بازگشت

راي الدولة أولا


و لا شك أن الموقف الرسمي المتبني من قبل (الدولة) يكون - عادة - مدعما بقوة هذه الدولة و نفوذها، و ان موقفها ليس أمرا قابلا للرفض من قبل جماهير الأمة، أو أنه مجرد رأي يؤخذ به من يريد ذلك، و يرفضه من يريد ذلك أيضا دون أن يخشي علي نفسه أو علي عرضه أو ماله. و ان موقفها ملزم للجميع، و هي عادة ما تهيي السبل للآخرين لكي يتبنوا آراءها أو بالأحري تجبرهم علي ذلك اذا ما لم يتم لها بالاقناع.

ان معظم الدول التي تسمي نفسها بالاسلامية، (و تتبني) الاسلام دينا رسميا للدولة، تري في بعض جوانب (التساهل في أمور الاسلام و أحكامه الأساسية) التي أبداها خلفاء الدولتين الأموية و العباسية، و من جاء بعدهم، و تجد الانحراف الذي أباحه (خلفاء) الدولتين لأنفسهم و مظاهر الاباحية و البذخ الفاحش الذي درجوا عليه، مبررا لقيام (خلفاء) العصر الجاهلي الحديث بما قام به أولئك، بل و التمادي علي أساس من (الشرعية) و (الاسلام) نفسهما، اللذين ادعاهما أولئك الأوائل و سنوا بذلك سنة سيئة عليهم وزرها و وزر من يعمل بها الي يوم القيامة.


ان الاسلام الأموي أو العباسي لا يزال يطل برأسه، و لا يزال يقف ستارا غليظا لحجب الاسلام الحقيقي و كل الفضائل التي عرفت لنبي الاسلام صلي الله عليه و آله و سلم و وصيه و آله الكرام عليهم السلام، و ما تظن أولئك ا لذين ينهضون بوجه الجاهليات الحديثة التي يقف علي رأسها نماذج مكررة و معادة للحكام الأمويين و العباسيين، ينظرون نفس نظرة هؤلاء الحكام و أتباعهم و وعاظهم و مهرجيهم الي ذلك الحكم البائد المسخ، و لا يرون الا ما يراه هؤلاء، و ما نظنهم - و هم أنصار حق قل فيه الأنصار - الا أنهم سيعيدون النظر في كل الأمور التي عملت علي حسر الاسلام و ابعاده عن الحياة في وقت مبكر، حتي غدا ذلك أمرا مألوفا.. و كأنه هو الواقع الذي لا يمكن ايجاد غيره لاقراره، و في مقدمة تلك الأمور - الحكم الأموي الغريب - الذي أرسي دعائمه معاوية، تلك الدعائم التي لا تمت الي الاسلام بصلة... و هو أمر لابد أن يمثل أمامنا علي الدوام.