بازگشت

في حادثة اخيها العظمي






ولو أن النساءَ كمن ذكرنا

لفُضلتِ النساءُ علي الرجالِ



فما التأنيثُ لإسمِ الشمسِ عيبٌ

ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ



لا اري أي مبالغة أو إغراق في قول من قال إن زينب كانت شريكة أخيها الحسين في نهضته، ومشاطرته في جهوده التي بذلها في سبيل تحقيق اُمنيته، وقد أعاد تاريخ محمد نفسه حيث قال «ما قام ديني ولا استقام إلا بسيف علي وأموال خديجة» [1] فكما أن علياً وخديجة كانا وزيري الرسول وقوامي دعوته من الناس، هكذا كان علي حفيد علي وزينب الكبري حفيدة خديجة وزيري الحسين حفيد الرسول ومكملي سيرته ومتممي نهضته بل كانا هما السياج [2] الأعظم لحركته، ولولاهما لذهبت جهود الحسين أدراج الرياح حيث يجعله يزيد وأتباعه - أتباع معاوية وسمرة بن جندب - خارجياً من الخوارج علي سلطان المسلمين وأمسهم رحماً بنبي المسلمين فقتل بسيف نبي المسلمين وأراح اللَّه منه مجموعة المسلمين، وإذا بصوت زين العابدين يجلجل في ذلك الجو الصاخب ويدوي في مجلس يزيد الحاشد بجماهير الوفود والمتفرجين والمهنئين له في عيده عيد الظفر، فيلقي عليهم خطبته [3] التي فضح بها يزيد - كما توسم - وتلت بلسان حالها عليه وعلي أكاذيبه وجهوده وزخارفه، بل علي قوته ودولته ونزغات مبدئه


«وقدمنا الي ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً» [4] .

وأري المعترض لا يدع هذه الفرصة السانحة تمر عليه مرّ السحاب فلا ينتهزها ويقول أليس في زين العابدين عليه السلام كفاية لإتمام عملية الحسين والقيام بمهمته عن حمل زينب معه فضلاً عن غيرها من النساء، مع أنه إمام زمانها وحجة عصرها، واين قوّة إرادة الإمام من المأمومين.

ولنا في الجواب عن هذا الإعتراض وجهان أولاً بالنقض برسول اللَّه فإن اللَّه قد زوّده لما أراد إرساله من القوة البشرية - فضلاً عن الإلهية - بما يستطيع أن يقابل بها الجيوش وحدهُ، وورثها الحسين فاندحرت أمامها قوة جيش الكوفة بأسره، فما باله يدعو الناس أن يجيروه من ايدي الإعتداء ليُبلّغ رسالة ربّه، وإن لم يؤمنوا به، وما باله يدعوا لنصرته المستضعفين من النساء والصبيان وهو هو العقل الكامل ومخرس العشرة العقول، فلماذا لا يكون أكثر الناس مشاورةً لاصحابه كما تقول عايشة امتثالاً لأمر ربّه الحكيم «وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي اللَّه» [5] ولم يستطع من تنفيذ أمره علي المسلمين بالإحلال من الإحرام وذبح الهدي في موضع الصد يوم الحديبية إلا بعد أن عمل بمشورة اُم سلمة يوم دخل عليها خيمتها وأخبرها أن المسلمين هلكوا بعدم امتثال أمره لأنه أمرهم بالأحلال ونحر الهدي فلم يجد فيهم حركة، بل ألفاهم واجمين في حيرة لا يبدون ولا يعيدون كأنما علي رؤوسهم الطير، فسرت الحيرة إليه وذهل رحمةً لهم لهذا العصيان الذي لم يألفه فيهم ولم يكن بحسبانه، وقد انعقدت بين عينيه سحابة من اليأس، فاماطتها اُم سلمة بمشورتها الحكيمة وما كان الرسول ليغفل عنها ولكن هكذا شاء اللَّه تسيير نظام البشر، وأن تتعلم الأمة الأنصياع للحق أينما وجد، وأبي أن يجري الاشياء إلا بأسبابها فقالت «يا رسول اللَّه إن لهم فيك لأسوةً حسنةً


