بازگشت

كانت بيعتهما فلتة


و يبدو أن الخليفتين الأولين رأيا أن بيعتهما كانت فلتة وقي الله المسلمين شرها. فقد روي عن أبي بكر قوله (فاني وددت اني سألت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لمن الأمر من بعده


لا ينازعه أحد) [1] و عن عمر قوله قبل أن يموت من طعنة أبي لؤلؤة، و قد وضع خده علي الأرض (ويل لعمر و لأم عمر ان لم يعف الله عنه) [2] و لما قيل له: لو أنك عهدت الي عبدالله قال: بحسب آل الخطاب أن يحاسب منهم رجل واحد عن أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و لوددت أني نجوت من هذا الأمر كفافا لا لي و لا علي) [3] .

و عندما قيل له أيضا (لو عهدت.. فقال: قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أولي رجلا أمركم، أرجو أن يحملكم علي الحق و أشار الي علي) [4] .

كان هذا موقفة من خلافة من تولي الأمر قبله، عبر عنه بصراحة و لم يخف حتي أحاسيسه و مشاعره الشخصية، لقد وقف منهم وقفته المبدئية المشهورة التي كانت تستهدف دائما الحفاظ علي الاسلام و اعلاء شأنه، و لا شي ء غير ذلك.

و رب قائل يقول: أما كان الأحري به أن يقف من معاوية نفس موقفة القديم الأول.. لنفس الأسباب التي أوردها عليه السلام؟ و هذا سؤال مهم و حساس، سنجيب عنه، بل سيجيب عنه هو عليه السلام عند استعراض قضيته مع معاوية، بل ابتلائه فيه.

و نكرر هنا أننا لم نرد استعراض مسألة الخلافة لنثير بعض كوامن النفوس بل لنؤكد انها ما كان ينبغي أن تلقي بظلال سوداء علي علاقتنا مع بعضنا، و انها ينبغي أن لا تكون دافعا لمزيد من الفرقة و الخلاف، و علينا - و هذا هو الأمر المهم - أن لا نخلط أوراق معاوية - كما أراد هو - مع أوراق أبي بكر و عمر و عثمان.. و اذا كان الامام عليه السلام قد سكت عن حقه في الخلافة للأسباب التي بينها في بعض كلماته و خطبه، فان سكوته عن معاوية يعني أنه تخلي عن الاسلام نهائيا و ترك الساحة لمعاوية، و هذا ما لم يكن ليفعله بأي حال من الأحوال.


پاورقي

[1] العقد الفريد ص 25 - 20.

[2] نفس المصدر.

[3] نفس المصدر.

[4] نفس المصدر.