بازگشت

كيف نفرط بالأساس و ندعي الحرص علي سلامة البناء


و كيف تقوم هذه الأمة برسالة، و قد فرطت باحد أهم أركانها العملية الحياتية و قدمت صورة مشوهة لخليفة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي كان ينبغي أن يحكم باسم الاسلام لا باسمه و وفق هواه...؟ و كيف تحكم و قد أراد لها الاسلام أن تتمثل خلال (قوة حاكمة)، كسلطة مخولة و مؤهلة لحمل رسالته تمتلك كل قابليات الفهم و الاستدلال


و النظر و الحكم و التوجيه، سلطة خلافة لا تري أمامها الا الاسلام، و تطبيق شريعته، كما نزل بها القرآن الكريم و طبقها الرسول الكريم صلي الله عليه و آله و سلم.

ان استبعاد (النموذج) المعد و المؤهل لتطبيق رسالة (الاسلام حقا و صدقا و علي الوجه الأكمل و نشرها في تخوم الأرض، و استبداله بنموذج عادي غير مؤهل لتنظيم حياته و شؤونه الخاصة، هو أول شرخ كبير في جدار الاسلام، و هو أول انحراف بدأ بهذه الخطوة (السياسية)، ثم بدأت بعده بقية الانحرافات... و الا، فان الحديث عبث عن خير أمة أخرجت للناس و هي لا تؤدي مهمتها، و لا تأمر بالمعروف و لا تنهي عن المنكر، و تتساهل بأكثر أمور الدين علاقة و قربا من الحياة الواقعية العملية لعموم المسلمين.

و لا يتحرجن أحد من القول: أن هذه الأمة قد أجبرت علي التخلي عن رسالتها، عندما سلمت زمام الأمور من (استلبوها) منها و من أصحابها الشرعيين، و استسلمت لمعاوية و لمن جاء بعده، و الي يومنا هذا، و استكانت و خضعت و نامت كأن ما جري لها كان قدرا محتوما لا قدرة لها علي تغييره، و لم تشهد الا توراث و انتفاضات قليلة يتيمة بوجه السلطات (الاسلامية الحاكمة) لا تتناسب و عدد السنين التي عاشتها في (ظلها). و قد لا يكون أسباب العديد منها، مجرد الانتصار لدين الله الحق، و قد يكون الدافع لبعضها الشعور بالظلم الفادح الذي ألحقه هؤلاء الحكام، مما لم يمكن تحمله و الا: ألم يعرض علينا التاريخ الاسلامي، علي أنه تاريخ النزاعات و الحروب في سبيل السلطة و التوسع؟ فكيف بدا لنا المتنازعون علي هذه السلطة...؟ و ما هي حججهم لهذا النزاع..؟ لقد أرادوا أن يرونا أنفسهم و كأنهم لا يريدون الا الانتصار للاسلام و نشر رسالته رغم أعدائه، الذين هم أعداؤهم بالطبع، و ان حربهم مع أولئك (الأعداء) انما هي من أجل ذلك الهدف السامي!.