كل الصحاح تتحدث عن الفضائل العلوية و كتب التاريخ و السير أيضا
اننا لن نعود دائما الي (المراجعات) لنعزز قناعتنا بالكم الهائل من الأحاديث النبوية الشريفة بحق علي و آله عليهم السلام، فقناعة من يتحري الحق و يقصده يكفي أن تتعزز بالاطلاع النزيه علي ما جاء بكتب السيرة و التاريخ حتي و لو كان يسيرا، فهذه الكتب
تعرضت كغيرها لتأثير السلطات الحاكمة و مع ذلك، فقد أجمعت علي رواية فضائل أميرالمؤمنين و آله عليه السلام بشكل لا يدع مع مجالا لأي شك أو تردد.
لقد وردت روايات متواترة في الصحيحين عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال لأميرالمؤمنين (ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا نبي بعدي). و قال عنه (لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يفتح الله علي يديه، ليس بفرار) و قال عنه عمر (لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها أحب الي من حمر النعم... تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و سكناه المسجد مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يحل له فيه ما يحل له. و الراية يوم خيبر).
و عن زيد بن أرقم قال: (كان لنفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أبواب شارعة في المسجد.. فقال يوما: (سدوا هذه الأبواب الا باب علي.. فتكلم في ذلك أناس فقام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: (أما بعد، فاني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، و اني و الله ما سددت شيئا و لا فتحته، و لكن أمرت بشي ء فاتبعته)... و في رواية أخري:
(ما أنا فتحته، و لكن الله فتحه).
و عن سعيد بن جبير و ابن عباس: ان الرسول صلي الله عليه و آله و سلم قال: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلت: بلي يا رسول الله، فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه.)
و قد سمع أناسا يطعنون بعلي عليه السلام فقال صلي الله عليه و آله و سلم: (دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا عليا. ان عليا مني و أنا منه، و هو ولي كل مؤمن بعدي).
و قال صلي الله عليه و آله و سلم: (من آذي عليا فقد آذاني). و عن الامام أحمد:
و قال صلي الله عليه و آله و سلم يوم غديرخم، و قد أخذ بيد علي عليه السلام: (أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم، يا رسول الله، قال: (من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره و اخذل من خذله).
و عن أم سلمة قالت: (سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: (من سب عليا فقد سبني) و ورد من حديثها و حديث جابر و أبي سعيد، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي عليه السلام: (كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك)..) [1] .
و (عن عائشة، أنها سئلت أي الناس كان أحب الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قالت: فاطمة. فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، ان كان ما علمت صواما قواما.
أخرجه الترمذي و ابن عبيد و زاد بعد قوله قواما: جديرا بقول الحق) [2] .
(و عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول لعلي عليه السلام: أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب الدين) [3] .
(و كناه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأبي تراب... و عن فاطمة عليهاالسلام قالت: ما كان اسم أحب الي علي منه لأن ما سماه اياه الا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
(و كان يلقب بيضة البلد و بالأمين و الشريف و الهادي و المهتدي و ذوي الاذن الواعي) (و عن أبي الأسود محمد بن عبدالرحمن أنه بلغه أن علي بن أبي طالب قد أسلم و هو بن ثمان سنين... و قال ابن اسحق: أسلم علي بن أبي طالب و هو ابن عشر سنين).
و (عن زيد بن أرقم قال: كان أول من أسلم علي بن أبي طالب).
(و عن عمر قال: كنت أنا و أبوعبيدة و أبوبكر و جماعة اذ ضرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منكب علي بن أبي طالب، فقال: يا علي، أنت أول المؤمنين ايمانا، و أنت أول المسلمين اسلاما و أنت مني بمنزلة هارون من موسي).
و عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي يهدي صاحبه الي الهدي و يرده عن الردي، أخرجه الطبراني).
(و عن ابن عباس أن عليا دخل علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقام اليه و عانقه و قبل بين عينيه، فقال له العباس، أتحب هذا يا رسول الله؟ قال: يا عم و الله، لله أشد حبا له) أخرجه أبوالخير القزويني).
(و عن أنس بن مالك عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما من نبي الا و له نظير في أمته و علي نظيري) أخرجه أبوالحسن الخلعي).
(و عن أم سلمة قالت: أشهد أني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول «من أحب عليا
فقد أحبني و من أحبني فقد أحب الله و من أبغض عليا فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغض الله، - أخرجه المخلص الذهبي و أخرجه غيره عن حديث عمار بن ياسر و زاد فيه: (... و من تولاه فقد تولاني، و من تولاني فقد تولي الله) [4] .
(و عن ابن عباس قال (أشهد بالله لسمعته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: من سب عليا فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله عزوجل أكبه الله علي منخريه) - أخرجه أبوعبدالله الخلافي) [5] .
(عن قيس بن أبي خاذم قال: التقي أبوبكر و علي بن أبي طالب فتبسم أبوبكر في وجه علي، فقال له: ما لك تبسمت؟ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «لا يجوز أحد الصراط الا من كتب له علي الجواز» أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة) [6] .
(و عن ابن عباس قال: و الله لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم. و أيم الله لقد شارككم في العشر العاشر» أخرجه أبوعمر) [7] .
(و عن عمر قال: «أقضانا علي» - أخرجه الحافظ السلفي) [8] .
(و عن ابن عباس قال: ليس من آية في القرآن (يأيها الذين ءامنوا) الا و علي رأسها و أميرها و شريفها. فلقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن و ما ذكر عليا الا بخير)، ذكره أحمد في المناقب) [9] .
لقد كان (أول من شهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله. و ايثار علي عليه السلام غيره في جميع أوقات عمره مشهور و في الكتب مسطور. و لقد آثر حياة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ليلة المبيت، فباهي الله به الملائكة و أنزل فيه (و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله...) [10] [11] .
و مهما يكن من أمر فهل يمكن تناسي الآيات القرآنية الكريمة النازلة بحق علي و آل البيت عليهم السلام؟ (و هل يمكن لأحد أن ينكر حديث الغدير الذي روي في الصحيحين عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «علي مني بمنزلة هارون من موسي» و مثل «لا يحبك الا مؤمن
و لا يبغضك الا منافق»، و في حديث الطائر «اللهم ائتني بأحب خلقك اليك» - فدخل عليه علي - و مثل: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله» - و أعطاها الي علي - و مثل «اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي» و مثل: «علي مع الحق، و الحق مع علي».. الي كثير من أمثالها) [12] .
پاورقي
[1] البداية و النهاية - ابن کثير ج 7 ص 367 - 353.
[2] ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربي / الحافظ محبالدين الطبري مطبعة القدسي و مطعبة السعادة ص 58، 57، 56، 35.
[3] المصدر السابق ص 89، 83، 82، 79، 78، 71، 66، 64، 58.
[4] المصدر السابق.
[5] المصدر السابق.
[6] المصدر السابق.
[7] المصدر السابق.
[8] المصدر السابق.
[9] المصدر السابق.
[10] البقرة: 207.
[11] العقد الفريد ص 59.
[12] أصل الشيعة 90 - 89.