بازگشت

استبشار الانصار بالشهادة


ولقد مزح حبيب ابن مظاهر الاسدي، فقال له يزيد بن خضير الهمداني، وكان يقال له سيد القرآء: ياأخي ليس هذه بساعة ضحك! قال: فأيُّ موضع أحقُّ من هذا بالسرور، والله ماهو إلا أن يميل علينا هذه الطُّغام بسيوفهم فنعانق الحور العين [1] .

هكذا كان أصحاب الحسين (عليه السلام) مستأنسين بالمنيّة غير مكترثين بما يجري عليهم فقد روي أن نافع بن هلال البجلي ـ رضي الله تعالي عنه ـ قضي شَطرَ ليله في كتابة اسمه علي سهام نبله، إمعاناً في طلب المثوبة والاجر، وإمعاناً في السخرية


من الخطر، وإمعاناً في الترحيب بالموت [2] .

وقد أجاد السيد مدين الموسوي إذ يقول:



ما هزهم عصفٌ ولا رعشت

أعطـافهم في داهم الخطـرِ



يتمايلون وليس من طــرب

ويسامـرون وليس من سمرِ



إلا مع البيـض التي رقصـت

بأكفهم كمطـالـع الزهــرِ



يتلون سر الموت في سـور

لم يتلها أحد مـع الســورِ



ويرتّلون الجــرح في وله

فكأنه لحـنٌ علـي وتــرِ



خفّوا لداعي الموت يسبقهـم

عزمٌ تحدي جانة الصـخـرِ



مُذ بان جنب الله مقعدهــم

ورأوه ملَ الروح والبصـرِ




پاورقي

[1] إختيار معرفت الرجال للطوسي: ج1، ص293، بحار الانوار: ج45، ص93.

[2] أبناء الرسول في کربلاء، خالد محمد خالد: ص 119، الدوافع الذاتية لانصار الحسين، محمد عابدين: ص 231.