بازگشت

و التشيع حسيني


(لقائل أن يقول أليس الإسلام محمدياً والعلوي إنما هو التشيع كما هو المتبادر الي الذهن، فنقول له إن علياً نفس محمد بمنطوق آية المباهلة، وهم كلهم نور واحد فاعقِل / المؤلف.)

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في كتابه شرح نهج البلاغة [1] .:



وَلَولا أبو طالبٍ وأبنُهُ

لما مثل الدينُ شخصاً وَقاما



فذاكَ بمكة آوي وَحامي

وَهذا بيَثرب جسَّ الحُساما



أجل لقد مات والد رسول اللَّه، وهو حمل في بطن اُمه [2] في أشهر الروايات، واصبح رسول اللَّه يتيماً من اُمه وأبيه في السّنة السادسة من سني عمره الشريف [3] ، فكفله جدّه عبد المطلب [4] ، وعلم من الرؤيا - والرؤيا الصادقة جزءٌ من سبعين جزءً من النبوّة - ومن إتصاله بأهل الكتاب الأول كالأحبار والرُّهبان ومن الكواهن والكُهّان، أن سيكون لابنه هذا اليتيم شأنٌ من الشأن وسيدعو الخلق لعبادة اللَّه وحده، وتبلغ دعوته منتهي الخف والحافر «والمكرمات كثيرة الحُساد».

فمن هذا شأنه لا بد أن يكثر حساده، وتتوافر أعداؤه وأضداده، لا يختص ذلك بالأبعدين الأجانب، بل تهون عداوة اولئك الي جنب عداوة الأقارب، لذلك اختار ابا طالب من بنيه لأنه أخو عبد اللَّه لاُمه وأبيه، ولما وجد من حبّه له وحدَبِه عليه، ولِما ألِفه من الصرامة والشجاعة وصدق العزيمة فيه، فعهد إليه أن يكفله ويؤويه، وينصره ويحميه، وجعل اللَّه عليه كفيلاً، وكفي به شاهداً ووكيلاً، فقام أبو طالب بحمايته وإيوائه، كأمر أبيه عبد المطلب، وفداه بنفسه وما ملكت يمينه من القتل، وغامر بحياته دون وصول كيد الأعداء لابن أخيه اليتيم الكريم، ولم تزل


الإرهاصات تتوالي ببشارته أن سيولد من صُلبه لهذا النبي أقوي ساعد، وأعظم معين ومساعد، وسيكون له وصياً، وتحقق ذلك لمّا هتف به هاتف السماء أن سمّه علياً [5] .



هذا علاوة علي ما رأي من خرق العادة في حمل هذين الجليلين، وأشراق العالم واهتزازه فرحاً وطرباً لولادة هذين الجنينين، وأخذ الوليد ينمو في الشهر كما ينمو غيره في السنة، وقد ملأ السرور قلب أبيه أن رأي الألفة تنمو أعظم من نمو الجسد بين ولده الجديد وبين حبيبه ابن أخيه، وإذا خُلق علي لغاية نصرة محمد، وإذا رأي أبو طالب ولده ينمو في الشهر كما ينمو غيره في السنة، حتي مضت علي ذلك سنون، فكان فيه القوة الكافية لحماية محمد، بل القدرة العظيمة لنصره علي أعدائه، فما يمنعه أن يدفعه اليه ليفديه بنفسه أحسن فداء، وليقيه بمهجته شرّ الأعداء، مع أنه يري أبنه يرحّب بهذه الاُمنية ويكبر من أبيه هذه اليد، ويشكر له هذه النعمة، التي خصّه بها دون إخوته الثلاثة، وكلهم أكبر منه «وربَّ صغير في المحال كبير» فأخذ علي يتّبع الرسول صلي الله عليه وآله اتباع الفصيل إثر اُمّه ويلازمه ملازمة ظلّه، كما قال في نهج البلاغة «وقد قرن اللَّه به صلي اللَّه عليه وآله من لَدُن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن اخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كُنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالإقتداء به، ولقد كان يجاورني في كل سنة بحراء [6] ، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللَّه وخديجة، وأنا ثالثهما، أري نور الوحي والرسالة، واشمّ ريح النبوة، ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلي الله عليه وآله، فقلت يا رسول اللَّه ما هذه الرنّة فقال هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع وتر ما أري، الا أنك لست بنبي،


ولكنّك وزير وإنك لعلي خير» [7] ، وجاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يوماً الي النبي، وهو نائم بالابطح علي ساعده واستمع اليه يُحدثنا، والحديث منه أعذب وأحلي قال صلي الله عليه وآله رقدت بالابطح علي ساعدي، وعلي عن يميني وجعفر عن يساري، وحمزة عند رجلي، قال فنزل جبرئيل وميكائيل واسرافيل، ففزعت لخفق أجنحتهم قال فرفعت رأسي فإذا اسرافيل يقول لجبرئيل الي أي الأربعة بعثت وبعثنا معك، قال فرفس برجله، فقال الي هذا، وهو محمد سيد النبيين، ثم قال من هذا الآخر، قال هذا أخوه ووصيه، وهو سيد الوصيين ثم قال فمن الآخر، قال جعفر بن أبي طالب، له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة، ثم قال فمن الآخر، قال عمّه حمزة، وهو سيد الشهداء يوم القيامة [8] .

