بازگشت

الحسين و ما أرداك ما الحسين


(نحائز: جمع نحيزة وهي الطبيعة والسجيّة / المؤلف.)

مرحباً بهذا الإسم الشريف المبارك، وحيا اللَّه ذكر هذا البطل العظيم الخالد، بهذا الإسم تنشرح الصدور وترتاح النفوس وتهتز المشاعر، وباستعراض نهضته الكريمة والتأمل بما وقع في غضونها يتجلي المجد بأجلي مظاهره، ويبدو النبل محسوساً بالعيان ويظهر الشرف ملموساً باليد، فقد جمعت الي نصرة الدين والهدي، وإحياء شريعة جدّه المصطفي إحياء المآثر الكريمة ونصرة الأخلاق المجيدة، وإزهاق روح المساوي ء والقضاء علي نزوات الشر ونزعات النفوس الواطئة فهي لا تكون عبرةً تسير علي ضوئها عجلات الأجيال والقرون المتأخرة أولي من أن تكون عبرةً تسيل في مآقي الدهر حزناً وجزعاً لما أصابه في أثنائها من المآسي، وما تكبّد من جرائها من الفوادح، فقد جاء نفسه بالعبرة مقدماً لها علي العبرة، في قوله «أنا قتيل العبرة» [1] ثم قال «ما ذكرت عند مؤمن ولا مؤمنةٍ إلا بكيا لمصابي» [2] كما نفهم ذلك جيداً من قراءة العِبرة بكسر العين لا كما هو المشهور من قراءتها بفتح العين، لأن التأسيس خير من التأكيد وذكر المعنيين خير من ذكر معني واحد، ولقد ذكرنا في تضاعيف كلماتنا الآنفة وابحاثنا السالفة كثيراً من العِبر التي فطنا لها، وذكرنا أن ما خفي علينا منها أجلّ وأكثر ولعل طول التعمّق في التفكير بها والتردد في سبر أغوارها يكشف لنا عن كثير من تلك الكنوز المدفونة والجواهر المخزونة، وقد خاطَبَنا اللَّه من قبل علي لسان نبيه الصادق


المصدق فقال - وهو أصدق القائلين - «وما اُتيتم من العلم إلا قليلا» [3] أما إذا أردنا أن نتتبع سيرته ونذكر ما يتضح لنا من نبله ومجده تشجّن بنا الحديث وخرجنا بلا شُبهة عن موضوع الكتاب، فإن سيرته كلّها نبل ومجد وحياته كلها فضل وكرم وأناؤه كلها عزّة وشمم، فهو السابق الذي لا يجاري، والفذ الذي لا يباري، تضيق الأرقام عن إحصاء فضائله، وتعجز الألفاض عن ذكر فواضله فما أجدرنا أن نخاطبه بقول القائل:



وما بلغَت كفُ إمري ء مُتطاولٍ

مِنَ الَمجدِ إلا والذي نِلتَ أطولُ



ولا بلغَ المُثنون في القولِ غايةً

من المدحِ إلا والذي فيكَ أفضلُ



ولقد كان قاتلوه معه علي طرفي النقيض «وبضدها تتبين الأشياء»: «وما يستوي الأعمي والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن اللَّه يُسمِع مَن يشآء وما أنت بمسمعٍ من في القبور» [4] غير أننا نذكر لك ما يحتمله موضوع كتابنا، ونأتي علي تفصيله في وجوه:

الأول: أن الحسين لو بايع يزيد أوّل ما دعاه الوليد لبيعته لاستخف به بنو اُمية وازدروا بشأنه، وقتلوه تبعاً لأصحاب أبيه الذين قتلوا أيام صلح معاوية، بلا ذنب ولا جرم إلا حبّهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وضعفهم في جنب الدولة الأموية القائمة، فإن الأمرين يتحققان لا محالة في الحسين، فما يمنعهم عن قتله، وهل يكون معذوراً عند اللَّه وعند الناس، إذا ألقي بيده الي التهلكة وجرّب المجرّب وأعطي من نفسه الدنيّة، قبل أن يسبر غور الأمة، وهو يري الأمور متسعةً لنصرته، لأن الناس ضاقوا ذرعاً بظلم معاوية، ومجّه الرأي العام، لخروجه عن حدود الشريعة، وتجنّيه علي قواعد الإنسانية، فمات وليس له في الأرض عاذر ولا في


