[2] العقد الفريد 5 - 57.