نقول فهل يبقي بعد هذين الحديثين ومئاتٍ من أمثالهما شك يخامر قلب منصف، يطلب الحق لوجه الحق أن بذرة الإسلام هي بذرة التشيع، وقد أنزلها اللَّه لرسوله علي يد ملائكته، وغرسها بيده رسول اللَّه وكفّرها [9] ، وأخذ يتعاهدها بالسقي في مثل حين نزل عليه قوله تعالي «وانذر عشيرتك الأقربين» [10] فجمع بني عبد المطلب، ليبيّن لهم أنه لم يتخذ علياً وصياً له وخليقةً ووزيراً محاباةً له، لأنّه ربيب بيته بل جعل لكل فردٍ منهم الخيار في اختيار هذه المنزلة والإستئثار بها إذا سبق للتصديق برسالته، وكم عاودهم في مثل هذا الأمر قولاً، كيوم عمرو بن عبد ودٍ وفعلاً كيوم مرحب، فلم يجب دعوته إلا علي، ولئلا يضيع صوت الرسول أدراج الرياح قام علي وكان أصغرهم سِناً فأجلسه النبي قطعاً للمعاذير وخوف أن يقول قائلهم لولا تسرع علي لكنت الملبي للدعوة وعاودهم في ذلك ثلاثاً، ثم


أشهدهم أنه وصيّه وخليفته ووزيره [11] .



فَنَمَتْ بَذرةُ الهُدي وَزكَت إذ

ثَمرُ الدَوحِ تابعٌ للبذورِ [12] .



ونزل القران تباعاً يذكر التشيع ولا يريد به إلا الإسلام، ويذكر الإسلام ولا يعني به إلا التشيع «إنما أنت منذزٌ ولكل قومٍ هادٍ» [13] فقال له النبي أنا المنذر، وأنت الهادي [14] ، «ألا إن حزب اللَّه هم المفلحون» [15] فقال له النبي يا علي هم أنت وشيعتك فإن حزب اللَّه إذا كانوا الشيعة لا يُفلحون وهم شيعة فحسب أي ليسوا بمسلمين ولمّا نزل «اولئك هم خير البرية» [16] قال له النبي «هم شيعتك وأنت أميرهم» [17] أفتري تكون الشيعة خير البرية، وهم شيعة لا مسلمون، وأكّدت المعجزات الصادرة علي يد الرسول ما جاء به القرآن معجزة المعجزات، فكان النخل الصيحاني يحيي محمداً بالرسالة وعلياً بالوصية والولاية وكانت الحجارة التي يرميهما بها الكفار تمر عليهما وتحييهما تحية النخل الصيحاني، وجاءت النخلة تخذُّ [18] الأرض خذاً، كما اقترح ذلك قريش علي النبي، فوضعت غُصنها الأعلي علي رأس محمد، وبعض أغصانها علي منكب علي تشير الي النبوة والوصية [19] ، فكانت براهين الإسلام ومعجزاته دلائل التشيع وآياته، وكان تحطيم الأصنام من صميم دعوة الإسلام، فكان يركب النبي لغاية تحطيمها علي كتف


الوصي، فلا يستطيع أن ينهض به أو ينوء قيد شعرة واحدة وهو الباسل قوي العضلات عظيم الكراديس [20] ، ولكن الدوحة لا ترسوا علي فروعها وأغصانها، بل تثبت علي أصلها وجذورها، فإذا استقرت رِجلا علي علي منكب محمد صلي الله عليه وآله نهض به لتحطيم الأصنام ورميها عن ظهر الكعبة ووجد الوصي في نفسه من نهوض النبي به ما لو أراد أن يتناول الكواكب الثوابت فيقلعها من فلكها لاستطاع الي ذلك سبيلاً [21] هذا وفي ظني أن الكفار من قريش يعتقدون أن دعوة الإسلام هي دعوة التشيع ودوحة التشيع هي دوحة الإسلام ولعلهم عرفوا ذلك من تنويه محمد به لذلك لم يأسفوا إن لم يظفروا بنبي الإسلام محمد، ولم يفرقوا بين قتله وقتل إمام الشيعة علي، فقالوا «لا نبالي أصبنا محمداً أو علياً» وحرصوا علي قتله، لأن قتل التشيع قتل الإسلام، وظنوا أنهم اصابوا بغيتهم، ولعل صاحب الرسول في الغار يشير بكلامه الي ما فهمه قريش حيث قال له «لا أري علياً الآن إلا وقد قُتل في مكانه» ومراده أنك لم تصنع شيئاً فإنه إذا قتل علي قتل التشيع، وقتل الإسلام، وهو مبدؤك الذي قررت طلب سلامته وبغية حياته، وأقرّه الرسول علي هذه العقيدة غير أنه ردَّ عليه أن اللَّه كما نجاني من كيدهم وأنا في الغار، فصرفهم عنّي بعد أن كانوا من قتلي كقاب قوسين أو أدني، كذلك نجّي علياً من بطشهم به وإرادة مكرهم في تضييع دمه بين قبائلهم لأن اللَّه معنا فنصره عليهم وردّهم يدق بعضهم بعضاً بسيفهم الذي أخذه من يد ممثل بني مخزوم المقدم علي قتله دون أصحابه خالد بن الوليد، ولم يولّهم ابو الحسن الدُبر، ولو تظاهرت عليه العرب كلها وإن ينصركم اللَّه فمن ذا الذي يخذلكم وما لنا نطيل علي القاري ء كثيراً، وهذا كتاب «بشارة المصطفي لشيعة المرتضي» [22] ، وغيره من الكتب المعدّة لهذا الغرض إذا


