بازگشت

اخبار الحسين بموت معاوية و منامه


ثم بعث الوليد إليهم فلما حضر رسوله قال الحسين للجماعة: أظن أن طاغيتهم


هلك، رأيت البارحة أن منبر معاوية منكوس و داره تشتعل بالنيران، فدعاهم إلي الوليد فحضروا فنعي إليهم معاوية و أمرهم بالبيعة، فبدرهم بالكلام عبد الله بن الزبير فخافه أن يجيبوا بما لا يريد فقال: إنك وليتنا فوصلت أرحامنا و أحسنت السيرة فينا و قد علمت أن معاوية أراد منا البيعة ليزيد فأبينا و لسنا أن يكون في قلبه علينا و متي بلغه إنا لم نبايع إلا في ظلمة ليل و تغلق علينا بابا لم ينتفع هو بذلك ولكن تصبح و تدعوا الناس و تأمرهم ببيعة يزيد و نكون أول من يبايع قال: و أنا أنظر إلي مروان و قد أسر إلي الوليد أن اضرب رقابهم [1] ثم قال جهرا: لا تقبل عذرهم و اضرب رقابهم.

فغضب الحسين و قال: ويلي عليك يا ابن الزرقاء، أنت تأمر بضرب عنقي، كذبت و لؤمت، نحن أهل بيت النبوة و معدن الرسالة، و يزيد فاسق شارب الخمر، و قاتل النفس، و مثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح و تصبحون، أينا أحق بالخلافة و البيعة [2] .

فقال الوليد: انصرف يا أبا عبد الله مصاحبا علي اسم الله و عونه حتي تغدوا علي فلما ولوا قال مروان بن الحكم: و الله لئن فارقك القوم لا قدرت عليهم حتي تكثروا القتلي فخرجوا من عنده و ركبوا و لحقوا بمكة و تخلف الحسين.

فلما أصبح الوليد استدعي مروان و أخبره فقال أمرتك فعصيتني و ستري ما يصير أمرهم إليه فقال: ويحك أنك أشرت إلي بذهاب ديني و دنياي و الله ما أحب أن ملك الدنيا لي و إني قتلت حسينا و الله ما أظن أن أحدا يلقي الله بدمه إلا و هو خفيف الميزان. [3] .

فلما أصبح الحسين لقيه مروان فقال: أطعني ترشد قال: قل، قال: بايع أميرالمؤمنين يزيد فهوه خير لك في الدارين،



پاورقي

[1] في النسخة الحجرية: خ ل «أعتاقهم».

[2] أخرجه في البحار: 325:44عن اللهوف: ص 10مع اختلاف يسير.

[3] أخرج نحوه في البحار: 325:44عن ارشاد المفيد: 222، و أورده في اللهوف: ص11.