بازگشت

يوم عاشوراء


هناك أيام أثرت في تغيير مجري الحياة، من أهمها يوم عاشوراء، فكما أن يوم السابع والعشرين من شهر رجب ذكري المبعث النبوي الشريف أثر في تغيير مجري الحياة، وكما أن رسول الله عمل علي زرع الإسلام والإيمان في نفوس الأفراد، كذلك يوم عاشوراء وتضحية أبي عبدالله الحسين … أثر علي إعادة الإيمان إلي القلوب، وإرجاع صورة الإسلام التي حاولت الأيدي الآثمة طمسها وتغييرها.

فعندما طلب كفار قريش من رسول الله التنازل عن دعوته مقابل مجموعة من الامتيازات الدنيوية الزائلة أجابهم: «والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، علي أن أترك هذا الأمر، حتي يظهره الله، أو أهلك فيه؛ ما تركته» [1] .

حيث أبدي رسول الله صلابته في الدعوة إلي الله، كذلك كان أبو عبد الله الحسين … حيث جسَّد صلابته في كربلاء المقدسة في عدة مواقف هي أقوي من أن يلفها النسيان ويطويها الزمان، ففي ظهيرة يوم عاشوراء عندما ذكّره أحد أصحابه بحلول وقت الصلاة قال …: نعم هذا أول وقتها، فقام … وصلي صلاة الظهر جماعة بأصحابه [2] ، رغم احتدام المعركة، وتكالب الأعداء علي معسكره… ولكنه لم يترك فرضاً من فرائض الله تعالي، باعتباره وقف هذه الوقفة؛ من أجل صيانة الفرائض وإقامة الدين وإحياء الإسلام وقوانينه.

وقد ورد في زيارة الإمام الحسين …: «أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر» [3] فيوم عاشوراء هو اليوم الذي يعلمنا كيف نصحح سيرتنا في هذه الحياة، ونجعلها مطابقاً لسيرة الإمام الحسين … وطريقته، الذي ضحي بكل ما يملك من أجل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الفرائض والعمل بالقرآن والتمسك بأهل البيت.


پاورقي

[1] الغدير: ج7 ص359، فضل سيدنا أبو طالب وقريش.

[2] راجع بحار الأنوار: ج45 ص21 ب37.

[3] کامل الزيارات: ص194 ب79 زيارات الحسين بن علي.