راجعها المنصف وجد ما نقول كالنار علي المنار واعدل شاهد قوله له «يا علي ما آمن من كفر بك، ولا أهتدي إليَّ مَن لم يهتد إليك» [23] ونحوه مما يطول ببعضه الإملاء، وأخذ التشيع غزوات الإسلام كلها علي عاتقه، وقامت علي كاهله.



أيُّ الغزواتِ خَلت منهُ

هذا التاريخُ وَنيقدُهُ



غير أن الحسد لعلي في هذه الآونة أخذ يدبُ في صدور منافسيه ومن انضوي إليهم لأنهم قد ايسوا من أنفسهم أن يشقوا غبارة وهكذا جرت سُنة البشر في كل عصر ان كل ذي نعمة محسود.



إن يَحسُدوك علي عُلاك فإنّما

مُتسافِلُ الدَرجات يَحسدُ مَن علا [24] .



فصار الإسلام معني عام، وله آثاره المختصة به، كالإطلاق والمعاشرة والتوارث وما الي ذلك، وله معنيً خاص وهو الصحيح منه، وهو مطلوب الشارع المعبّر عنه بالإيمان والتشيع، فكان محمد نبي المسلمين، وكان علي أمير المؤمنين، وعليه نزل قوله تعالي «قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم» [25] ورأي الرسول أن تشعب الأهواء والحوادث المتأخرة سيدعو الي تشجّن الآراء والعقائد وتفرعها عن الإسلام بمعناه العام كما رأي ذلك في اُمّة موسي وعيسي فقال مشيراً الي الإسلام الصحيح «ستفترق اُمتي الي ثلاث وسبعين


فرقة فرقة ناجية والباقون في النار» [26] وفي كثير من روايات هذا الحديث التصريح لعلي بتفسير الفرقة الناجية، «وهم أنت وشيعتك» وأراد اللَّه ورسوله القضاء كل شبهةٍ تدعوا الي عقيدة من هذه العقائد، وتكون فرقة من هذه الفرق، إذا رأي المجتمع الإسلامي نور الحق فاستضاء به، وأراد المبالغة في تسجيل الحجة علي مَن ضلَّ وغوي، فنصب النبي علياً يوم الغدير، حتي قال قائلهم «ما رأيت كاليوم ما صنع محمد بابن عمّه، لو قدر أن بصيره نبياً لفعل» وجرت أحداث وخطوب وانتهي الأمر الي الملك العضوض ملك معاوية، فغاظه واقضَّ مضجعه أن يري الإسلام راسياً علي رُكنيه ثقلي النبي الكتاب والعترة، فجلل منبر الشام بقميض عثمان وجعله لواءً للثار من محمد بالقضاء علي دينه، بادئاً بالتشيع، وإذا فرغ منه ثني بالإسلام العام فلو رجع الزمان معي بك القهقري لرأيت التشيع يقضي عليه فيموت، والإسلام بمعناه العام يضعف ويهرم ويهدّد من لدن معاوية بالخطر العظيم، «وما هو إلا هامةٌ اليوم أو غدٍ» [27] وكيف يري للإسلام الصحيح اثرٌ ومعاوية يفرض في مملكة الإسلام سبَّ أمير المؤمنين عليه السلام وأني يبقي للتشيع رمق، ومعاوية يجعل بني اُمية هم آل محمد الذين تجب الصلاة عليهم في تشهد الصلوات، بعد الإقرار للَّه بالوحدانية، ولمحمدٍ بالعبودية والرسالة، أم كيف لا يقبل الرأي العام طامات معاوية الداهية، وهو يري المعمّرين من صحابة الرسول كأبي هريرة [28] ومحمد بن مسلمة، يروون لهم عن رسول اللَّه ما يوحيه لهم كفرُ معاوية


