بازگشت

ابوسفيان عداوة الرسول و أهل بيته في مقدمة أولوياته دائما


و ما عسانا فاعلين في هذه الدراسة المخصصة لموضوع محدد، عندما نريد استعراض مواقف أبي سفيان و هند و آل أمية قبل دخولهم الصورة في الاسلام، فكتب التاريخ أسهبت في الحديث عن ذلك، و قد أجمعت علي أن أباسفيان كان حريصا علي منع النبي صلي الله عليه و آله و سلم من أداء رسالته و كان ضمن النفر من رؤساء قريش الذين أرسلوا اليه صلي الله عليه و آله و سلم يحثونه علي التخلي عن رسالته و يمنونه الأماني، و كان أبوسفيان مصرا علي عدم الدخول في الاسلام حتي و ان اقتنع به، و عاهد أباجهل و الأخنس الثقفي علي أن لا يستمع للرسول صلي الله عليه و آله و سلم و هو يصلي و يتلو القرآن، و قال للأخنس عندما سأله عن رأيه فيما سمع (... و الله لقد سمعت أشياء أعرفها و أعرف ما يراد بها، و سمعت أشياء ما عرفت معناها و لا ما يراد بها...) [1] غير أن أباجهل كان أكثر جرأة و صراحة من أبي سفيان، اذ لخص قضية عدائه للرسول صلي الله عليه و آله و سلم قائلا للأخنس (... تنازعنا نحن و بنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، و حملوا فحملنا، و أعطوا فأعطينا، حتي اذا تجاذينا علي الركب، و كنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فتمي ندرك مثل هذه، و الله لا نؤمن به أبدا و لا نصدقه...) [2] .

هكذا فهم أبوجهل الأمر، فكأن الرسالة نزلت علي بني عبد مناف كلهم، و هكذا فهم أبوسفيان الأمر، فكأن الرسالة نزلت علي بني هاشم كلهم، و انها لهم وحدهم دون سائر الناس، و كأن الناس ليسوا كلهم مدعووين للدخول في الاسلام لا فرق بينهم جميعا مهما اختلفت ألوانهم و أجناسهم و قبائلهم.

كان الأمر أمر عصبية جاهلية رعناء لا تري سوي العشيرة و الأهل، و كأنه أمر حسد ألم يبغض النفوس المريضة فتصدت للاسلام بنفس الشراسة التي تصدي بها له أبوجهل و أبوسفيان و أضرابهما.


پاورقي

[1] السيرة النبوية - ابن هشام 316 - 1.

[2] المصدر السابق ص 316.