وقدوة كريمةً، فاخرج إليهم وانحر واحلق، وما أظنهم إلا أنهم سيسيرون في نهجك ويقلدونك في نعلك» [6] وما رأي المسلمون رسول اللَّه حلق ونحر وتحلل من الإعتمار حتي لانت عركتهم وثابت اليهم حلومهم وطابت نفوسهم واقبلوا علي رؤسهم محلقين ومقصرين، ثم نحروا البدن وتحللوا من الإحرام.

ونجيب ثانياً بالحل، فإن زينب قد قامت بأعمال كبيرة ليس من شأن زين العابدين القيام بها إلا من باب المعجزة، وقد شاء اللَّه أن يسير دينه في الخلق سيراً طبيعياً وتنتظم اُموره وأحكامه في الأغلب نظماً عادياً يقول اللَّه تعالي «لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي» [7] ويقول «فمن شاء فليؤمن ومن شآء فليكفر» [8] ويقول «ولو شاء ربك - أي إكراه الناس علي الإيمان - لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين» [9] نعم لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين أمرين أما الأمور التي قامت بها زينب وليس من شأن زين العابدين القيام بها فهي كثيرة وما غاب عنّا ولم ينقل إلينا أكثر وأعظم، وإليك بعض ما نقل إلينا مما يتحمله موضوع كتابنا:

الأول: أن زينب هي التي حفظة مهجة الإمام أخيها الحسين لمّا القي نفسه علي ولده علي الأكبر، وهو شلوٌ مبضّع بل مبعثر الأوصال بالسيوف، فانتهي به الحزن والوجد الي مرحلة الإحتضار، ولما رآها بارزة بين العسكرين تنادي وا ابن أخاه [10] أنساه ذلك مصابة بولده وتركه لفتيانه يحملون أخاهم [11] ، وردّها بيده الي


الخيمة [12] لأن العرض مُقدّم علي الأولاد والنفوس، وهو لا يزال يتذكر جيداً أن أباه أوصاه بها ولم يزل عن ذاكرته ما كان يحوطه بها أبوها من عناية عظمي ورعاية كبري فلم يسمع لها صوت «ولم تر حتي عينها ظل شخصها» [13] لأنها إذا اردات زيادة جدّها ومعها إخوتها وابوها سبق أبوها الي المسجد فاطفأ القناديل [14] .

الثاني: أن زينب هي التي اشارت علي الحسين بحمل عبد اللَّه الرضيع ليعرضه علي القوم فيستسقي له، وأيم اللَّه لقد شارف الفتح بعرضه، وأولي أن يفتح بعد قتله، غير أنّه ضرب لهم المثل في قرب هلاكهم وأنذرهم بأن دولتهم الي بوار بعد ثلاث، فانقرضت دولة آل أبي سفيان بعد ثلاث سنين، ولعله طلب من اللَّه ذلك، فالويل لمن طال إملاء اللَّه له، واستدراجه اياه، ليكيده الكيد المتين ويأخذه الأخذ العزيز، بئس للظالمين بدلاً.

الثالث: لقد ألقي الحسين علي عاتقها مسؤولية حفظ عياله وأطفاله، وما كانت لتنهض بهذا العب ء الثقيل وهي في مثل تلك الحالة لو لم يستجب اللَّه دعاءه لها بأن يربط علي قلبها بالصبر حينما، تنوء بهذا الحمل الثقيل، فأخبر عنها حجة عصرها زين العابدين أنها عاد قلبها بعد مصرع الحسين كزبر الحديد، وبهذا الصبر كافحت تلك الخطوب وثبتت لتلك الأهوال ولم تخُر قواها أمام تلك الفوادح ولم تتزلزل جبال حلمها بهاتيك العواصف ولم تتحرك قيد شعرة لتلك القواصف.