باللَّه وإلحاده برسالة رسول اللَّه، وهذا سمرة بن جندب [29] يحبو الي الثمانين، وقد حضر مع الرسول وقعة اُحد وغيرها فهو شهيدٌ بالقوة بين يدي رسول اللَّه، يبيع معاوية ضميره ووجدانه بثلثمائة الف درهم، فيوطّن نفسه علي دخول جهنم ويصعد المنبر، وقد اكتظ [30] المسجد بأهل الشام فيقول أخزاه اللَّه - سمعت رسول اللَّه بأذني هاتين وإلا فصُمّتا أنه أنزل في علي قوله تعالي «ومن الناس من يعجبك في الحياة الدنيا ويشهد اللَّه علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واللَّه لا يحب الفساد» [31] - وهي واللَّه نزلت في اعداء علي من الخوارج المارقين الذين بشّره رسول اللَّه بقتلهم [32] - وأن قوله تعالي «ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة اللَّه واللَّه رؤوف بالعباد» [33] نزل في ابن ملجم قاتل علي - وهي وربُّ العزة نزلت في علي عليه السلام لمّا بات علي فراش النبي صلي الله عليه وآله [34] .

نعم قضي معاوية علي التشيع بنشر هذه المبادي ء في مملكة الإسلام حتي درج عليها الصغير والكبير وتتبّع الشيعة قتلاً وسمّاً وتشريداً وسجناً وتمثيلاً، ولكن ما من عام إلا وقد خُص فقد بقي الحسين من عترة الرسول، وشرذمة يسيرة من الرجال تتخفي في زوايا الخمول، في البصرة والكوفة وحفنة من النساء اللاتي


سجنهن عند عُمّاله كامرأة عمرو بن الحمق الخُزاعي [35] ، وهدّدهن بالقتل إذا شخصهنّ إليه بحجة رجزهن يوم صفين، وتحريضهنَّ علي قتال جيشه، فكان هؤلاء الشجا المعترض في حلقه والقذي الذي يجول في عينيه، وأدركه الموت ولم يسترح منهم، ليتفرغ لمحق الإسلام بمعناه العام، وينعم باله فلا يعود يصعق بسماع اسم محمد في الآذان وغيره، أو قل لا يسمعه إلا بالسبّ المقذع المترادف كسيل الآتي، تبعاً لإسم أخيه علي، فأخذ علي عاتقه خليفته يزيد إكمال العمل واطراد السير ونجاح اُمنية أبيه التي دُفنت معه «وكم حسرةٍ تحت التراب» فساق له امضَّ العتاب قائلاً:



لا تَقطَعنَّ ذَنبَ الأفعي وَتترُكَها

إن كُنتَ شَهمَاً فالحق رأسَها الذَنبا



اتقتل الشيعة وتترك إمام الشيعة، وتريد أن تمحق الإسلام وإسم نبي الإسلام، ولا تمحو ثقليه عن جديد الأرض، وتقلع دعامتيه من اساسهما، لذلك جعل قتل الحسين باكورة أعماله، ونزوله علي حكمه ليقتله وأنصاره براعة استهلال خلافته، فإذا قتل الحسين عليه السلام وصفوة أنصاره الذين بايعوه علي الموت وبذل مهجهم فيه ثنّي بمن بايع الحسين من أهل الكوفة وعطف بهم علي من سجنهم عامله ابن زياد فقتلوهم، واستأصل شأفة التشيع، ثم عطف علي الإسلام العام وقضي لُبنات [36] أبيه معاوية، وتمناه أن يحضر مع أشياخه الذين قتلوا ببدر، فإنهم لو حضروا علي هذه الحال ولو من باب فرض المحال.



لأهلّوا واستهلوا فرحاً

ثم قالوا يا يزيدُ لا تَشل



وعندها استيقضت عزيمة نصير الإسلام وحاميته مجمع النورين اللذين انبثق منهما في غار حراء ضياء «ألا للَّه الدين الخالص» [37] الذي يقول اللَّه فيه «إن


الدين عند اللَّه الإسلام» [38] وعرف مغزي يزيد، وقدّر سوء عاقبة نواياه فودّع الإسلام وداع الموت، إن استتبَّ الأمر ليزيد، وأبّنه تأبين اصحاب القبور، إن هو لم يتداركه بنصرته ولم يستعن باللَّه علي معارضته، والضرب علي يد كفره وإلحاده فقال - وقد أرسلها زفرة من قرارة نفسه، وتصاعدت معها شظايا فؤاده - «وعلي الإسلام السلام إذ قد بليت الاُمة براع مثل يزيد» [39] وفكر أعمق التفكير في معارضة هذا الخطر العظيم، والسيل الجارف لبناء الإسلام القالع له من اساسه، وإذا الكوفة تُهيّج كامناً في صدره، وتَعِده بالنصر لأبعد غاياته، فكان في قدومه اليهم علي إحدي الحسنيين إما الفتح إذا وفوا له علي خلاف جاري عاداتهم، أو الاستشهاد والتضحية في سبيل اللَّه، ولكنه رأي الطريق الثاني أسرع لنشر دعوته وإدراك مناه وطلبته، فأهل الكوفة هؤلاء أصحاب صفين الذين نصروا أباه، ثم خذلوه بخديعة ابن النابغة فكانوا - كما قال لهم [40] - كالحامل لما اقربت أملصت، غير أن الحسين لم يجد بداً من مماشاتهم - لِما ذكرنا - فسار إليهم طلب نُصرتهم كما وعدوه، وهو واللَّه يسير الي القتل بكربلاء وبلوغ الدرجة المغشّاة بالنور التي لا ينالها إلا بالشهادة، كما وعده جدّه حينما رآه في عالم الرؤيا [41] ، وهو لا يشك أنه رآه، وبالغ في تسجيل الحجة علي خصومه، إذ طلب إليهم أن يتركوه يمشي في هذه الأرض الطويلة العريضة، وهو يري المنية أقرب من جوابهم والقتل أسرع من ردّ البصر، فلم يبرح أن قُتل، فكان المثل الأعلي لنصرة الدين وارتفع رأسه لواءً للتشيع ورايةً لنصرته، وشارةً لعزة الإسلام، وانتقل عهد الخلافة الألهية لأول تكوينها الي خليفته زين العابدين فأراد يزيد قتله ليستريح من ثقل النبي الأصغر،


