رحيل عيال الحسين الي الكوفة
ثم إن عمر بن سعد أقام بقية يوم عاشوراء و الثاني إلي الزوال ثم أمر حميد بن بكير الأحمري فنادي في الناس بالرحيل إلي الكوفة و حمل معه بنات الحسين و أخواته و من معه من الصبيان، و علي بن الحسين عليه السلام مريض بالدرب [1] .
قال قرة بن قيس التميمي: نظرت إلي النسوة لما مررن بالحسين عليه السلام صحن و لطمن خدودهن فاعترضتهن علي فرس فما رأيت منظرا من نسوة قط أحسن منهن.
و يحسن إيراد السيد الحميري في سبط النبي:
امرر علي جدث [2] الحسين
و قل لأعظمه الزكية
يا أعظما لا زلت من
وطفاء [3] ساكبة روية
و إذا مررت بقبره
فأطل به وقف المطية
و ابك المطهر للمطهر
و المطهرة التقية [4]
كبكاء معولة أتت
يوما لواحدها المنية
و لقد أحسن عقبة بن عمر السهمي بقوله:
إذا العين قرت في الحياة و أنتم
تخافون في الدنيا فأظلم نورها
مررت علي قبر الحسين بكربلاء
ففاض عليه من دموعي غزيرها
فما زلت أرثيه و أبكي لشجوه
و تسعد عيني دمعها و زفيرها
و بكيت من بعد الحسين عصائبا
أطافت به من جانبيها قبورها
[سلام علي أهل القبور بكربلاء
و قل لها مني سلام يزورها] [5] .
سلام بآصال العشي و بالضحي
تؤديه [6] نكباء الرياح و مورها
و لا برح الوفاد زوار قبره
يفوح [7] عليهم مسكها و عبيرها [8]
پاورقي
[1] عنه في البحار: 107:45 ح 1 و عن اللهوف: 60
[2] :القبر.
[3] : الدموع الغزيرة.
[4] في النسخة النجفية: المتقيه.
[5] من النسخة الحجرية.
[6] في النسخة الحجرية: يوريه.
[7] في النسخة الحجرية:ينوح.
[8] أخرجه في البحار: 242:45 ح1 عن مجالس المفيد: 324 ح9 و أمالي الطوسي:92:1.