بازگشت

اراد انقاذه فاتهموه بالتحريض علي قتله الله الله في نفسك


و طبيعي أن ردود الفعل تجاه ذلك لم تكن واحدة لدي الجميع، و كانت النصيحة و العتاب لو أجديتا في البداية ستحستمان هذا الأمر، غير أن عثمان بدا مغلوبا علي أمره و ضعيفا أمام أقاربه و ذويه المتسلطين عليه بشكل واضح، حتي بلغ الأمر بزوجته نائلة ابنة القرافضة التي لم يكن شك في حبها الشديد له، أنها أنبته بعدما سمعت عتاب أميرالمؤمنين عليه السلام له و قوله «أما رضيت من مروان و لا رضي منك الا بتحرفك عن دينك و عن عقلك مثل جمل الظعينة يقاد حيث يشاء ربه. و الله ما مروان بذي رأي في دينه و لانفسه، و أيم الله اني لأراه يوردك و لا يصدرك، و ما أنا عائذ بعد مقامي هذا لمعاتبتك، أذهبت شرفك و غلبت علي رأيك.

فلما خرج علي دخلت عليه امرأته نائلة ابنة القرافضة فقالت: «قد سمعت قول علي لك، و ليس يعاودك، و قد أطعت مروان يقودك حيث شاء. قال: فما أصنع؟ قالت تتقي الله و تتبع سنة صاحبيك، فانك متي أطعت مروان قتلك، و مروان ليس له عند الناس قدر، و لا هيبة و لا محبة، و انما تركك الناس لمكانه، فبلغ مروان مقالة نائلة فيه فجلس بين يدي عثمان فقال: «يا ابنة القرافصة» فقال عثمان: «لا تذكرنها بسوء فاسود وجهك، فهي و الله أنصح لي منك» فكف مروان.

و أتي عثمان الي علي بمنزله ليلا و قال: اني غير عائذ، و اني فاعل. فقال له


علي، بعد ما تكلمت علي منبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أعطيت من نفسك، ثم دخلت بيتك، فخرج مروان الي الناس يشتمهم علي بابك و يؤذيهم!) [1] .


پاورقي

[1] الکامل في التاريخ 57 - 3 و کان مروان قد سب الناس المجتمعين علي باب عثمان و قال لهم: «ما شأنکم قد اجتمعتم کأنکم قد جئتم لنهب! شاهت الوجوه الي من أريد جئتم تريدون أن تنزعوا ملکنا من أيدينا! اخرجوا عنا. و الله لئن رمتمونا ليمرن عليکم منا أمر لا يسرکم و لا تحمدوا غب رأيکم، ارجعوا الي منازلکم فأنا و الله ما نحن بمغلوبين علي ما في أيدينا». ص 56 و قال في مناسبة أخري (... ان شئتم حکمنا و الله بيننا و بينکم السيف...) تاريخ الطبري 2 / 646.