فيثني بالأكبر فيقضي علي الإسلام بهدم هاتين الدعامتين، فلم يجد هو وعمّاله وعسكره الذين قتلوا الحسين إلي ذلك سبيلاً، لأن ولده الباقر لم يستعد بعد لتحمل العهد، وهيهات أن تخلو الأرض من حجة «وما كنا معذبين حتي نبعث رسولاً» [42] وأراد يزيد أن يشفي غيظه، فيتدارك عدم قدرته من قتل ثقل النبي بأسره وسبي عائلته، ليجعل الحسين خارجياً يجوز التفرج علي عياله والشماتة بهم، فيؤكد في الأذهان ما ذكره فيها معاوية من أن اُمية آل محمد وثقله الأصغر وإحدي الدعامتين لدينه، ولهذا ذادوا عن حوضه كل باغٍ خارج عليه ومن يبغي سوءاً أو غائلة فيه، كهذا الرجل المجهول الحسبين، ولا يعرف من مشخصاته إلا تسميته بالحسين، فهو خارجي خرج علي السلطان، لم يعرف الي أي قبيلة ينتمي، ولم يعلم لولادته زمان، ولا لحياته بيئةٌ أو مكان، ولكن أتري يزيد أدرك غرضه أم أصاب هدفه، كلا لعمرك بل أراد اللَّه وأراد يزيد، أراد اللَّه أن يحيي التشيع بالحسين، وأراد يزيد قتله بقتل الحسين، وللَّه در القدرة القاهرة، وما شاء اللَّه كان «وله الحكم وإليه ترجعون» [43] فقد تمثل التشيع بالحسين وعصابة الحسين، ورفع رأسه بهم عالياً بعد إنخفاضه في طامّات معاوية، ودبّت في جسمه حياة جديدة، بعد أن مات أو كاد، ولم يبق منه إلا صبابة كصبابة الإناء، وارتفع رأس الحسين لواءً له، فكتب له فيه النصر، وسري خليفته واساره معه، فبهر العالم ظهوره وشعَّ في كافة الآفاق نوره وإذا بالأمر ينعكس علي يزيد فعاش يزيد ليموت مبدؤ يزيد، وقتل الحسين ليحيا مبدؤ الحسين، واخذ التشيع يشايع في تقدمه الساعات والأيام بما جريّات [44] أسر عيال الحسين، وما دعت اليه خطبهم من تذمر الرأي العام، والأخذ بيد المظلوم، واندحرت مبادي ء معاوية ويزيد «وكل عزيز غالب


اللَّه مغلوب» أراد يزيد أن يدخل في نفوس المسلمين، فخرج منها، وأراد أن يحبّب نفسه عند الرأي العام فابغضه ومقته بل تبرأ منه ولعنه، وكان عاقبة أمره خسراً وهكذا استدرجه اللَّه وأملي له، فأباح الحرم النبوي لجيشه الوحشي [45] ، وهدم الكعبة المعظمة في آخر عمره [46] ، فبتره اللَّه، وأخذه أخذاً عزيزاً، وكان قتل الحسين هو السبب الوحيد لهذا الإستدراج وهذا الأخذ بعده، وترعرع التشيع وشبَّ في حياته الجديدة في موت دولة آل أبي سفيان بهلاك يزيدهم، وراهق البلوغ في هرم الدولة المروانية ثانية دولة بني اُمية، وأملي اللَّه لها فقتلت زيد علي بن الحسين، وصلبته أربع سنين وأنزلته وأحرقته وذرّته في الريح [47] ، فانفجرت براكين غيظ التشيع وهاج هايج الشيعة، إذ نكأ [48] هشام بقتل زيد قرحة قتل الحسين بسيف يزيد، والعهد قريب والجرح لمّا يندمل، واستغل بنو العباس فرصة تحرق الشيعة بل الرأي العام علي بني اُمية، فثاروا بهم مظهرين الطلب بدم الحسين وآل الحسين، ولبسوا السواد زاعمين أنه كان حزناً علي الحسين، ولم يكفهم حتي جعلوا منه أعلامهم فسموا المسودّة، وقدموا الشيعة أمام نيل بغيتهم من تسنّم عرش الخلافة وطلبهم بثار ابراهيم وقد قيل «الظالم سيف اللَّه ينتقم به وينتقم منه» فانتقم من بني اُمية ببني العباس، وادالهم اللَّه منهم، وادرك التشيع يوم ذاك البلوغ والفتوّة ودخل في ريعان الشباب وغضارة الصبا، حيث ثنيت الوسادة للصادق سليل الحسين، ليفتي شيعة علي والحسين، بأحكام جدّه الحسين عليه السلام، فكان المجدد لمذهب التشيع في أوّل قرونه هو باني كيان الإسلام، وغارس نواته التي هي نواة الإسلام، وكان المجدد له في ثانية مئاته، حفيده الصادق بعد أن بعث


