بازگشت

مكر موروث البس لكل حالة لبوسها


لقد أراد رجل أن يغريه علي عثمان عندما حجبه هذا عن بابه فقال: (يا أباسفيان ما كنت أري أن تقف بباب مضري فيحجبك، فقال أبوسفيان: لاعدمت من قومي من أقف ببابه فيحجبني) [1] و ربما كان الذي حجبه غير عثمان لأزعجه ذلك و حاول النيل منه أو الطعن فيه.

لقد علم هذا الرجل أن الرياح أتت بما لم تشته سفنه و ان مجده الغابر في الجاهلية ما كان له أن يعود الا اذا أبدي المزيد من التنازل و غض بصره عن كل الاهانات التي تلحق به، فربما استطاع العودة الي مكانته القديمة اذا امتنع عن زج نفسه و عائلته في نزاعات و خصومات جانبية قد تطيح بهم الي الأبد... و الا هل يستطيع تناسي مكانته في قومه قبل الاسلام و عنجهيته و تكبره و غروره...؟

(العتبي عن أبيه، قال: أهدي ملك اليمن عشر جزائر الي مكة، و أمر أن ينحرها أعز قرشي؛ فقدمت و أبوسفيان عروس بهند بنت عتبة، فقالت له: أيها الرجل لا يشغلنك النساء عن هذه المكرمة التي لعلها أن تفوتك. فقال لها: يا هذه، دعي زوجك و ما يختاره لنفسه! و الله ما نحرها غيري الا نحرته! فكانت في عقلها حتي خرج أبوسفيان في اليوم السابع فنحرها) [2] .

و كانت (عنده العقاب راية قريش..) [3] .

من أين أتي هذا الهدوء و هذا البرود لهذا الرجل (المتضرر) من الاسلام و الذي كانت حياته كلها حربا عليه؟ و كانت كلها حربا علي الله و رسوله، لقد آذي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أراد قتله و قتل أصحابه و حرض قريش و العرب عليه و هجاه الي درجة ألمته و آذته صلي الله عليه و آله و سلم و قد قال عليه و علي آله صلوات الله: اللهم انه هجاني و اني لا أقول الشعر، فاهجه عني) [4] .

لقد أفرغ أبوسفيان جعبته و استعمل كل ما بها لضرب الاسلام و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم غير أنه هزم في النهاية، و طويت آخر صفحة من المجد المزعوم القائم علي الباطل و علي


القيم الجاهلية المتدنية. فهل كان هذا التاجر القرشي المقامر الذي ألف المغامرة و الاستجداء و التسكع علي أعتاب الملوك سيقنع بوصفه في ظل الاسلام أم أنه سيستغل كل فرصة سانحة للوثوب و النيل من هذا الدين الذي (نال) منه و أعاده انسانا عاديا بسيطا؟.


پاورقي

[1] نفس المصدر ص 67.

[2] نفس المصدر م 2 ص 71 م 3 267.

[3] نفس المصدر.

[4] نفس المصدر م 6 ص 145.