بازگشت

كفاءات فريدة أختص بها الامام


و لا ندري كيف يفوت هؤلاء ما جاء في حق الامام علي عليه السلام في القرآن الكريم، و هي آيات واضحات لا اختلاف حتي في تفسيرها و تأويلها - و سنتطرق الي بعضها بعون الله، أو ما جاء علي لسان النبي صلي الله عليه و آله و سلم أو حتي علي لسان الصحابة أنفسهم من الذين نافسوه علي منصب الخلافة و انتزعوه منه، و قد وثقت تلك الشهادات بعشرات من كتب الصحاح و السيرة و التاريخ، و بلغت حدا من الضخامة أن أولئك الذين تبنوا أفكارا مسبقة معادية لم يروا أن يتحملوها و يقبلوا موازين حياتهم، و قد يكون ذلك بفعل الاتجاه الرسمي العام للحكام (المسلمين)، الذين يحقق لهم منهج معاوية في الحكم و الحياة (ضمانة) لاستمرار حكمهم هم، آخذين من (الدين) ما أخذه معاوية و استغله لمصلحته و من (الحياة) ما أخذه منها و منها تجارب من سبقه من الملوك الذين أقاموا حكمهم وفق قواعد (الدهاء) و (سياسة الملك) و المكر و الخديعة و غيرها، نابذين منهج الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و حكومة الرسول و نظرته و تصوراته، و بالتالي كل منهج و حكومة و تصور و نظرة مماثلة، متجسدة بلا شك التي حملها الامام عليه السلام.

و قد انبهر الخليفة عمر، و هو أحد الصحابة الذين تولوا عمليا منصب خلافة المسلمين، بما كان يتمتع به الامام من قابليات نادرة أتاحت له انقاذ القيادة القائمة و الأمة من جملة من المآزق و المشاكل بحلول صائبة و أفكار رشيدة ما كان لها أن تصدر الا عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو عن وصيه.. (... حتي قال عمر مرات عديدة «لو لا علي لهلك عمر» و قال للامام «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أباالحسن» و قال «كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي» و قال «اللهم لا تبقني لمعضلة ليس فيها أبوالحسن») [1] ، و لم يستطع رغم منافسته للامام علي منصب الخلافة، ألا أن يقول ما


عرفته الأمة كلها عنه و أن يشيد بمن أشاد به الله و رسوله... فعلام يتناسي البعض فضل الامام عليه السلام و امتيازه و جدارته... الا ما ذكرناه من أسباب و في مقدمتها تبني المواقف الرسمية المعلنة لبعض الحكام (المسلمين) الذين لا تتفق مصلاحهم و منهج الامام بشكل عام، و عجز البعض عن تحمل مسؤولية البحث و الدراسة و تبني الموقف الصائب أمام مجتمعات قد تكون درجت علي مفاهيم و أفكار مسبقة بشأن الامام عليه السلام و شيعته بشكل عام، مما قد يعرضهم لحملات من (السخط) الشعبي المحلي لا يريدون هم أيضا تحمل مسؤولية تغييره و انتشاله مما سقط فيه من أوهام و أضاليل.


پاورقي

[1] السنن الکبري 7 ص 442. مختصر جامع العلم ص 150. الرياض النضرة 2 ص 197 - 194 ذخائر العقبي ص 82 تفسير الرازي 7 ص 484. أربعين الرازي ص 446 تفسير النيسابوري 3 في سورة الأحقاف. کفاية الکنجي ص 105. مناقب الخوارزمي ص 57. تذکرة البسط ص 87. الدر المنثور 1 ص 228 و ج 6 ص 40 نقلا عن جمع من الحفاظ. صح کنز العمال 3 ص 96 نقلا عن خمس من الحفاظ و ج 3 ص 228 نقلا عن غير واحد من أئمة الحديث و منتخب کنز العمال هامش مسند أحمد 2 ص 352، و الحافظ الکنجي في الکفاية ص 96 و ابن الصباغ المالکي في الفصول المهمة ص 18 و تاريخ ابن عساکر - ترجمة الامام علي بن أبي‏طالب - دار التعارف ج 3 رقم الحديث 1073 ص 40 (- راجع (خلافة الانسان و شهادة الأنبياء - محمد باقر الصدر - ط 2 - دار التعارف - بيروت 1399 ه و راجع ابن کثير / البداية و النهاية ج 7 ص 373.