الحسين فيه حياةً جديدة يوم قتله وما جري في نهضته فجديرٌ أن ينسب رأي الشيعة اليه، بعد أن ينسب الإسلام بمعناه العام الي أبيه، والمذهب من حيث أحكامه الي ولده الصادق، فيقال «الإسلام علوي، والتشيع حسيني، والمذهب جعفري».

نعم ثنيت الوسادة للصادق، وتظاهر بنو العباس باكرامه والحفاوة به، لأن دولتهم قامت علي الدعوة للطلب بثار الحسين، فكيف يعارضون في الأحكام الشرعية عالم آل محمد من ذرية الحسين وقد كان بشرهم بالخلافة بعد أن بايعوا عليها محمد بن عبد اللَّه الحسني فتطلعت لها نفوسهم من ثنايا اشتياقهم ورأوه يردّها ويدفعها عن نفسه وهم يعلمون أنه أولي من مهديهم [49] بقول شاعرهم:



أتتهُ الخلافةُ منقادةً

اليهِ تجررُ أذيالها



فلم تكُ تصلحُ إلا لهُ

ولم يكُ يَصلحُ إلا لها



فكثر رواد فضله، وأزداد منتجعو غزير علمه، حيث أعاد علي ذاكرتهم كلمة جدّه الوصي باب مدينة علم النبي صلي الله عليه وآله «سلوني قبل أن تفقدوني» [50] حتي قاس بعض أصحابه صدور هذه الكلمة منه بجواز السلام عليه بأمرة المؤمنين فقال له يوماً «السلام عليك يا أمير المؤمنين» فزجره الصادق، وبيّن له أن هذا الوسام اختص اللَّه به علياً سيد الوصيين [51] ، ورآي الصادق أن الحسين في نهضته بعث في جسم التشيع روحاً جديدةً، فأخذ يمهّد وسائل تجديدها ويرفع قواعد تخليدها


إكباراً لها وتمجيداً لشأنها وإعترافاً لها بالفضل والإحسان، وإذعاناً لقاعدة أن علّة الحدوث هي علّة البقاء، فكان يحث شيعته علي إحيائها وكان إذا هلّ المحرم جلس للعزاء علي جدّه الحسين [52] ، وكان يدعوا الشعراء لرثائه، كابي هرون المكفوف [53] ونحوه [54] .

وها هنا سانحةُ فكرٍ قد الهمتها لعلك لا تشك بعد الإذعان اليها أن التشيع حسيني، وهي أن المجددين لمذهب التشيع من المعصومين في زمن الحضور كانوا ثلاثة أوّلهم غارس نواته في غار حراء - كما قدمنا - وحامل رسالة السماء نبينا محمد صلي الله عليه وآله، وثانيهما لثاني قرونه جعفر الصادق الذي مرّ بك التنويه بذكره، وثالثهما حفيده الرضا، حيث ثنيت له الوسادة كما ثنيت لجدّه الصادق جعفر الذي نُسب اليه مذهب الشيعة، وقد وجدنا هؤلاء الثلاثة أعظم المعصومين تنويهاً بالحسين وسيرتهم مفعمة بالحزن علي ما أصاب الحسين، وقد تواتر الحث الأكيد عنهم زيادةً علي غيرهم علي إقامة عزائه والبكاء علي ما لحقه، فهل يكون هذا كلّه من باب الصدفة، أم أنهم كانوا أعظم الموتورين به، كلا، فإن رأيي الخاص أنهم لمّا كانوا المجددين لمذهب التشيع - دون غيرهم من المعصومين - كانوا أعظم من غيرهم توجيهاً للناس لمأساة الحسين، فهم يجددون التشيع بتجديد حادثة الحسين، وهم يقرنون بين المعلول وهو التشيع وعلّته وهي حادثة الحسين، وأنت إذا تتبعت الأخبار الواردة في الحثّ علي البكاء علي الحسين عن مجموع أهل