السماء ناصر، ولا يشك أحد منهم أن يزيد القائم بالأمر بعد أبيه شرٌ منه بمراتب إذا صحَّ قول القائل فيهما «بعض الشرِّ أهون من بعض» ومعاوية نفسه يعتقد أن الحسين عليه السلام لا يعدله أحد بيزيد، ومتي اُعترض الشك في الحسين مع معاوية، حتي يُقرن بيزيد، فما بال الحسين هكذا يبادر الي هذه القتلة الذليلة، بيد هذا العدو اللئيم، ويُلقي بيده الي التهلكة، من دون تريث، ومن دون تجربة للأمة التي طالما استنفرت همّته واستثارت حفيظته، أيام معاوية الخليفة الهالك الخائن الجائر، فوعدها بالإجابة عندما يريح اللَّه منه الأمة لأن صلح الحسن عليه السلام معه يحتم عليه بالوفاء وإن لم يف معاوية (لع) للحسن عليه السلام بشي ء من شروط الصلح، ولكن «كلٌ يعمل علي شاكلته» [5] وكلٌ ميسر لما خُلق له، أجل.



فَحسبُكم هذا التَفاوتُ بَينَنا

وَكُلُ إناءٍ بالذي فيهِ يَنضَحُ [6] .



الثاني: خرج الحسين بحامّته وفصيلته وعائلته الكريمة عن وطن جدّه ومسقط رأسه لئلا يقتل غيلةً فتسقط هيبة المدينة بقتله لا محالة، فكان في خروجه عن المدينة المثل الأعلي لحرمة الحرم النبوي، وكان في مسيره المثل الأعلي في العزّة والشمم والتضحية بالنفس دون إرتكاب الدّنية، حيث سلك الطريق الأعظم ولم يتنكب عنه الي الطريق الفرعي كما صنع ابن الزبير وكل من يخاف أن يدركه الطلب، لأنه لا يبالي وقع علي الموت أم وقع الموت عليه.



سَرتْ لَم تنكَّب عن طريقٍ لغَيرِه

حذارَ الردي بل بالطريقِ المُطرقِ



الثالث: دخل مكة ليسبر غور الأمة ليقيم فيها في أمن وأمان، لأنها حرم اللَّه الذي جعله أمناً ويتخطف الناس من حوله، فيبقي في أمان الحرم شهر شعبان وشهر رمضان وشهر شوال، ثم ينضم الي ذلك أمان الأشهر الحرم ذي القعدة وذي الحجة ومحرم الحرام، وفي أوسطها يجتمع الوفود يأتون من كل فجٍ عميق، وفيهم أهل


الحلِّ والعقد، فإذا أسفر هذا المؤتمر الإسلامي عن سلمٍ حمد اللَّه وكان أوّل من جنح اليه، وإذا كانت النتيجة حرباً وقتالاً استعدَّ لذلك في محرّم، وأعاد تاريخ ملحمة صفين في صفر [7] «وما أشبه الليلة بالبارحة» وجاء بنوا أمية يخرقون النواميس الدينية، ويخرجون عن القواعد العربية، فحرصوا علي قتله، ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، بين الركن والمقام - نووا ذلك بالحسين وفعلوه بابن الزبير [8] - ولكن الحسين كان حذره من سقوط مكانة الكعبة المعظّمة بقتله عندها أعظم من حذره علي سقوط هيبة المدينة، فترك حجّه وأحلَّ منه بعمرة منفردة، وخرج بعدما بايعه من أهل الكوفة وهو في مكة مائة ألف أو يزيدون [9] ، وقد هاجر جدّه من قبله من هذا الحرم بعد أن بايعه ليلة العقبة سبعون شخصاً من أهل المدينة وفيهم إمرأتان [10] .

