بازگشت

ان دولة الباطل ساعة و دولة الحق الي قيام الساعة


لقد شاركت اخاها الحسين في جميع مواقفه من الظالمين ورجعت من كربلاء حاملة لرسالة ابيها وأخيها لتبلغها للأجيال من الرجال والنساء من الاجيال في كل ارض وزمان بالرغم من ضجيج الجلادين ووعيدهم وكانت القدوة التي تعلم الاجيال من سيرتها وبطولاتها معاني الرجولة. وتعلم النساء كيف يتخلصن من فتن الاغراءات الخبيثة التي تدلهم من حولهن ومن دهاليز الحضارة الجديدة التي تقتحم العصور بمفاتنها ومغرياتها لتستل منها اخلاقها ومعتقداتها وأعرافها.

فأين من زينب وأخوات زينب نساءنا وبناتنا الضائعات في تلك المتاهات ايمانا وعزيمة وصبراً في الشدائد والاهوال وتمسكا بالقيم وتعاليم الإسلام والاخلاق الكريمة الفاضلة.

وأين من الحسين وأنصاره من يدعون التشيع للحسين وأبيه وأبنائه، وقد باعوا انفسهم لمن يحملون روح يزيد ومعاوية بأبخس الاثمان كما باعها أسلافهم لمعاوية وأمثال معاوية من الحاكمين والجلادين من قبل.

ان الاحداث الجسام التي اعترضت حياة العقيلة ابنة علي والزهراء في معركة كربلاء وما تلاها من المواقف ألفتت اليها الانظار وجعلتها في طليعة الابطال ومن شركاء الحسين (ع) في جميع مواقفه من اولئك الطغاة، فتحدث عنها المؤرخون وأصحاب السير في مجاميعهم والكتاب المحدثون في مؤلفاتهم، وأشاد الخطباء بفضلها ومواقفها من علي المنابر ونظم الكثير من الشعراء القصائد الرنانة في وصف احزانها وأشجانها وصبرها وثباتها ونذكر علي سبيل المثال ما جاء في وصف حالتها من قصيدة لأحد شعراء الطف السيد محمد حسين الكشوان رحمه الله يقول فيها:



اهـوت علـي جسم الحسين وقلبها

المصدوع كاد يذوب من حسراتها



وقعـــــت عليـه تشم موضع نحـره

وعـــيـونهـا تـــــنهـل فـي عبراتها



تــــرتاع من ضـرب السياط فتنثني

تـــدعـو ســـرايـا قـومها وحماتها



ايـن الحــــــفـاظ وهــــذه أشلاؤكـم

بقيـت ثـلاثاً فــــي هجـــــير فلاتها



ايـن الحــــــفـاظ وهـذه فتـــــيـاتكـم

حملت علي الاقتاب بـــيـن عداتها



ومخـدرات مـن عــــقائـل احــــــمد

هجمـت عليها الخـــيل فـي ابياتها



حملت برغــــم الدين وهـي ثواكـل

عبري تـردد بـالشجــــــي زفراتها



وله من قصيدة اخري في وصفها عندما شاهدت اخاها صريعا علي ثري الطف وقد عبثت سيوف الاعداء ورماحهم بجسمه وأعضائه:



وهاتفة من جانـب الخـــــــدر ثـاكل

بـدت وهي حـسـري تلطم الخد باليد



يــــــؤلمهـا قـــــرع السيـاط فتنثني

تـحن فيشــــــجـي صوتهـا كل جلمد



وسيقت علي عجف المطايا اسيرة

يطـــــاف بهـا فـي مشهد بعد مشهد



ســـــــرت تنــهاداهـا علـوج أميـة

فمـن ملحد تهــــــدي الي شـر ملحد



ورحم الله هاشم الكعبي الذي هيمن عليه الولاء لأهل البيت وانتقل به من عالمه ودنياه الي عالم الثواكل في كربلاء فشعر بشعورهن وأحس بأحاسيسهن حتي اصبح مثلهن ثاكلاً يندب وينوح بعبرات تحيي الثري وزفرات تدع الرياض همودا فقال في وصف زينب وأخواتها بعد ان انجلت المعركة عن تلك المجزرة الرهيبة:



وثواكل في النــــوح تسعـــد مثلهـا

أرأيـــت ذا ثــــــكـل يــكـون سعيـداً



ناحت فلـــــم تـــر مثلهن نــــوائحا

اذ لـــــــيـــس مثــــل فقيـدهـن فقيدا



لا العــــيس تحكيها اذا حنـــت ولا

الورقــــاء تحسن عـــنـدها الترديداً



ان تــــنع اعطت كل قلب حـــسرة

او تــــدع صدعت الجــــــبـال الميدا



عـبراتها تحي الثري لو لم تـــكن

زفــــراتهـا تـدع الريــــــاض همودا



وغذت اسيرة خدرها ابنة فاطـــم

لــــم تــلق غيـر اسيـــــرها مصفودا



تـــدعـــو بلهفة ثاكل لـعب الاسي

بفــــؤاده حــــتـي انــطـوي مفـــــؤدا



تخفي الشجا جلداً فان غلب الاسي

ضعـــفــت فأبدت شجوها المكمـودا



نـادت فقطعـــــت القـلوب بشجـوها

لكنـــــمـا انتــــــظـم البـنيـان فـريـدا



انســــان عـــيــنـي يا حسيـن اخـي

يا املـــــي وعقـد جمـاني المنضودا