الذكر من آل الحسين تؤمن بما استفدناه كل الإيمان، أما النبي فسل عنه كتب الفريقين من إخباره دائماً بقتل حبيبه الحسين، وتقبيله لنحره دون أخيه الحسن عليه السلام لأنه موضع سيف شمر، ولغيره من مواضع سلاح القوم الظالمين، ولقد عدّها الفريقان من دلائل نبوّته وأعلام رسالته، وسل عن الصادق أبا هرون المكفوف والحميري الشهير وغيرهما من شعراء زمانه، وسل عن حفيده الرضا الريان بن شبيب [55] وابراهيم بن العباس [56] وغيرهما من جلسائه ورجاله ورواة أخباره لا سيما دعبل بن علي، وخذ المثل من حديثه نفسه، وقد دخل عليه في أحد ايام المحرم، إذ يقول دخلت علي سيدي ومولاي علي بن موسي الرضا عليه السلام - في مثل هذه الأيام - فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله، فلما رآني مقبلاً قال لي مرحباً بك يا دعبل مرحباً بناصرنا بيده ولسانه ثم إنه وسّع لي في مجلسه وأجلسني الي جانبه، ثم قال لي يا دعبل احب أن تنشدني شعراً، فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، وأيام سرور علي أعدائنا خصوصاً بني اُمية، يا دعبل من بكي وابكي علي مصابنا ولو واحداً كان أجره علي اللَّه، يا دعبل من ذرفت عيناه علي مصابنا وبكي لما أصابنا من أعدائنا حشره اللَّه معنا في زمرتنا، يا دعبل من بكي علي مصاب جدّي الحسين عليه السلام غفر اللَّه له ذنوبه البتّة، ثم


إنه عليه السلام نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته من ورآء الستر ليبكوا علي مصاب جدّهم الحسين عليه السلام، ثم التفت اليّ وقال يا دعبل ارث الحسين، فانت ناصرنا ما استطعت [57] ، قال دعبل فاستعبرت وسالت عبرتي وانشأت أقول:



أفاطمُ لو خلتُ الحسين مُجدلاً

وقد ماتَ عطشاناً بشطِ فراتِ



إذن للطمتِ الخدَ فاطمُ عندهُ

وأجريتِ دمعَ العينِ في الوجناتِ



أفاطمُ قومي يا ابنة الخيرِ واندبي

نجومَ سمواتٍ بأرض فلاةٍ



قبورٌ بجنبِ النهرِ من أرضِ كربلا

معرّسهم فيها بشطِّ فُراتٍ



توفوا عُطاشاً بالعَراءِ فليتني

توففيتُ فيهم قبلَ حين وفاتي [58] .





پاورقي

[1] انظر ج 14 ص 84.

[2] تاريخ الطبري ج 1 ص 579.

[3] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 10.

[4] السيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص 177.

[5] فقال عليه السلام علي اثر ذلک:



سميتُهُ بعلي کي يدوم له

عز العلو وفخر العز أدومه.

[6] حِراء علي وزن کِتاب: جبل في أعلي مکة کان في غاره ابتداء نزول الوحي / المؤلف.

[7] هذا مقطع من خطبته الغراء الموسومة بالقاصعة، تجدها في ج 2 ص 137 شرح محمد عبده.

[8] روضة الواعظين للفتال النيسابوري ج 1 ص 52.

[9] کفر الحبة بالتراب: غطاها وسترها به / المؤلف.

[10] سورة الشعراء / 214.

[11] تاريخ الطبري ج 2 ص 62، وشرح النهج لابن ابي الحديد ج 13 ص 210.

[12] من قصيده لمؤلف الکتاب طاب رمسه في مدح مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام مطلعها:



کنت شبهتها بغصن نضير

وهي والله ما لها من نضير.

[13] سورة الرعد / 7.

[14] انظر مجمع البيان للطبرسي ج 6 ص 427.

[15] سورة المجادلة / 22.

[16] سورة البيّنة / 7.

[17] انظر مجمع البيان ج 10 ص 795.

[18] تشقّها شقاً / المؤلف.

[19] مرت الاشارة الي هذه المعجزة الباهرة في الجزء الاول من هذا الکتاب.

[20] الکراديس کل عظيمين التقيا في مفصل / المؤلف.

[21] انظر تذکرة الخواص لابن الجوزي ص 27.

[22] کتاب جليل اودع فيه مؤلفه ابو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري وهو من اعاظم علماء الامامية طائفةً من النصوص المبارکة التي صدرت عن المصطفي في فضل شيعة المرتضي عليه السلام.

[23] جامع الاخبار للشعيري ص 13.

[24] اقول: البيت من قصيدة عصماء في مدح امير المؤمنين عليه السلام وهي من نظم الشيخ علي بن الحسين المعروف ب«الشفهيني» ومطلعها:



نمَّ العذار بعارضيه وسلسلا

وتضمّنت تلک المراشف سلسلا.

[25] سورة الحجرات / 14.

[26] سنن ابي داود ج 4 ص 198.

[27] مثل يضرب لمن يموت اليوم أو غداً / المؤلف.

