بازگشت

اختلاف في مشهد رأس الحسين


و أما الرأس الشريف اختلف الناس فيه، قال قوم إن عمرو بن سعيد دفنه بالمدينة.

و عن منصور ابن جمهور أنه دخل خزانة يزيد بن معاوية لما فتحت وجد به جونة حمراء.


فقال لغلامه سليم: احتفظ بهذه الجونة فإنها كنز من كنوز بني أمية، فلما فتحها إذا فيها رأس الحسين عليه السلام، و هو مخضوب بالسواد، فقال لغلامه: آتني بثوب فأتاه به فلفه ثم دفنه بدمشق عند باب الفراديس [1] عند البرج الثالث مما يلي المشرق.

و حدثني جماعة من أهل مصر أن مشهد الرأس عندهم يسمونه مشهد الكريم عليه من الذهب شي ء كثير، يقصدونه في المواسم و يزورونه و يزعمون أنه مدفون هناك.

و الذي عليه المعول من الأقوال أنه أعيد إلي الجسد بعد أن طيف به في البلاد و دفن معه [2] .

و لقد أحسن نائح هذه المرثية في فادح هذه الرزية:



رأس بن بنت محمد و وصيه

للناظرين علي قناة يرفع



و المسلمون بمنظر و بمسمع

لا منكر فيهم و لا متفجع



كحلت بمنظرك العيون عماية

و أصم رزأك كل أذن تسمع



أيقظت أجفانا و كنت لها كري

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع



ما روضة إلا تمنت أنها

لك حفرة و لخط قبرك مضجع [3]




پاورقي

[1] في النسخة الحجرية‌: الفلاديس و في خ ل: الفراديس.

[2] عنه البحار: 144:45.

[3] أخرجه في البحار: 255:45عن المناقب لابن شهر آشوب: 270:3.