بازگشت

الخلاف بين المبادي ء و المصالح


ان بعض من يتناولون قضية خلاف معاوية لعلي عليه السلام، يتأثرون ببعض الأكاذيب و المغالطات التي حاول بها معاوية تبرير هذا (الخلاف) و مطالبته بالخلافة فيما بعد، و قد يؤخذون بتلك (القوة) أو (المهارة السياسية) التي أبداها في محاولة التصدي للامام عليه السلام... فما دام قد استطاع الصمود أمامه كقوة مناهضة أو معارضة، و وجد من (المسلمين) من يؤيده في موافقه و سلوكه، فلابد أنه اذا كان يتمتع بقدر من الشرعية أتاحت له هذه القوة أو (الشعبية) التي استطاع بها مواجهة الامام و مقاومته و حربه، و لابد أن كثيرين كانوا يرون أنه علي حق خصوصا و أنه استطاع في نهاية المطاف و بعد اغتيال الامام عليه السلام استلام الحكم (كخليفة) للمسلمين. و من تغيب عنهم وقائع التاريخ و تسلسل الأحداث و يعالجون ما مضي دون الرجوع الي كل تلك الوقائع بدقة، قد يذهبون الي أن حق معاوية بالخلافة - و يزيد من بعده أيضا - حق الهي شرعي. اذ لو لا ذلك لما رضيت جماهير المسلمين بتوليته خليفة عليهم، و لعلهم اختلفوا بشأنه أقل مما اختلفوا بشأن أميرالمؤمنين عليه السلام نفسه.


ان قسما كبيرا من هؤلاء الذين يؤخذون و ينبهرون بمظاهر القوة و الجاه و السلطة التي أبداها معاوية، و يميلون معها، و قد استطاع (القضاء) علي خصومه و التغلب عليهم، و استتب له الأمر في النهاية، يدعون الي تبني (سياسة الأمر الواقع)، فما دام معاوية قد أصبح (خليفة)، فليس من المهم أن نناقش ذلك و كيف صار (خليفة)، فالمهم أنه (نجح) في مسعاه و انتهي الأمر... و (نجاحه) يدل علي أحقيته و شرعيته.