بازگشت

الحسين ياذن للحضرمي بالانصراف لفكاك ولده


هو: بشر بن الاحدوث الحضرمي الكندي، ذُكر في زيارة الناحية باسم بشر، وذكر في الزيارة الرجبية باسم بشير، وذكره السيد الخوئي (قدس سره) مردداً بين بشر وبشير، وقال الشيخ شمس الدين: ومن المؤكد أنه هو: محمد بن بشير الحضرمي الذي ورد ذكره عند السيد ابن طاووس بقرينة ذكره لقصة ابنه وقد وردت القصة في الزيارة مقرونة باسم بشر أو بشير علي اختلاف النسخ.وكان بشر من حضرموت وعداده في كندة، وكان تابعياً وله أولاد معرفون بالمغازي، وكان بشر ممن جاء إلي الحسين عليه السلام أيام المهادنة، وهو أحد آخر رجلين بقيا من أصحاب الحسين قبل أن يقع القتل في بني هاشم، والاخر هو سويد بن عمرو بن أبي المطاع، وقتل بشر في الحملة الاُولي.

راجع: ابصار العين: ص 103 ـ 104، أنصار الحسين لشمس الدين ص77 ـ 78، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي (قدس سرّه): ج 3 ص 314.

وقيلَ لمحمّدِ بن بشر الحضرمي في تلكَ الحال: قد أُسرَ ابنُك بثغر الرّي [1] فقال: عندَ اللهِ احتسبه، ونفسي ما كُنتُ اُحب أَن يُؤسرَ وأن أبقي بعده!

فَسمِعَ الحسين عليه السلام قولَه، فقال: رَحِمك َ اللهُ، أنت في حل من بيعتي، فاعملْ


في فكاكِ ابنِك؟!

فقال: أكلتني السّباعُ حيّاً إ نْ فارقتُكَ!

قال: فاعطِ ابنَكَ هذهِ الاثواب البُرُود، [2] يستعينُ بها في فداء [3] أخيهِ، فأعطاه خَمسةَ أثوابَ قيمتُها ألف دينار [4] .

ولله درّ السيد رضا الهندي ـ عليه الرحمة ـ إذ يقول في هذه الصفوة الانجاب:



صيداً إذا شبّ الهياج وشابت الـ

ارض الـدما والطفل رعباً شابـا



ركزوا قناهـم في صدور عداتهم

ولبيضهم جعلـوا الـرقاب قرابـا



تجلو وجوههم دجـي النقع الذي

يكسـو بظلمتـه ذكـاء نقـابــا



وتنادبـت للذب عنـه عصبـة

ورثـوا المعـالي أشيباً وشبابــا



مـن ينتدبهم للكريـهة ينـتدب

منهـم ضراغمة الاسود غضابـا



خفوا لداعي الحرب حين دعاهم

ورسوا بعرصة كربلاء هضابـا



أسدٌ قد اتخذوا الصـوارم حليـة

وتسربلوا حلق الـدروع ثيـابـا



تخذت عيونهم القساطل كحلهـا

وأكفّهم فيض النحـور خضابـا



يتمايلـون كأنمـا غنـي لـهم

وقـع الضبـا وسقاهُمُ أكـوابـا






بـرقت سيوفهم فـأمطرت الطلا

بدمائهـا والنقـعُ ثـار سحـابا



وكـأنهـم مـستقبلون كواعبـاً

مستقبلـيـن أسنـةً وكعــابـا



وجدوا الردي من دون آل محمد

عذبـاً وبعدهـم الحيـاة عذابـا



ودعاهـم داعي القضـاء وكلُهُم

ندبٌ إذا الداعي دعاه أجـابا [5] .




پاورقي

[1] الثغر: بالفتح، ثم السکون، وراء کل موضع قرب من أرض العدو وسميّ ثغراً من ثغرة الحائط، لانه يحتاج أن يحفظ لتلا يأتي العدوّ منه.

والرَّيّ: بفتح أوله، وتشديد ثانيه: مدينة مشهورة من أمهات البلاد واعلام المدن، کثيرة الخيرات، قصبة بلاد الجبال، علي طريق السابلة وبين طهران نحو فرسخ.مراصد الاطلاع ج1، ص 597، و ج2، ص 651 و ص 899.

[2] البرود: مفرده بُرد بالضم فالسکون، و هو: ثوب مخطَّط، و قد يُقال لغير المخطَّط أيضاً، وجمعه بُرُود وأبرادٌ وأبرُد، و منه الحديث: الکفن يکون بُرداً، فإن لم يکُن بُرداً فاجعله کله قطناً! و البُرودَة: کساءٌ أسود مربّع فيه صغر يکتسيه الاعراب، وفي المنجد انه کساء من الصوف الاسود يلتحف به، انظر: مجمع البحرين للطريحي: ج3، ص 13، المنجد: ص33.

[3] الفداء: بکسر أوله يُحدّ ويقصر وإذا فتح فهو مقصور، والمراد به فکاک الاسير واستنقاذه بالمال، يقال: فداه من الاسر تفدية إذا استنقذه بمال.مجمع البحرين للطريحي: ج 1 ص328.

[4] اللهوف: ص 40، بحار الانوار: ج 44، ص394، العوالم: ج17، ص244، أسرار الشهادة للدربندي: ج2، ص221، ترجمة الامام الحسين (من تاريخ مدينة دمشق لابن عساکر) ص221، ح202.

[5] رياض المدح والرثاء للقديحي: ص94 ـ 95.