بازگشت

الامام الحسين يطلي بالنورة و برير يهازل عبدالرحمن


وروي عن أبي صالح الحنفيِّ عن غلام لعبدالرحمن بن عبدربه الانصاري [1] ،


قال: كنت مع مولاي فلما حضر الناس وأقبلوا إلي الحسين (عليه السلام) أمر الحسين بفسطاط فضرب ثم أمر بمسك [2] فميث [3] في جفنة [4] عظيمة أو صفحة، قال: ثم دخل الحسين (عليه السلام) ذلك الفسطاط فتطلي بالنورة، قال: ومولاي عبدالرحمن بن عبدربه وبُرير بن خضير الهمداني علي باب الفسطاط تحتكّ مناكبهما، فازدحما أيهما يطّلي علي أثره فجعل برير يهازل عبد الرحمن!

فقال له عبدالرحمن: دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل! فقال له برير: والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً، ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لاقون، والله إن بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ولوددت أنهم قد مالوا علينا بأسيافهم!

قال: فلما فرغ الحسين (عليه السلام) دخلنا فاطّلينا [5] .


وجاء في البداية: فعدل الحسين (عليه السلام) إلي خيمة قد نُصبت فاغتسل فيها وانطلي بالنورة وتَطيّب بمسك كثير، ودخلَ بعدَهُ بعضُ الامراء ففعلوا كما فعل، فقال بعضهم لبعض: ما هذا في هذه الساعة؟! فقال بعضهم: دعنا منك، والله ما هذه بساعة باطل! فقال يزيد بن حصين: والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً، ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لا قون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء القوم فيقتلوننا [6] .


پاورقي

[1] هو: عبد الرحمن بن عبد ربه الانصاري الخزرجي، أحد الشخصيات البارزة، وکان صحابياً ومن مخلصي أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو أحد الصحابة الذين شهدوا لامير المؤمنين بالولاية، لما نشدهم في الرحبة بحديث الغدير: من کنت مولاه فعلي مولاه، وقيل إن أمير المؤمنين هو الذي علّم

عبدالرحمن القرآن وربّاه، وکان عبدالرحمن أحد الذين أخذوا البيعة للحسين (عليه السلام) في الکوفة، وجاء مع الحسين فيمن جاء من مکة، وقُتل عبدالرحمن في الحملة الاُولي.

راجع: إبصار العين: ص 93، أنصار الحسين لشمس الدين: ص 97.

[2] روي عن يسار بن عبد الحکم قال: أنتُهب عسکر الحسين (عليه السلام) فوجد فيه طيب، فما تطيبت به امرأة إلا برصت.العقد الفريد: ج4،ص 384 دار الکتاب العربي، و ج5، ص133، دار الکتب العلمية.

[3] موث: ماث موثاً وموثاناً، الشيء بالشيء خلطه به، والشيء في الماء أذابه فيه، المنجد: ص 779.

[4] الجَفْنَة: القصعة الکبيرة.

[5] قد اُختلف في وقوع هذه الحادثة ليلاً، وقد رواها أبو مخنف في اليوم التاسع، قال الفاضل القزويني: ويظهر من ابن نما أيضاً أن ذلک کان في غداة يوم عاشوراء، وهو بعيد جداً، وأبعد منه أن ذلک کان في ليلة تاسوعاء، صرح بذلک في الناسخ، وقد ذکر جملة من وقائع ليلة عاشوراء في ليلة تاسوعاء، وهو اشتباه في اشتباه.والاکثر ـ علي ما صرحوا به ـ أنه کان في ليلة عاشوراء وهو الاصح نقلاً واعتباراً.الامام الحسين وأصحابه للقزويني: ج1، ص259.

[6] البداية والنهاية لابن کثير: ج4، ص178.