بأبي التي ورثت مصائب اُمها

فغدت تُقابلها بصبر أبيها






لم تلهُ عن جمع العيالِ وحفظهم

بفراقِ إخوتها وفقدِ بنيها [15] .



دعا ابن سعد لؤم غلبته، بل خبث محتده وسوء نحيزته أن يسلب الحسين درعه البتراء [16] ، وحتم عليه طمعه بولاية الري أن ينادي بعسكره «يا خيل اللَّه اركبي ورضي صدر الحسين،وابشري بالجنة» [17] قال زين العابدين «كنت نائماً بالخيمة وأنا أسمع تكسير عظام أبي بحوافر الخيل» وتمادي ابن سعد في غيّه ولجَّ في طغيانه فهجم أمام جيشه اللجب [18] علي خيم النساء الفاقدات، وعليه درع الحسين، منادياً بأعلي صوته - وقد أمن مكر اللَّه - «عليَّ بالنار لاُحرق بيوت الظالمين علي مَن فيها» [19] فتنادي العسكر من جميع جوانبه، اللَّه اللَّه يا ابن سعد، تريد أن يخسف اللَّه بنا الأرض، أوما كفاك قتل الحسين حتي تريد أن تحرق أطفاله وعياله [20] فقال عدو اللَّه إذن فاكبسوا عليهن الخباء بالخيل [21] ، فما تري حال الفاقدات، وكيف تَري هزيمة الأطفال المذاعير من بين ايدي اولئك اللئام العتاة الجفاة أرأيت هزيمة سرب الحمائم الراعبية إذا حلقت عليها الصقور والبزاة.



وما أنسَ لا أنسَ النساء كأنها

قطاً ريعَ من أوركاره وهو هاجدُ



خوارجٌ من أبياتها وهي بعدها

لابناءِ حربٍ بالحريقِ مواقدُ



وكل ذلك بعين زينب، وبعضه يذيب الصخر الأصم ويزلزل الطود الأشم، لكن شقيقة الحسين عليه السلام انطبعت بطبايع الحسين، وربط اللَّه علي قلبها بالصبر كما دعا لها أخوها الحسين، فأخذت تجمع النساء من مفرها وتتفقد الأطفال في


مهربها، حتي نظمت عقدهم المنفرط، وجمعت شملهم المتبدد، وقامت بحراستهم في الليل بحزم وثبات ورباطة جاشٍ «عدم الزمان نظيره لسواها» لم تغفل بحراسة من في الخيمة وتسليهم جهدها عن تفقد مثل الرباب التي جاش بها الوجد وهاجها التذكار، حيث درَّ ثدياها، فقصدت مصرع رضيعها، مغالطةً نفسها في موته متناسيةً مصرعه الفظيع، وذبحه بالسهم المثلث المسموم بالسم النقيع، بانية علي حياته واحتياجه الي امتصاص الثديين [22] .



فجاءت إليها زينب - ساعد اللَّه قلب زينب عليها السلام - فوجدتها قد وضعت طفلها في حجرها وألقمته ثديها وهو جثة هامدة لا حراك فيها، والسهم لا يزال مشكوكاً في نحره، فلاطفتها وردّتها الي الخيمة برفق ولين، والوالهة الثكلي تتلفت اليه لتبصره بنواظر قلبها، وتصغي اليه لتسمع صرخة بكائه أو نغمة مناغاته باذان فؤادها، ولمّا تمادي بها السير عن مصرعه عاد يتراآي لها فتحدق له بنواظرها، لأن خيالها عاد يرسم لها وجهه الوضي ء علي لوحة الفضاء الواسع.