الرابع: لقد إزداد الحسين بصيرةً بكفر بني اُمية، بل تحقق في رأيه أنهم شرٌ مكاناً من كفار الجاهلية، لأنهم كانوا يحترمون الحرم أربعة فراسخ من جميع جوانب مكة، فلا يهيجون حمامه ولا يحلون صيده، ولا يعضدون شجره، ويري الموتور منهم قاتل أبيه وأخيه فيه، فلا يتعرض له بتهديد فضلاً عن الثأر منه، وبنو اُمية أرادوا قتله ولو وجدوه متعلقاً بأستار الكعبة بين الركن والمقام، وفي هذه الآونة [11] بايعته الكوفة علي بكرة أبيها وهي ذات النجدة وقوة البطش وصاحبة ملحمة صفين والنهروان، فهل يكون بين هذين الأمرين معذوراً عند اللَّه وعند


رسوله صلي الله عليه وآله إذا ترك النهوض بهم لمعارضة يزيد الذي عرفه من قبلُ بعدواته لدين الإسلام وعدم مبالاته في الخروج عن نواميسه الرضيّة المتقنة، بل قلّة إكتراثه بخرق القواعد العربية، ومنها بعثه في قتل الحسين بهذه القتلة التي لم يسبق بمثلها أحد، لا جرم جعل الحسين نصب عينيه كلام أبيه امير المؤمنين عليه السلام حيث قال إذا وقف موقفاً يشبه موقف حبيبه الحسين، وكأنه يضرب له مثلاً من صميم الجهاد والكفر «لقد ضربت أنف هذا الأمر وعينه، وقلّبت ظهره وبطنه، فلم أر إلا القِتال أو الكفر بما جاء به محمد» [12] وقوله في موضع آخر «واللَّه لا أكون كالضبع تنام علي طول اللدم، حتي يأتي إليها طالبها، ويختلها راصدها، ولكنّي أضرب بالمقبل الي الحق المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصي المريب أبداً، حتي يأتي عليّ يومي» [13] .

الخامس: التقي الحسين بالحُر قرب ذي جشم [14] في زُهاء [15] ألف فارس [16] ، وقد أدركهم العطش وكاد يقضي عليهم، فأمسك الحسين عليهم حياتهم، إذ سقاهم ودوابهم الماء الكثير الذي أعدّه لهم إذا أمر فتيانه أن يستقوا قبل ذلك فيكثروا وتجلي الكرم وحسن الأحدوثة في جانب الحسين، كما ظهر اللؤم وقبح الجزاء في الفريق الثاني، إذ جعجعوا به وأرادوا أن يمضوا به الي ابن زياد سلماً، لكن رئيسهم الحُر تدارك هذه البادرة بتوبة نصوح، وقتلة بين يدي ريحانة الرسول، ولولا ذلك لباء بعار الدهر وكان المثل السوء في قبح الجزاء دون النعمان في جزاء


سنمّار [17] .

