بازگشت

خروج عبدالله بن عمير و قتله لمولي ابن زياد


فخرج إليه عبد الله بن عمير الكلبي و كان طويلا بعيدا ما بين المنكبين فنظر إليه الحسين عليه السلام و قال: إني أحسبه للأقران قتالا فقتل سالم ثم رجع و عطف عليه مولي لابن زيد فصاح [به الناس] [1] قد رهقك الرجل، فانعطف عليه و ضربه فاتقي بيده، فقطعها و جال عليه فقتله و رجع و هو يقول:



إن تنكروني فأنا ابن كلب

حسبي ببيتي من عليم حسبي



إني امرؤ ذو مرة [2] و عضب

و لست بالخوار [3] عند النكب



إني زعيم لك أم وهب

بالطعن فيهم صادقا و الضرب [4]



و في يده سيف تلوح المنية في شفرتيه فكان ابن المعتز وصفه بقوله في بيته:



و لي صارم فيه المنايا كوامن

فما ينضي إلا لسفك دماء



تري فوق متنيه الفرند كأنه

بقية غيم رق دون سماء



حدث مهران مولي بني كأهل، قال شهدت كربلاء مع الحسين عليه السلام فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل علي قوم إلا كشفهم ثم يرجع إلي الحسين عليه السلام و يرتجز و يقول:



أبشر هديت الرشد تلقي أحمدا

في جنة الفردوس تعلو صعدا



فقلت: من هذا؟ فقالوا: أبو عمر النهشلي. و قيل:«الخثعمي»،

فاعترضه عامر ابن نهشل أحد بني اللات من ثعلبة فقتله و اجتز رأسه، و كان أبو عمرو هذا متهجدا كثير الصلاة [5] .

فما أحق لهذا الشجاع الماهر بقول عرقلة بن حسان الدمشقي الشاعر:



و برد صدر السمهري بصدره

ما ذا يؤثر ذابل [6] في يذبل






و كأنه و المشرفي بكفه

بحر يكر علي الكماة بجدول



و تقدم عبد الله و عبد الرحمن الغفاريان و أحدهما يقول:



قد علمت حقا بنو غفار

و خندف بعد بني نزار



لنضربن معشر الفجار

بالمشرفي و القنا الخطار [7]



فقاتلا حتي قتلا رحمة الله عليهما [8] .

و اقتتل العسكران إلي أن علا النهار.


پاورقي

[1] من النسخة الحجرية.

[2] القوة.

[3] ضعيف العزيمة.

[4] اخرج نحوه في البحار: 12:45 عن ارشاد المفيد: 264.

[5] عنه البحار:30:45.

[6] يقصد به الرمح مجازا.

[7] الطعان بالرمح.

[8] اخرج نحوه في البحار: 320:44 عن أمالي الصدوق: 136.