كلا ولم تله زينب بالرباب عن مثل سكينة التي خفَّ بها الوجد والهيام، وطار بها الشوق والغرام الي مصرع أبيها الذبيح، فألقت بنفسها عليه حاضنةً له بكلتا يديها تستنهضه لرعاية عزتها المضاعة، وتستنجده لإعادة مجدها التليد وصيانة شرفها الباذخ،



وقعت علي جسدِ الحسينِ وقلبها

المصدوعِ كادَ يذوبُ في حسراتِها




للَّه قلب زينب الكبير ما أصبره، للَّه جلدها علي الرزايا ما اشدّه، مصائب عظيمة ورزايا جليلة، خروجها عن الخيمة، وهي ملأي بالنساء الفاقدات والأطفال المذاعير ومرورها علي جثث القتلي وهي أجساد بغير رؤوس هذا ملقي علي يمينه، وهذا علي شماله، وهذا مكبوبٌ علي وجهه ونظرها الي الحسين جثة بغير رأس، والجسد مرضوض بحوافر الخيل، بعد توزيعه بالسيوف والرماح، إن كل واحد من هذه المناظر، يوقد لاعج الوجد في القلب ويستدر الدموع الحارّة من النواظر، وكل مشهد من هذه المشاهد، يزلزل الجبال الرواسي ويذيب الصخور الجلامد، وما تراها حين رأت سكينة حاضنةً لأبيها بيديها، وسمعتها تندبه بأشجي ندبة وترثيه أحرَّ الرثاء [23] ، كان طبيعياً أن يسري حزن سكينة الي قلب زينب، وتعديها بكربها وجواها، لكن زينب ابنة فاطمة الصبور الوقور سيطرت علي قلب سكينة فردّتها عن مصرع والدها كما سيطرت علي اُمها الرباب فاقامتها من مصرع ولدها.

وتابعت زينب سيرها بحفظ عيال الحسين عليه السلام ورعاية اطفاله في المسير من كربلاء الي الكوفة، وفي الكوفة نفسها حيث حاطت شرفهم بعين رعايتها وجعلت تأخذ الجوز والتمر من أيديهم وترمي به، قائلةً «إن الصدقة حرامٌ علينا أهل البيت» [24] لأنها لو لم تعمل ذلك علق في الرأي العام أنهم ليسوا من أهل البيت لقبولهم الصدقة، وقد اكرم اللَّه نبيّه عن أوساخ مال الناس وعوّضه عنها بالخمس وصفو الأموال، ورعتهم في مجلس ابن زياد، وسهرت علي حفظهم في مسيرهم الي الشام وفي الشام نفسها، وفي مجلس يزيد وفي الخربة، وفي طريق رجوعهم الي كربلاء والي المدينة، الي آخر نفس من أنفاس حياتها لفظته مع شظايا فؤادها المتصاعدة بزفراتها الحارّة المتسعرة بشواظ الحزن ولواعج الأسي


ونيران الوجد والشجي.

ولقد جاء في كثير من الأخبار أنها قامت مقام أخيها الحسين في ترويج أحكام الشريعة، وكانت الكهف الذي يأوي اليه في الملمات الكثرة من المسلمين والشيعة، وأنها حملت الكثير من وصايا أخيها الحسين، حتي أدّتها الي خليفته زين العابدين وأنها كانت الحجة الظاهرة، والقائمة مقام إمام زمانها وحجة عصرها السجاد [25] ، حيث كان في أغلب أزمان حياته يتجنب الضوضاء والسياسات المضطربة التي تتنازع خلافته المغصوبة، هذه زبيرية، وهذه مروانية، وهذه خارجية، ليكون في نجوة من هذه الإضطرابات كلها، فكان يخلو بنفسه ويأنس بوجه الحق وحده، ويتجلي لعبادته جلَّ ذكره، وربما ركب راحلته من موضع خلوته لعبادته، وانطلق سائراً علي ظهرها لزيارة جدّه امير المؤمنين وأبيه الحسين، وقصد مسجد الكوفة ليصلي فيه لوجه ربه ركعتين، ولقد عاش بعد ابيه ثلاثاً وثلاثين سنة [26] ما قُدم شراب أو طعام إلا مزجه بدموعه حزناً علي أبيه الحسين، وهو يقول أآكل وابن رسول اللَّه قُتل جائعاً أاشرب الماء وابن رسول اللَّه قُتل عطشاناً [27] ، وكانت زينب مع كونه إمام زمانها تسلّيه وتلطف به لو كان للتسلية موضع، ولكن فاقد الشي ء لا يعطيه، وكيف يسلو برؤيتها وحديثها معه ونفس رؤيتها تزيده حزناً الي حزنه ووجداً مضاعفاً الي وجده، كما يقول في حديثه مع ابي حمزة [28] «مارأيت عمّاتي وأخواتي إلاذكرت فرارهن من خيمة الي