السادس: أراد الحسين مماشاة الكوفة، فطلب منهم لمّا تبين له غدرهم أن يلقي حبل الأمة علي غاربها متربصاً سنوح فرصةٍ أخري، فيرجع أدراجه من حيث أتي، أو يأتي ثغراً من ثغور المسلمين، فيكون له ما لهم وعليه ما عليهم «وفي الأرض للحر الكريم منادحُ» فخيّروه - بزعمهم - بين خصلتي الضبع، إما أن ينزل علي حكم يزيد وابن زيادفيقتلاه شرَّ قتلة وأخزي قتلة، أو يؤذن بالحرب والقتال ظناً منهم أنه سيختار الأولي، لعجزه عن مقابلة جيوشهم الوافرة العدد، بفئته القليلة المنقطع عنها المدد، ولم يؤمنوا باللَّه، ليصدقوا قوله «كم من فئة قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً باذن اللَّه» [18] وقوله «وللَّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين» [19] فوجب عليه الدفاع عن نفسه ما أمكنه الدفع عنها، وأراهم تصديق الآية الأولي، حيث قابل جموعهم الوفيرة وعساكرهم الجرارة بأنصاره البواسل، فضاقت الفئة الكثيرة ذرعاً بالفئة القليلة، ثم تجلّت فيه عزّة اللَّه ورسوله والمؤمنين.



وَتَجلّت هَيبَةُ اللَّهِ به

إذا رمي اللَّهُ به الجيشَ اللهاما [20] .



فزلزل الأرض تحت أقدامهم، وكاد يقضي وحده عليهم، حتي صرخ في مسمع الدهر فأخذت صرخته تدوّي في اُذن الأبد، وتتناوبها أجواؤه «لا أري الموت إلا


سعادةً والحياة مع الظالمين إلا برماً» فما سريّة الرجيع وغيرها أولي منه في التمسّك بذيل الشريعة والتعلق بأهداب الشرف والعاطفة فقتل مبرأً من كل عيب في القتل، بعد أن أقام الحجة علي أهل الكوفة وجادلهم بالتي هي أحسن، ودعم بالبراهين الساطعة وأتاهم بالسلطان المبين.

السابع: قدم الحسين طفله ليستشقي له منهم، وقد نهي الإسلام عن قتل أطفال المشركين، والجاهلية في خروجها عن سنن العقل والوجدان لم تبح قتل الأطفال، فما هو المبرر لبني اُمية في قتله، إذا كان المعارض لحُكم يزيد مهدور الدم ويلزم قتله في شريعتهم الخاصة وعرفهم الذي أسسوه فليس للطفل الرضيع إصبعٌ مشتركة في ذلك، وإن كان طلب الماء له فليتركوا العطش يقتله ليستريحوا من الحاف [21] أبيه عليهم، وهم أنفسهم قد أبلسوا [22] ولم ينتحلوا لأنفسهم عذراً تجاه قتلهم للرضيع، بل سقط في أيديهم وكان عاقبة أمرهم خُسراً.

الثامن: برز للجيش أنصار الحسين واحداً بعد واحد أو مثاني بعد أن ضاعت فيهم خُطبه وخطب أصحابه، وقد حضر بعضهم حروب الجاهلية، وحضر الكثير منهم جهاد الإسلام فما بال الجيش بقضّه وقضيضه وعدده وعدّته يحمل علي الواحد منهم أو الأثنين، وههنا تتجلي الشجاعة وعدم المبالاة بالموت في أجلي مظاهرها في أنصار الحسين، كما ينكشف الجبن والخور وسوء الأحدوثة في الفريق الآخر، ويجلوه لنا التاريخ رأي العين، وجاء دور عميدهم وأربطهم جناناً حسين الشجاعة والفروسية، فنبّه بني اُمية علي أن يميطوا هذه النقطة السوداء من جبين تاريخ العرب، فكأنهم أرادوا يزيلونها، وإذا بهم يزيدونها، فقد أعطوه حق البراز، حتي قتل منهم في ذلك مقتلةً عظيمة [23] ، وعلموا أنه سيأتي علي جيشهم


