بازگشت

الاعلام الأموي: معاوية فاق حتي من كان قبله من الخلفاء


انك لتعجب حينما يطالعك الآن من يردد هذه الأقاصيص التي رواها معاوية و أوصي بروايتها و كأنها أمر حقيقي واقع، لماذا لم يرو النبي صلي الله عليه و آله و سلم أمثال هذه الأحاديث بحق أبي بكر و عمر و عثمان علي الأقل... و قد كانوا خلفاء قبل معاوية...؟.

لقد وجد معاوية أمامه قطعان أهل الشام الذين (أحسن) تربيتهم علي الجهل بالاسلام و جعلهم يرونه بمنظاره، فدفع اليهم من قام يردد أمامهم أمثال هذه الترهات و التلفيقات، كما نجد اليوم من يصدق بها و بمثيلاتها، و ينكر علي من يتناول هذه (الشخصية) الانتهازية المدمرة التي عبثت بالاسلام و لعبت أكبر دور تخريجي علي مر العصور و استهزأت بكل قيمة و مثله، بحجة ضرورة عدم المساس بوحدة المسلمين و التعرض لالفتهم و تضامنهم، كأن آصرة هذه الوحدة و وشيجتها معاوية و يزيد و آل أمية.

أما آن لنا نستيقظ أخيرا لنعالج قضايانا بجد و فاعلية لنصل الي بر الأمان بعد أن نتخلص من كل أمراضنا المزمنة القديمة؟ حتي و ان آلمتنا الحقائق لحين من الزمن. لكننا نكون قد تخلصنا من الوهم، و قضينا نهائيا علي الأمراض الخبيثة التي تعيث في أذهاننا و عقولنا؟

لقد كانت هذه (الأحاديث) و عشرات من القصص غيرها، تشكل أحد الأساليب التي اتبعها معاوية، و بت جيوش القصاصين و المحدثين و رواة الأخبار و السير، ليحتلوا أماكن بارزة في المساجد و الأماكن العامة، يبثون فيها مفترياتهم و أكاذيبهم للناس الذين ما كانوا كلهم معنيين علي أي حال، بتمحيص ما يسمعونه... و هم علي الأغلب قد أعلنوا انحيازهم لهذا البيت الأموي (الرفيع) الذي تعاملوا معه


و شهدوا خيره و عطاياه و كرمه... و كان معظمهم يحسب أنه يتقرب الي الله و الي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم اذا ما تقرب اليهم و ساندهم و أطاعهم...!.