زينب في اعظم الجهاد بكلمة غراء امام السلطان الجائر
و قال: الحمد الله الذي فضحكم و قتلكم و أكذب أحدوثتكم.
فقالت: الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلي الله عليه و آله و طهرنا تطهيرا إنما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا. فقال كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟
قالت: ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاج و تخاصم، فانظر لمن الفلج، هبلتك أمك يا ابن مرجانة.
فغضب ابن زياد و قال له عمرو بن حريث: إنها امرأة و لا تؤاخذ بشي ء من منطقها. فقال ابن زياد: لقد شفاني الله من طغاتك و العصاة المردة من أهل بيتك.
فبكت ثم قالت: لقد قتلت كهلي [و أبرت أهلي] [1] و قطعت فرعي و اجتثثت أصلي فإن تشفيت بهذا فقد اشتفيت.
فقال عبيد الله: هذه سجاعة! و لعمري كان أبوك شاعرا سجاعا [2] .
قالت: إن لي عن السجاعة لشغلا، و إني لأعجب ممن يشتفي بقتل أئمته، و يعلم أنهم منتقمون منه في آخرته [3] .
و قد سمحت قريحتي بهذا:
يا أيها المتشفي في قتل أئمته
و قلبي من الوجد علي مثل الجمر
لا بلغتك الليالي ما تؤمله
منها و بل سداك المالح المقر
قوم هم الدين و الدنيا [بهم حليت] [4] فمن
قلاهم [5] فمأواهم إذن سقر
لهم بني الهدي جد و أمهم
يوم المعاد بنصر الله تنتصر
پاورقي
[1] من النسخة الحجرية.
[2] البحار 108:45عن اللهوف: 61.
[3] عنه البحار116:45.
[4] من النسخة الحجرية.
[5] أبغضهم.