بازگشت

الحكمة من ضم الخيم والمضارب


وقيل إنّه عمل ذلك لعلمه ـ صلوات الله عليه ـ بما كان يضمرُه عمر بن سعد مع رؤساءِ عسكره ليلةَ العاشر، فقد اتفقت آراؤُهم علي أن يهجموا دفعةً واحدةً


علي الحسين (عليه السلام) وأصحابه علي المخيم، فيقتلون الرجال ويسبون النساء في ساعة واحدة، ولذا قال الشيخ المفيد ـ عليه الرحمة ـ: وأقبل القوم يجولون حول بيوت الحسين (عليه السلام) فيرون الخندق في ظهورهم، والنار تضطرم في الحطب والقصب الذي كان اُلقيَ فيه [1] ، ولم يكن لهم طريق إلا من وجه واحد، فغضبوا بأجمعهم [2] .

ويؤيد هذا ماجاء في الانساب: واقتتلوا نصف النهار أشد قتال وأبرحه، وجعلوا لا يقدرون علي إتيانهم إلا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقاربها، ولمكان النار التي أوقدوها خلفهم، وأمر عمر بتخريق أبنيتهم وبيوتهم فأخذوا يُخرّقونها برماحهم وسيوفهم [3] .

وماجاء في الكامل أيضاً: فلمّا رأي ذلك عمر أرسل رجالاً يُقوّضونها عن أيمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم، فكان النفر من أصحاب الحسين (عليه السلام) الثلاثة والاربعة يتخلّلون البيوت، فيقتلون الرجل وهو يُقوّض وينهب ويرمونه من قريب أو يعقرونه، فأمر بها عمر بن سعد فأحرقت.

فقال لهم الحسين (عليه السلام) دعوهم فليحرقوها فأنّهم إذا حرقوها لا يستطيعون أن يجوزوا إليكم منها فكان كذلك [4] .

وقد جاء في بعض الكتب أن بيوتَهم وخيمهم وفساطيطهم كانت مائة


وسبعين، السبعون للحسين (عليه السلام) وسائر بني هاشم، والمائة للانصار والاصحاب [5] والله أعلم بحقائق الامور.


پاورقي

[1] الارشاد للمفيد: ص233.

[2] معالي السبطين للحائري: ص347 (بتصرف).

[3] أنساب الاشراف للبلاذري: ج3، ص194.

[4] الکامل في التاريخ لابن الاثير: ج4، ص69.

[5] الامام الحسين وأصحابه للقزويني: ج1، ص258.