بازگشت

حبيب يخطب في الانصار و يطيب خواطر النساء


فقام حبيب ونادي: يا أصحابَ الحميةِ وليوث الكريهةِ، فتطالَعوا من مضاربهم


كَالاسود الضاريةِ، فقالَ لبني هاشم: ارجعوا إلي مقركم لا سهرتْ عُيونُكُمْ.

ثُّم التفتَ إلي أصحابه وحَكي لهم ما شَاهدَهُ وسمعَهُ نافعٌ، فقالوا بأجمعِهِم: والله الذي مَنَّ عَلينا بهذا الموقفِ لولا انتظارُ أمره لعاجلناهم بسيوفِنا الساعة! فَطبْ نَفساً وَقرَّ عَيناً فجزاهُمْ خيراً.

وَقال: هَلموا معي لنواجه النسوةَ ونُطيبَ خَاطرَهُنَّ، فجاءَ حبيبُ وَمعُه أصحابُه وَصاحَ: يا معشرَ حرائرِ رسولِ اللهِ هذه صوارمُ فتيانِكُمْ آلوا ألا يغمدوها إلا في رقابِ مَنْ يُريدُ السوء فيكُمْ، وَهذهِ أسنة غلمانِكُمْ أقسَموا ألا يَركزوها إلا في صُدورِ مَنْ يُفرّق نَاديكم.

فَخرجن النساء إليهم ببكاء وعويل وَقلن أيها الطيبون حاموا عن بناتِ رسولِ اللهِ (صلي الله عليه وآله) وحرائرِ أمير المؤمنين (عليه السلام).

فضجّ القومُ بالبكاءِ حتي كأنَّ الارض تَميد بهم [1] .

ولقد اجاد الصحيح اذ يقول في ذلك:



ووراءَ أروقة الخيام حكايـة

اخري، تتيه طيوفها بجمال



فهنالك الاسدي يبدع صورة

لفدائه حوريـةَ الاشكــال



ويحاول استنفار شيمة نخبة

زرعوا الفلاة رجولة ومعالي



نادي بهم والمجد يشهد أنـه

نادي بأعظم فاتحين رجـال



فاذا الفضاء مدجّج بصوارم

واذا التراب ملغمٌ بعوالــي



ومشي بهم أسداً يقود وراءه

نحو الخلود كتيبة الاشبـال






حتي إذا خدرُ العقيلـة أجهشت

استارُه في مسمع الابطـال



القي السـلام فما تبقّت نبضة

في قلبه لم ترتعشْ بجـلال



ومذ التقته مع الكآبـة زينـب

مخنوقة من همّهـا بحبـال



قطع استدارة دمعة في خدهـا

وأراق خاطرها من البلبـال



وتفجر الفرسان بالعهد الـذي

ينساب حول رقابهـم بدلال



قرِّي فؤاداً يا عقيلة واحفظـي

هذي الدموع فانهنَّ غوالـي



عهد زرعنا في السيوف بذوره

وسقته ديمة جرحنا الهطـال




پاورقي

[1] مقتل الحسين للمقرم: ص 218 ـ 219، معالي السبطين: ج1، ص344 ـ 346، الدمعة الساکبة: ج4، ص273 ـ 274، بتفاوت.