ويمحوه تباعاً، فغدروا وفجروا غدرةً لم يتصورها الجهل، ولم يحلم بها اللؤم، افترقوا أربع فرق علي رجل فريد ظنوا أن الخطوب قد أورثت حدَّ عزمه كلالاً، فرأوها تزيده شحذاً وصقالاً، وزعموا أن الوحدة قد أوهنت من عزمه وفتت في عضده، فوجدوها تضاعف قوته المعنوية وتزيد في بطشه وجلده، يا للعجب العجاب يا لضيعة الأخلاق والسنن العربية، تبعاً للمناهج الدينية، في جيش بني اُمية، فناقضوه في هتافه ورجزه في جمهرتهم «الموت خير من ركوب العار» [24] فوطنوا أنفسهم علي خزي الدهر وعار الأبد، وآثروا السلامة من سيفه والتخلص من بأسه وإن تحمّلوا عارها وشنارها، لا سيما لمّا برز إليه البُهمَتان [25] المعدان للشدائد المدّخران للقاء الأقران، فألحقهما بأصحابهما أحدهما تميم بن قُحطبة، فقال يا ابن علي الي متي الخصومة، وقد قُتل أولادك ومواليك وأنت بعد تضرب بالسيف مع عشرين ألفاً، فقال عليه السلام أنا جئت الي محاربتكم أم أنتم جئتم الي محاربتي، أنا منعت الطريق عنكم أم أنتم منعتوه عني، وقد قتلتم إخوتي وأولادي، وليس بيني وبينكم إلا السيف، فقال اللعين فلا تكثر المقال، فتقدّم اليّ، حتي أري ما عندك، فصاح الحسين صيحة عظيمة، وسل السيف وضرب عنقه، فابتعد رأسه عن جسده خمسين ذراعاً [26] ضربة لم تعهد في عرفهم ولم يحدّثهم بمثلها التاريخ، فاضطرب العسكر علي كثرته، وعندها حمي فارسهم الآخر يزيد الأبطحي، وصاح ويلكم إنكم عجزتم عن رجل واحد وتفرون عنه، ثم برز الي الأمام - وكان اللعين مشهوراً بالشجاعة - فلما رآه العسكر أظهروا البشاشة والسرور، وعلّقوا به آمالهم وبشّروا أنفسهم بالنجاح، فصاح به الإمام ألا تعرفني، تبرز إليّ كمن لا خوف له، فلم يجبه بشي ء، وسل سيفه علي الإمام، فسبقه الإمام وضرب


وسطه بالسيف، فقدّه نصفين [27] ، فلمّا انقطع أملهم من الظفر به بالبراز، وإن تمادي زمانه، وعظمت واشتهرت أقرانه، رجعوا الي طبيعتهم في الغدر، وشنشنتهم من عدم التمسك بالعهد فافترقوا عليه أربع فرق، كما أمرهم قائدهم ابن سعد فرقة بالسيوف، وفرقة بالرماح، وفرقة بالسهام وفرقة بالحجارة.



فَزفَ للملأ الأعلي باجنحةٍ

أعني الظُبي والقنا والسَّهم والحجرا [28] .



أعلمت أيها المحب ما صنعت هذه الفرق بمولاك الحسين أم هل تستطيع سماع أفظعها من ممثلاتها، وقد فاتك أن تراها نُصب عين، أما ممثل الحجارة، وهو حجر أبي الحتوف فقد وقع في جبين مولاك الأزهر [29] ، حيث سطعت عليه درّة تاج الخلافة الألهية الذي عصّبه به مولاه الجليل الأكبر، وأما مثل السهام التي تركت جلده كالقنفذ [30] فقد وقع علي قلبه الحزين العطشان وكان مثلثاً مسموماً، فكمش علي فؤاده ونفث السم فيه، ولم يخرج إلا من قفاه [31] بعد أن خرج معه منه الثلثان، وأما ممثل الرماح فقد طعنه به سنان بن أنس النخعي فأرداه صريعاً يخور بدمه [32] .



وَجاءَ سنانٌ طاعِناً بسِنانه

يَري أنه كانَ الهزَبر المُشجَّعا



وعظّم اللَّه أجرك، وأحسن عزاك، ويعزّ عليك أن تسمع ما صنعه ممثل السيوف بمولاك، حيث أخذ شمرٌ (لع) يفري به أوداجه ويقطع بشفرته أوردته [33] - وا سيّداه- وقد تربع علي صدره العظيم [34] ، وداس برجله خزانة علم الخلاق العليم.




