خروج القاسم بن الحسن و مقتله
قال حميد بن مسلم: و خرج غلام كان وجهه شقة قمر فقال لي عمرو بن سعيد نفيل الأزدي: لأشدن عليه، فقلت: و ما ذا تريد منه. فشد عليه و ضربه فوقع الغلام علي وجهه و نادي: يا عماه، فجلي الحسين عليه كما يجلي الصقر و ضربه بالسيف فاتقاه بالساعد فأبانها من المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر، ثم تنحي عنه الحسين عليه السلام و حملت خيول أهل الكوفة ليستنقذوه فوطأته بأرجلها حتي مات.
و رأيت الحسين عليه السلام قائما علي رأس الغلام و هو يفحص برجله و هو يقول: بعدا لقوم قتلوك و من خصمهم يوم القيامة فيك جدك. ثم قال: عز و الله علي عمك أن تدعوه
فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت و الله كثر واتره و قل ناصره ثم حمله علي صدره و ألقاه بين القتلي من أهله [1] .
قال الراوي: فسألت عنه؟ فقيل: القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب. فلما رأي الحسين عليه السلام أنه لم يبق من عشيرته و أصحابه إلا القليل فقام و نادي هل من ذاب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد؟ هل من مغيث؟ هل من معين؟ فضج الناس بالبكاء [2] .
پاورقي
[1] أخرجه في البحار: 35:45 عن مقاتل الطالبيين ص 58.
[2] أخرج نحوه في البحار: 46:45 عن مقاتل الطالبيين 59.