بازگشت

زيارة الامام الحسين


إن المتتبع للأحاديث التي جاءت حول فضل زيارة الإمام الحسين … يدرك عظمة هذا الشهيد الطاهر، وعلو مكانه، وارتفاع شأنه وشموخه في العالمين ومقامه عند الله عزوجل.

يقول الراوي: استأذنت علي أبي عبد الله … فقيل لي: أدخل، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتي قضي صلاته، فسمعته يناجي ربه وهو يقول: «اللهم يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا بالشفاعة، وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضي وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفرلي ولأخواني وزوار قبر أبي (عبد الله) الحسين، الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه علي نبيك، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه علي عدونا، أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنا بالرضوان، وأكلأهم بالليل والنهار، وأخلف علي أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الإنس والجن، واعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا به علي أبنائهم وأهاليهم و قراباتهم.

اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم علي من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب علي حضرة أبي عبد الله الحسين …، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.

اللهم إني أستودعك تلك الأبدان، وتلك الأنفس حتي توفيهم علي الحوض يوم العطش الأكبر».

ـ قال الراوي ـ: فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعت منك كان لمن لايعرف الله عزوجل لظننت أن النار لا تطعم منه شيئاً أبداً، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج.

فقال لي …: «ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟».

ثم قال …: «لم تدع ذلك؟».

قلت: جعلت فداك لم أر أن الأمر يبلغ هذا كله.

فقال: «من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض» [1] .

روي عن أبي عبد الله أنه في أول ولاية أبي جعفر ـ المنصور ـ نزل النجف، قال لأعرابي كان في الطريق: «من أين قدمت؟» قال: من أقصي اليمن... ثم قال له: «فبما جئت هيهنا؟».

قال: جئت زائراً للحسين.

فقال أبو عبد الله: «فجئت من غير حاجة ليس إلا للزيارة؟».

قال: جئت من غير حاجة إلا أن أصلي عنده وأزوره فأسلم عليه وأرجع إلي أهلي.

فقال أبو عبد الله: «وما ترون في زيارته؟».

قال: نري في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا، وأموالنا، ومعايشنا وقضاء حوائجنا.

فقال أبو عبدالله: «أفلا أزيدك من فضله فضلاً يا أخا اليمن؟».

قال: زدني يابن رسول الله.

قال: «إن زيارة الحسين تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله»، فتعجب من ذلك.

قال: «إي ولله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله» فتعجب، فلم يزل أبو عبدالله يزيد حتي قال: «ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله».

وروي عن ابن عباس قول النبي له والحسين … علي عاتقه يقبله: «من زاره عارفاً بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ومن زاره كمن زارني ومن زراني كمن زار الله في عرشه، وحق الزائر علي المزور وهو الله تعالي أن الله لا يعذبه في النار ألا أن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته، والأئمة من ذريته..» [2] الحديث.


پاورقي

[1] کامل الزيارات: ص116 ب40 ح2.

[2] الصراط المستقيم: ج2 ص145، فصل.