بازگشت

الامام الحسين يخطب في اصحابه و يكشف لهم عن ابصارهم


قالت زينب: فوقفت علي ظهر الخيمة، فنادي أخي الحسين (عليه السلام): أين إخواني وبنو أعمامي! فقامت بنو هاشم وتسابق منهم العباس وقال: لبيك لبيك ما تقول؟

فقال الحسين (عليه السلام): أُريد أن أُجدد لكم عهداً، فأتي أولاد الحسين وأولاد الحسن وأولاد علي وأولاد جعفر وأولاد عقيل، فأمرهم بالجلوس فجلسوا.


ثم نادي: أين حبيب بن مظاهر، أين زهير، أين هلال، أين الاصحاب، فأقبلوا وتسابق منهم حبيب بن مظاهر. وقال: لبيك يا أبا عبدالله، فأتوا إليه وسيوفهم بأيديهم، فأمرهم بالجلوس فجلسوا فخطب فيهم خطبة بليغة.

ثم قال: يا أصحابي، اعلموا أن هؤلاء القوم ليس لهم قصد سوي قتلي وقتل من هو معي، وأنا أخاف عليكم من القتل، فأنتم في حلٍّ من بيعتي ومن أحب منكم الانصراف فلينصرف في سواد هذا الليل.

فعند ذلك قامت بنو هاشم وتكلّموا بما تكلموا، وقام الاصحاب وأخذوا يتكلمون بمثل كلامهم فلما رأي الحسين (عليه السلام) حُسن إقدامهم وثبات أقدامِهم، قال (عليه السلام): إن كنتم كذلك فارفعوا رؤوسكم وانظروا إلي منازلكم في الجنة، فكشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم وحورهم وقصورهم فيها، والحور العين ينادين العجل العجل فإنا مشتاقات إليكم!

فقاموا بأجمعهم وسلوا سيوفهم، وقالوا: يا أبا عبدالله أتأذن لنا أن نغير علي القوم ونقاتلهم حتي يفعل الله بنا وبهم ما يشاء.

فقال (عليه السلام): اجلسوا رحمكم الله وجزاكم الله خيراً.