بازگشت

عثمان الجسر الذي عبر عليه معاوية الي الخلافة


و قد كان معاوية يبدو و كأنه يحرض علي قتل عثمان، فقد قال في حديث له، و كأنه ينتصر لعثمان و فيه يشير اشارة خفية الي احتمال قتله و يري أن ذلك أمر ممكن،


و انه أن حدث سيكون كرامة له (... و قد كبر و ولي عمره، و لو انتظرتم به الهرم لكان قريبا، مع أني أرجو أن يكون أكرم علي الله أن يبلغه ذلك..) [1] .

لم يكن معاوية من شدة الايمان بحيث أنه يري أن من الهوان علي المسلم أن يموت علي فراشه، غير أن هذه اشارة مضللة عنه، يريد أن يؤكد من خلالها أن عثمان يمكن أن لا يموت علي فراشه و أنه قد يقتل، و أن في هذا كرامة له، و حسبنا أن نتصوركم ستستفز هذه الكلمة المجتمع الاسلامي الذي كان غاضبا من عثمان.

لقد كان عثمان جسرا عبر عليه معاوية الي الملك، و قد مهد لذلك و غض النظر عنه و تربص به حتي قتل فقام يطالب به و ينادي بأخذ الثأر له ففي حوار لمعاوية مع أبي الطفيل (قال معاوية لأبي الطفيل: أكنت فيمن حضر قتل عثمان؟ قال: لا، و لكني فيمن حضر فلم ينصره. قال: فما منعك من ذلك؟ و قد كانت نصرته عليك واجبة؟ قال: منعني ما منعك اذ ترب به ريب المنون و أنت بالشام. قال: أو ما تري طلبي لدمه نصرة له؟ قال: بلي، و لكنك و اياه كما قال الجعد:



لا ألفينك بعد الموت تندبني

و في حياتي ما زودتني زادا) [2] .



و قد أوضح هذه النقطة بجلاء أميرالمؤمنين عليه السلام، عندما لج معاوية في عناده و عدم انصياعه لمبايعته عليه السلام مدعيا أنه يريد الثأر من قتلة عثمان، فكتب اليه أميرالمؤمنين عليه السلام: (.... فوالله ما قتل ابن عمك غيرك، و اني أرجو أن ألحقك به علي مثل ذنبه، و أعظم من خطيئته! و ان السيف الذي ضربت به أهلك لمعي دائم؛ و الله ما استحدثت دنيا، و لا استبدلت نبيا، و اني علي المنهاج الذي تركتموه طائعين، و أدخلتم فيه كارهين) [3] .


پاورقي

[1] الکامل في التاريخ 48 - 3 و تاريخ الطبري 2 / 649.

[2] مروج الذهب 20 - 19 و تاريخ الخلفاء / سيوطي دارالفکر 1988 ص 186 - 187.

[3] العقد الفريد 5 - 82.