[28] ابو هريرة الدوسي واسمه علي ما قيل عبد اللَّه بن عامر، اسلم عام خيبر ولازم النبي صلي اللَّه عليه وآله وسلم عاماً وبضعة اشهرحسب ما جاء في ص 127 من کتاب (شيخ المضيرة ابو هريرة) للکاتب المصري المعروف محمد ابو ريّه.

روي عن رسول اللَّه (ص) (5374) حديثاً وقد شکک المحققون واهل الاطلاع بالکثير منها...، توفي سنة سبع وخمسين هجرية.

[29] مرت ترجمته في الجزء الاول من هذا الکتاب.

[30] اکتظَّ: إمتلأ من الناس / المؤلف.

[31] انظر شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج 4 ص 73، والآيتان من سورة البقرة / 205 - 204.

[32] وقد روت عائشة عن النبي (ص) أنهم شرّ البرية يقتلهم خيرُ البرية / المؤلف.

[33] سورة البقرة / 207.

[34] نعم وجلال اللَّه نزلت في علي امير المؤمنين عليه السلام.

انظر التفسير الکبير للفخر الرازي ج 5 ص 223، وتذکرة الخواص لابن الجوزي ص 35، والفصول المهمة لابن الصباغ المالکي ص 48، وينابيع المودة للحنفي ج 1 ص 105.

[35] يريد رحمه اللَّه الفصيحة البليغة ذات العقل والدين (آمنة بنت الشريد) رضوان اللَّه عليها.

[36] اللبنات جمع لبانة: الحاجة من غير فاقة بل من همّة / المؤلف.

[37] سورة الزمر / 3.

[38] سورة آل عمران / 19.

[39] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 99.

[40] في احدي خطبه عليه السلام، انظر شرح محمد عبده ج 1 ص 118.

[41] انظر تظلم الزهراء ص 119.

[42] سورة الاسراء / 15.

[43] سورة القصص / 70.

[44] الماجريات: الحوادث والکلمة محدثة مأخوذه من قولهم جري ما جري / المؤلف.

[45] يريد المؤلف رحمه اللَّه واقعة الحرة المؤلمة وقد تقدم الکلام عنها.

[46] انظر الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 2 ص 14.

[47] اقول: تقدم الکلام عن الشهيد السعيد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام.

[48] نکأ القرحة: قشرها قبل أن تبرأ، وفي العدوّ: قتل فيهم وجرح وأثخن / المؤلف.

[49] ابو عبد اللَّه محمد بن المنصور ثالث خلفاء بني العباس...

انظر ترجمته في (تأريخ الخلفاء) للسيوطي ص 271.

[50] مناقب الخوارزمي ص 47.

[51] دخل رجل علي الامام الصادق عليه السلام فقال السلام عليک يا امير المؤمنين فقام عليه السلام علي قدميه فقال مه هذا اسم لا يصلح إلا لامير المؤمنين عليه السلام اللَّه سماه به ولم يُسمَ به احدٌ غيره فرضي به إلا کان....

انظر کتاب (الفصول المائة) لمؤلفه السيد علي اصغر القمي نقلاً عن تفسير العياشي ج 1 ص 276.

[52] لاحظ في هذا المجال ما کتبه العلامة المحقق الشيخ جعفر التستري في کتابه (الخصائص الحسينية) تحت عنوان (المجالس المنعقدة لذکره عليه السلام).

[53] الذي رثي الامام الحسين عليه السلام بابياتٍ مشهورة معروفة سالت لها دموع الامام الصادق کل مسيل.

انظر کامل الزيارات ص 210.

[54] مثل السيد الحميري وجعفر بن عفان الطائي واضرابهما من الشعراء الذائبين في محبة آل اللَّه عليهم السلام.

[55] وصفه الشيخ المامقاني رحمه اللَّه في ج 1 ص 435 من کتابه (تنقيح المقال) بأنه ثقة له روايات عن الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام في فضل زيارة الحسين والبکاء عليه.

[56] من عيون شعراء الطائفة دخل ورفيقه دعبل بن علي الخزاعي علي الامام الرضا عليه السلام فلما جلسا بين يديه انشده دعبل قصيدته التائية:



مدارسُ آياتٍ خلت من تلاوةٍ

ومنزلُ وحي مقفر العرصاتِ



وأنشده ابراهيم بن العباس - وکان شاعراً مجيداً - قصيدةً لم يبقَ منها إلا المطلع وهو:



أزالت عناءَ القلب بعد التجلدِ

مصارعُ ابناء النبي محمدِ



فوهب لهما الامام الرضا عشرين الف درهم من الدراهم التي عليها اسمه الشريف فأخذ دعبل حصته وهي نصف المبلغ المذکور فباع کل درهم بعشرة دراهم وأما ابراهيم فإنه أهدي بعضها وفرق بعضها علي أهله وما تبقي احتفظ فيه الي ان توفي رحمه اللَّه وکان کفنه وجهازه منها..

انظر عيون اخبار الرضا ج 2 ص 153.

[57] انظر بحار الانوار ج 45 ص 257.

[58] إقرأها في ديوانه المطبوع بتحقيق الاستاذ عبد الصاحب الدجيلي.