وجاءَ الشمرُ يَقطَعُ مِنهُ نَحراً

بماضي الحَدِّ مَصقولِ الحَديدِ [35] .



يَعزُ عَلي الكَرارِ أن يَنظرَ ابنَهُ

ذَبيحَاً و شمرُ ابنُ الضَّبابي ذابحهُ





پاورقي

[1] کامل الزيارات ص 215.

[2] جامع احاديث الشيعة ج 12 ص 556.

[3] سورة الاسراء / 85.

[4] سورة فاطر / 22 - 21 - 20 - 19.

[5] سورة الاسراء / 84.

[6] من جملة ابيات تقدمت الاشارة اليها في الجزء الاول من هذا الکتاب.

[7] کان ابتداء الحرب في صفين بين العراقيين بقيادة امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبين الشاميين بقيادة کهف المنافقين معاوية بن ابي سفيان في الاول من شهر صفر من سنة 37 هجرية واستمرت 120 يوماً.

[8] انظر الامامة والسياسة ج 2 ص 30.

[9] بحار الانوار ج 44 ص 337.

[10] انظر بحار الانوار ج 19 ص 16.

[11] الاونة: کأزمنة جمع آن، والآناء جمع أوآن: للنهار أو قطعة من النهار / المؤلف.

[12] انظر شرح محمد عبده ج 1 ص 94.

[13] انظر شرح محمد عبده ج 1 ص 41.

[14] الصحيح (ذو حُسم) بضم الحاء المهملة وفتح السين بعدها ميم: اسم جبل علي مرحلتين من الکوفة.

[15] زهاء اي مقدار / المؤلف.

[16] الفصول المهمة لابن الصباغ المالکي ص 190.

[17] سنمار رجل رومي بني الخورنق الذي هو بظهر الکوفة للنعمان بن امري‏ء القيس فلما فرغ منه القاه من أعلاه فخر ميتاً وإنما فعل ذلک لئلا يبني مثله لغيره فضربت العرب به المثل لمن يجزي بالاحسان الاساءة.

انظر مجمع الامثال للميداني ج 1 ص 167.

[18] سورة البقرة / 249.

[19] سورة المنافقون / 8.

[20] للمؤلف من قصيدة يمدح بها أبا الائمة وشفيع الامة الحسين بن علي عليهما السلام مطلعها:



لک فضلٌ عزَّ قدراً ومقاما

ونجارٌ في البرايا لا يسامي.

[21] الحفَ إلحافاً: ألحَّ إلحاحاً / المؤلف.

[22] ابلسوا: إنکسروا في أمرهم وتحيّروا / المؤلف.

[23] انظر بحار الانوار ج 45 ص 50.

[24] تتمة رجزه سلام الله عليه (والعار اولي من دخول النار).

[25] مثني البهمة وهو الشجاع الذي يتبهم مأتاه علي أقرانه، وجمعه بُهَم / المؤلف.

[26] انظر اسرار الشهادة للدربندي ص 410.

[27] نفس المصدر.

[28] للمؤلف من قصيدة عصماء يندب فيها بقية اللَّه في ارضه المهدي المنتظر عجل اللَّه تعالي فرجه الشريف وقد تقدمت الاشارة اليها.

[29] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 172.

[30] نفس المصدر ص 174.

[31] تظلم الزهراء ص 209.

[32] اعلام الوري للطبرسي ج 1 ص 469.

[33] ارشاد المفيد ج 2 ص 112.

[34] اسرار الشهادة ص 425.

[35] من قصيدة للمؤلف يرثي بها الحسين عليه السلام استهلها بقوله:



ألا فاستغن بالذکرِ الحميد

عن الدنيا فذا عين الخلودِ.