خيمة» [29] .

وكانت هذه مع الشواغل الكبري والحوادث العظمي تنوب عن أخيها الحسين في وفادة وفوده وهم الكثرة الهائلة من الناس فمنهم من له عادة سنوية وعطية تقوم بمؤونة الحول، ومنهم الذي تجذبه اليه مكارمه وجميل احدوثته جذب الحديد بالمغناطيس، ولكنهم إذ يلحفون بالسؤال عنه، ويعيدون في ذاكرتها عهد أخيها الكريم وعصره الذي مرّ عليها كالحلم اللذيذ قُرحةً في قلبها لم تندمل، كما جاء في قصة الإعرابي الذي يفد علي الحسين في كل عام مرّة، علي ما في بعض المراسيل فلما طرق الباب وعرفت زينب أنه أحد وفود أخيها الحسين الذين يفدون عليه في كل عام مرّة، دفعت له من وراء الباب قلادة، وقالت له خذها وانصرف الي أهلك فإن صاحب المنزل غائب، قال انتظره أياماً، قالت ما يعود، قال فاسبوعاً، قالت ما يعود، وأخذ كلّما زاد في اجال الإنتظار والوعود، أجابته زينب - بحرقة وشجي مضاعف - ما يعود حتي انتهي الأمر به من الأسابيع بعد الأيام، الي الأشهر المتعددة ووصل الي العام، وهو في كل تلك المراجعات يضع علي جرح فؤادها جرحاً ويذرُّ عليها بكثرة الحاجة مِلحاً، ولم يكن ذكياً ليعرف المعني الذي ترمي اليه، بل كان حريصاً أشدَّ الحرص علي حضور مولاه والمثول بين يديه، ليسرح طرف ناظره برياض قسماته، ويتمتع بسماع حديثه الشهي اللذيذ ويتزوّد من جميل أخلاقه وصفاته، حتي انتهي بها الجواب أنه لا يعود ولو بعد عام، أحسَّ قلبه بالكرب والبلاء، ولم يكن خياله ليحدّثه بأن تلك الكف الكريمة يأكلها التراب والبلا، وكأنه كان نائماً فاستيقظ، فسألها بلهفة التطلّع وحرقة


السؤال، وأوري في قلبها لاعج وجد لم تخمد جذوته، ولاهب حُزن ما برحت تستعر ولم تبرد وقدته، قائلاً لها إذن قولي مات مولاي الحسين، ويحك [30] ويحك أيها الوافد، إن الأمر فوق ما تظن والخطب أجل وأعظم مما تتصور، فهل تستطيع أن تسمع جوابها لك «عظّم اللَّه أجرك بمولاك الحسين فقد قتل في كربلا عطشاناً غريباً وقُتل معه أهل بيته، ولم يرجع الي أوطانهم إلا نساؤهم الأيامي وأطفالهم اليتامي».



