بازگشت

خطبة فاطمة الصغري لاهل الكوفة


و خطبت فاطمة الصغري فقالت: الحمدلله عدد الرمل و الحصي وزنة العرش إلي الثري أحمده و أؤمن به و أتوكل عليه و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أن [ولده] [1] ذبحوا بشط الفرات من غير ذحل و لا ترات.

اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، أو أن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصية علي بن أبي طالب المقتول كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله فيه معشر مسلمة بألسنتهم تعسا لرؤوسهم ما رفعت عنه ضيما في حياته و بعد وفاته، حتي قبضته إليك، محمود النقيبة [2] طيب العريكة [3] معروف المناقب مشهور المذاهب، لم تأخذه فيك لومة لائم زاهدا في الدنيا مجاهدا في سبيلك، فهديته إلي صراطك المستقيم.

أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر و الغدر و الخيلاء، فإنا أهل بيت ابتلانا الله بكم، و ابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسنا و جعل علمه عندنا و فهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، أكرمنا بكرامته، و فضلنا بمحمد نبيه صلي الله عليه و آله علي كثير ممن خلق تفضيلا فكذبتمونا، و رأيتم قتالنا حلالا و أموالنا نهبا، كأنا أولاد ترك أو كإبل، فلا تدعونكم أنفسكم إلي الجذل بما أصبتم من دمائنا، و نالت أيديكم من أموالنا، فكأن العذاب قد حل بكم و أتت نقمات، إلا لعنة الله علي الظالمين.

تبا لكم يا أهل الكوفة أي ترات لرسول الله صلي الله عليه و آله قبلكم، و ذحول له لديكم بما عندتم بأخيه علي بن أبي طالب.

و افتخر مفتخر فقال:



نحن قتلنا عليا و بني علي [4]

بسيوف هندية و رماح



و سبينا نساءه سبي ترك

و نطحناهم فأي نطاح




بفيك الكثكث و الأثلب [5] افتخرت بقتل قوم زكاهم الله في كتابه و طهرهم و أذهب عنهم الرجس؟ فأقع كما أقعي أبوك و إنما لكل امرئ ما اكتسب، أحستدتمونا علي ما فضل الله به؟



فما ذنبنا إن جاش دهرا بحورنا

و بحرك ساج [6] ما يواري الدعامصا [7]



«ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ» [8] «وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ» [9]

فضج الموضع بالبكاء و الحنين و قال: حسبك يا ابنة الطيبين فقد أحرقت قلوبنا و أضرمت أجوافنا فسكتت.


پاورقي

[1] من اللهوف.

[2] في النسخة النجفية‌: النقيه.

[3] الخلق.

[4] کذا في نسختي الاصل، و لا يستقيم الشعر وزنا.

[5] الکثکث و الاثلب: کلمتان مترادفان و معناهما: دقاق الحصي و التراب. راجع نهاية ابن اثير.

[6] قليل الماء.

[7] أسافل البدن.

[8] الجمعة:4.

[9] النور:40.