بازگشت

دعوة الحسين علي القوم بعد مصرع عبدالله


فقال الحسين عليه السلام: اللهم إن متعتهم إلي حين ففرقهم فرقا و اجعلهم طرائق قددا و لا ترض عنهم أبدا [1] .

و حمل الرجالة يمينا و شمالا علي من بقي معه فقتلوهم فلم يبق معه سوي ثلاثة نفر.

فلما رأي ذلك دعا بسراويل يلمع فيه البصر ففزره لئلا يسلب بعد قتله.

فلما قتل سلبها بحر بن كعب فكانت يداه تيبسان في الصيف كأنهما عودا و تترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا إلي أن هلك [2] .

و جدير بهذه الأمة ألا تأخذهم علي هذه المصيبة العزاء و أن يكثر لها البكاء و أنا مورد ما سمحت به قريحتي من الشعر لعلمي بالمكافأة يوم الحشر بغلو السعر:



لقد فتكت فيهم سهام أمية

و أصرعهم منها سيوف سوافك



و ضاقت [3] بهم رحب الفضاء فأصبحوا

بدوية [4] بهماء فيها مهالك



و أمسوا بأرض الطف قتلي جواثما

كأنهم صرعي قلاص [5] بوارك



فإن عيون الباكيات سواكب

و إن ثغور الشامتات ضواحك




پاورقي

[1] عنه في البحار: 53:45 عن اللهوف: 51 و عن ارشاد المفيد: 270.

[2] البحار 54:45 عن اللهوف: 52.

[3] في النسخة الحجرية: خ ل «ضاق».

[4] البيداء المخيفة.

[5] الناقة الطويلة القوائم.