يا ضيفَ بيتِ المجدِ اقفرَ ربعهُ

فاشدُد رحالك واحتفظ بالزادِ



لمن بعدَ الحسينِ تشدُّ رحلاً

حرامٌ بعدهُ شدُّ الرحالِ





پاورقي

[1] نعم - وجلال اللَّه - لولا سيف علي امير المؤمنين.... ذلک السيف الذي حصد رؤوس المشرکين وکشف الکرب عن وجه سيد المرسلين.... واموال تلک المرأة الطاهرة لما قام للاسلام عمود ولا اخضرَّ له عود وهذه حقيقة يقر بها کل منصف شريف ولا ينکرها إلا مکابر سخيف.

[2] السياج: الحائط وما اُحيط به علي شي‏ءٍ کالکَرمِ والنخل / المؤلف.

[3] التي افتتحها بقوله عليه السلام (أيها الناس اعطينا ستاً وفضلنا بسبع، اعطينا العلم والحلم والسماحة والشجاعة....).

انظر مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 69.

[4] سورة الفرقان / 23.

[5] سورة آل عمران / 159.

[6] انظر المغازي للواقدي ج 1 ص 613.

[7] سورة البقرة / 256.

[8] سورة الکهف / 29.

[9] سورة يونس / 99.

[10] منتهي الآمال ج 1 ص 674.

[11] مقتل الحسين لابي مخنف ص 164.

[12] الارشاد للشيخ المفيد ج 2 ص 107.

[13] تتمته (الي أن بدت في الغاضرية حسرا).

والبيت من قصيدة عصماء للسيد حيدر الحلي رحمه اللَّه مطلعها:



أهاشم لا يومٌ لکِ ابيضَّ او تري

جيادک تزجي عارض النقع اغبرا



.

[14] انظر (زينب الکبري) للعلامة النقدي ص 22.

[15] من قصيدة للمغفور له السيد رضا الهندي عطر اللَّه تربته مطلعها:



إن کان عندک عبرة تجريها

فانزل بارض الطف کي نسقيها.

[16] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 179.

[17] تاريخ الطبري ج 4 ص 347.

[18] الجيش اللجب: ذو الکثرة وضجيج الأصوات المختلطة / المؤلف.

[19] الايقاد ص 136.

[20] اسرار الشهادة ص 436.

[21] نفس المصدر.

[22] قال شاعر اهل البيت العلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي طاب ثراه:



ومرضعةٍ هبّت بها لرضيعها

عواطفُ اُمٍ اثکلت طفلها صبرا



رأت مهده بالحزن يطفحُ بعده

وقد کان فيه قبل يطفح بالبشري



واثقل ثدييها من الدر خالص

علي طفلها فيه تعودت الدرا



فخفت الي مثوي الرضيع لعلها

تري رمقاً فيه يغذي بما درا



فلم تري إلا جثة فوق مذبحٍ

بها علق السهم الذي ذبح النحرا.

[23] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 181.

[24] ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج 2 ص 471.

[25] انظر کتاب (زينب الکبري) للشيخ النقدي ص 35.

[26] الفصول المهمة لابن الصباغ المالکي ص 208.

[27] انظر الملهوف علي قتلي الطفوف ص 233، والايقاد ص 202.

اقول: ولبکائه المتواصل علي ابيه الحسين عليه السلام عدَّ - روحي فداه - من البکائين الخمسة.

قال الامام الصادق عليه السلام (البکائون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين، فأما آدم فبکي علي الجنة حتي....).

انظر بحار الانوار ج 43 ص 155.

[28] هو ثابت بن دينار الازدي کان ثقة قال فيه الامام الرضا عليه السلام - حسبما جاء في باب الحاء بعده الميم من سفينة البحار - ابو حمزة الثمالي في زمانه کسلمان الفارسي في زمانه وذلک أنه خدم اربعة منا علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهةً من عصر موسي بن جعفر...

[29] مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرم ص 377.

[30] ويح: اسم فعل بمعني الترحم، وعن سيبويه ويح زجر لمن أشرف علي الهلکة وويل لمن وقع فيها / المؤلف.