بازگشت

من المعتمدي رسول الله أم معاوية! لماذا الدعوة لالغاء عصمة الرسول


كم هي مضحكة هذه المبكيات، فقد بدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في هذه (الأحاديث) الملفقة و كأنه يبشر الناس بمعاوية، و أنه حتي هو صلي الله عليه و آله و سلم نفسه - اذا ما تمعنا جيدا بمضمونها - لم يكن شيئا أمام هذا الانسان المختار من الله - سبحانه. و نستغفر الله أن ذهب بنا الأمر الي ذلك، و لكن ليس هذا ما يريد معاوية أن يقوله للناس بالضبط، و هو بنفسه قد روي لنا بعض هذه (الأحاديث)؟ و أكمل الأخري ابن عساكر و آخرون؟ فمعاوية هنا هو أمين الله علي وحيه، و ما استكتبه النبي صلي الله عليه و آله و سلم الا بوحي من الله، و انه مهدي بدعاء الرسول و مغفور له، و انه يعادل جبريل محمدا في الأمانة، و هو نظيرهما، بل هو نظير اللوح و القلم و اسرافيل و ميكائيل أيضا، و انه العالم الهادي المهدي، بدعاء من الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أيضا، و انه الولي بعده و خليفته و انه مبشر بهذه الخلافة منه صلي الله عليه و آله و سلم! أما هذا الأسد الذي رآه الأشجعي يبلغه السلام من الله - دون خلق الله جميعا، فمن ذا يستطيع أن لا يصدق أقواله و يكذبه، و هو أسد مرسل في المنام لتحية سيد الأنام..!! أليس هذا ما يرد منا أن نفهمه..؟

لماذا وضعت هذه (الأحاديث)؟ أليست (ردود فعل) مضحكة علي الأحاديث و الآيات الشريفة الواردة في فضل علي عليه السلام و المسندة عن طرق صحيحة لا غبار عليها، و لا لبس فيها و لا اختلاف بشأنها؟


و لمن وضعت هذه (الأحاديث)؟ هل وضعت لجيل الصحابة و التابعين الذين تتبعوا كل صغيرة و كبيرة من سيرة و أحاديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فوعوها و درسوها و فهموها؟ أم وضعت لأهل المدينة الذين عاش الرسول صلي الله عليه و آله و سلم بين ظهرانيهم، أم لأهل مكة أهله و عشيرته؟ أم لأهل الكوفة أو البصرة و فيهم العلماء و القراء و المحدثون... أم أنها وضعت لأهل الشام الذين انحازوا بجملتهم الي معاوية و تأثروا به و أفاض عليهم من عطائه و انتجبهم اخوانا و أهلا و عشيرة. أولئك الذين تلا يميزون بين الناقة و الجمل، و الذين ثار بهم علي علي و افتخر بهم و بجهلهم و انقيادهم وراءه دون سؤاله عن أي أمر هو فاعله؟!

تري، لو رويت لهم هذه (الأحاديث) و الأقاصيص، مثل قصة الأسد و قصة ذهاب معاوية الي النبي في بيته ليصب الماء علي يديه الشريفتين، أما كانوا يصدقونها؟ و عندما تمضي السنون، و تتعاقب الأجيال، و تنتهي أجيال الصحابة و التابعين، و تابعيهم، و عندما (يسجل) التاريخ و تسجل الحوادث، الا يريد معاوية لأجيال تأتي بعده بمائة عام أو مائتين، يحكم فيها أحد أحفاده أو أحفاد أحفاده، أن تؤمن بمضمون هذه الأحاديث ايمانها بالقرآن الكريم المنزل نفسه، و تؤمن (بحقوق) الهية لآل معاوية بالخلافة! ألم يمهد معاوية الأمر لخلافة يزيد و يبذل من أجلها الكثير، مع أنه لو صح عنه ما قال: «لو لا هواي في يزيد لأبصرت رشدي»، لما أصر علي هذا الهوي و هو يعرف أنه هوي، و لما مهد له ليكون خليفة من بعده و ليكون أحفاده من بعده و أحفاد أحفاده، و لما أرادها أن تظل أموية يزيدية، انه يعترف أن هذه هي نقطة الضعف الوحيدة فيه و أنها غلطة العمر الكبيرة، و لكن هل يبدو في ثنايا قوله و من مجمل تصرفاته أنه يريد أن يتخلي عن هذه الغلطة، و لا يولي يزيدا بعده؟

ان معاوية كامل، و لكن فيه هنات و هنات!

و ان نقطة الضعف الوحيدة فيه حبه ليزيد!

و قد يكون معذورا. و أنه ليحب الأكل حبا جما، و هي نعمة من الله لأنه ملك، و الأكل الوفير أمنية كل الملوك! أن يأكلوا فيعيوا من المضغ و القضم و البلع و الهضم دون أن يشبعوا، و الا فلماذا يخلق الملوك ان لم يكن لذلك؟. و لو تتبعنا هذه النقائص، لرأينا أنها يسيرة تجاه ما نسبه الي الرسول الكريم صلي الله عليه و آله و سلم من أنه بشر كسائر الناس، تعبث به النزوات فيغضب، و قد يلعن الآخرين و يضربهم


و يدعو عليهم دون وجه حق في ذلك، مع أنهم قد لا يستحقونها، و كأن من شأن الرسول الكريم صلي الله عليه و آله و سلم أن يكون شتاما لعانا طعانا، و علي من؟ علي الذين لا يستحقون ذلك أمثال معاوية، ثم يستغفر ربه لأنه أساء اليهم بوحي من نزوات بشرية عادية تنتابه كسائر الناس العاديين، و يستدرك ذلك فيدعو لهم تعويضا عما لحقهم من أذي علي يديه الكريمتين كفارة لذنوبهم، يقربهم بها الله اليه يوم القيامة. أليس هذا ما أريد لنا أن نفهمه؟ أله معني آخر؟ هل بلغ أعداء النبي صلي الله عليه و آله و سلم مناهم في أذاه، كما بلغ واضعو هذا (الحديث) المفتري و غيره من الأحاديث المكذبة و المزورة؟