بازگشت

كلنا علي الحق لو توخيناه حقا


ان هذه المسألة، عندما تناقش هنا، لا ينبغي أن يمر عليها مرورا عابرا، لأن كل اختلاف و فرقة نشأ عنها. و مناقشتها بموضوعية، ينبغي أن لا تتم بالشكل الذي يحرك الأحقاد و يزيد العداوات، ان تلك الحوادث قد انتهت، و وقع ما وقع... و علينا أن نجمع شتات أمرنا مرة أخري، مستنيرين بنبع الضوء الأصيل، كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم، لنعالج كل مشاكلنا المعاصرة، و نصحح تصوراتنا و أفكارنا، و نعيد تقييم حوادث التاريخ الخاصة بهذا الدين، و مسيرته، و مواقف صناعه المختلفة، و نعيد تقييم الرجال و اعادة النظر بالمثل الأصيلة، و نشذب هذا الدين من كل ما لحق به من تلفيقات و أباطيل، و تحريفات و تأويل.

ما ضرنا لو أعدنا حق و اعتبار، من غبن و حرم حقه، و لو بعد هذه المدة الطويلة، انه لم يكن ليستفيد منها الآن فائدة شخصية، بعد مرور قرون عديدة علي وفاته، غير أن المستفيد منها نحن. ان من شأن ذلك أن يصحح مسيرتنا و توجهاتنا و يوحد خط الشروع و توحد هذه المسيرة. ان أمثال هذه المسائل التاريخية عندما تثار، ينبغي أن لا تكون باعثا لمزيد من الفرقة و الاختلاف، و انما علي العكس تقريبنا و جمعنا علي طريق انجاز المهمة التي كلفنا بها جميعا، و هي تحكيم دين الله الحق في حياتنا.

و كم ستكون هذه المهمة ميسرة و ممتعة، لو توحدث القلوب و المشاعر علي طريق هذا العمل الالهي العظيم الذي لا يتاح الا لمن ارتضي الله و هدي قلبه للايمان و الخير و الصلاح، و نذر نفسه لخدمة الله، لا يهمه الا رضاه و هداه. فعلام نجعل من مسائل (الخلاف) حول أمثال هذه الأمور مسائل شخصية بحتة، مع أنها مسائل عامة، تهم الجميع. و ان التحيز الي أحد الطرفين دون وجه حق يعني التجني علي هذا الطرف نفسه، اضافة الي أنه تجن علي الطرف الآخر، و ان الأمور متي عرفت بشكل واضح، فان من شأن ذلك أن لا يلحق الأذي بأي طرف، فقد يكون التصرف نابعا


من (اجتهاد) أو رغبة أو ميل خاص أو نتيجة ظروف معينة، و ليس من دافع خالص للشر مثلما يحاول البعض تصويره.

و اعادة الأمور الي نصابها - و لو بعد فترة متأخرة، و بنظرنا و من يجي ء بعدنا و حسب، لن تضر أو تنفع من يقف الآن بين يدي الخالق العادل الرحيم الذي يجازي و يثيب و يتصرف بخلقه كما يشاء و يريد...! و هل نملك أن نغير - نحن - من الأمر شيئا؟