بازگشت

عبادة ابي الفضل العباس


وكان العباس (عليه السلام) في العبادة وكَثرة الصلاة والسجود بمرتبة عظيمة، قال الصدوق ـ عليه الرحمه ـ في ثواب الاعمال: كان يُبصَرُ بين عينيه أثَر السجود [1] ،


لكن وأي عبادة أزكي وأفضل من نصرة ابن بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله) وحماية بنات الزهراء، وسقي ذراري رسول الله (صلي الله عليه وآله).

قيل: إن أصحاب الحسين (عليه السلام) باتوا ليلة العاشر من المحرم ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد، لكن خُصص العباس (عليه السلام) من بينهم بحفظ بنات رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأهل بيته، كان راكباً جواده متقلداً سيفه آخذاً رمحه يطوف حول الخيم، لانه آخر ليلة أراد أن يوفي ماكان عليه ويرفع الوحشة عن قلوب الهاشميات حتي يَجدنَ طيب الكري، وقد أحاطت بهن الاعداء!

وكانت عيون الفاطميات به قريرة، وعيون الاعداء منه باكية ساهرة، لانهم خائفون مرعوبون من أبي الفضل (عليه السلام) وما تنام أعينهم خوفاً من بأسه وسطوته ونكال وقعته، وانقلب الامر ليلة الحادي عشر، قرت عيون العسكر، وبكت وسهرت عيون الفاطميات، ولنعم ما قيل:



اليوم نامت أعينٌ بك لم تنمْ

وتسهدت أخري فعزّ منامُنها [2] .



وقال الفرطوسي ـ عليه الرحمة ـ:



وبنو هاشم نطــاقُ عيــون

مستدير علي خيام النســاءِ



وأبو الفضل فارسُ الجمع ترنو

مقلتاهُ لمقلة الحــوراءِ [3] .



ويقول السيد مدين الموسوي:



نامت عيونُ القوم أجمعُها

وعُيونهم مشبوحةُ النظـرِ



لله ترمقهُ ويـرمقُهـــا

كِبراً وهم يعلون في كبـرِ





پاورقي

[1] ثواب الاعمال للصدوق: ص259.

[2] معالي السبطين للحائري: ج 1، ص 443.

[3] ملحمة أهل البيت للفرطوسي: ج 3، ص 292.