بازگشت

اعادة كتابة التاريخ الاسلامي


وفق أي تصور، و علي أي أساس نناقش أمور التاريخ الاسلامي؟ هل نناقشها وفق تصور (الأساتذة) الذين غالبا ما يكونون من المستشرقين الغربيين، الغربيين عن الاسلام، و تلامذتهم و متلقيهم و المبهورين بمناهجهم في البحث و الدراسة..؟ أم وفق تصور اسلامي بحت يضع القيم و المعايير و المقاييس و المبادي الاسلامية أمامه، عند مناقشة أية قضية اسلامية؟

لابد أن يكون الشق الثاني من السؤال هو الجواب، اننا ينبغي (أن نعيد كتابة التاريخ البشري، ليتناسق مع الرؤية الاسلامية المستمدة من كتاب الله و سنة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، فتكون لنا وحدة في التصور، تتناسب مع كوننا مسلمين..) [1] .

و من هنا نفهم سر (الصرامة) التي يبدو عليها المؤرخون، أو التي ينبغي أن يبدون بها عند تناول سلوك الخلفاء، و ندرك سبب النقمة الشعبية علي هؤلاء الخلفاء، اذا ما تجاوزوا حدود السلوك المطلوب، و السلوك المطلوب هو السلوك الاسلامي، و كما قلنا، فان هذا السلوك لا يتجسد في المظاهر الأخلاقية الاستعراضية، و بعض المواهب في الدهاء و الحيلة و المكر و سياسة الرعية! و انما بتجسيد كل قيم الاسلام، فالجماهير تفترض أن (الخليفة) أو (أميرالمؤمنين)، كما يدعو بعضهم نفسه، يلتزم أكثر من غيره بسلوك من يدعي خلافته و يحكم باسمه هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. انهم لا يكتفون من هذا الخليفة - حتي لو ألزم هو نفسه شخصيا بالحدود المطلوبة من الأداء الاسلامي الحياتي السلوكي - أن يكون كأحدهم، و انما يريدون منه أن يكون أفضلهم... فتغمرهم مظاهر عدله و رحمته و أمانته و أمانه و استقامته و وفائه.



پاورقي

[1] کيف نکتب التاريخ الاسلامي ص 9.