بازگشت

والعجز عن وصف شجاعته


بعث اللَّه نبيه محمداً صلي اللَّه عليه وآله في عصر كان كل من الفصاحة والشجاعة فيه قد أدركت إناها [1] وبلغت أشدها، فهما مطمح أنظار ذلك العصر بل هما غاية المجد عندهم، وقصاري ما يعدُّونه لمفاخرهم، تفوق في الفصاحة قوم فعلقوا قصائدهم علي الكعبة [2] في موسم اجتماعهم لتسير بأيدي الوفود مسير الريح الي جميع أقطارهم ونواحيهم، ونبغ في الشجاعة عنترة بن زبيبة، وكان عبداً شأنه الحلبُ والصر، فصار سيداً تتعشقه كريماتهم وعقائلهم، وما عليهن بذلك غضاضة، بل لهن الفخر والمجد.

ولكن اللَّه بهرهم بفصاحة القرآن الخارجة عن طوق البشر، حتي تحداهم [3] بأن يأتوا بسورةٍ من مثله [4] ، بعد أن رآهم يعجزون عن الإتيان بمثله كله [5] ، بل بعشر سورٍ مفتريات [6] ، فتساقطوا - في كل ذلك - في عجزهم، واعترفوا مذعنين بضعفهم عن مقاومته علي رغم اُنوفهم، فتحيّزوا للحرب والقتال وصبروا للجلاد والنضال، ووطنوا أنفسهم علي ما جرت عليهم الحرب ويلاتها من إزهاق


النفوس وترميل النساء ويتم الأطفال واسترقاق ذراريهم ونهب أموالهم، وكم أسرهم الإسلام ومن اذلُ من الأسير، واذاقهم اللَّه لباس الجوع والخوف وقاسوا من التعذيب ألواناً، ومن الصغار والتنكيل أنواعاً، وذلك حين تحداهم الرسول وخيّرهم أن يكفوا بأسه عنهم بواحدة من هاتين الخصلتين اللتين قد بلغتا أشدهما عندهم الفصاحة فيأتوا بمثل القرآن بل بعشر سور بل بسورة واحدة - والشجاعة فيأذنوا بحرب من اللَّه ورسوله، فدعتهم العصبية الجاهلية أن اختاروا هذه الخُلة الثانية، وكأنهم وجدوها أهون في نفوسهم من الأولي، لذلك أنزلوا معلقاتهم - وضعاً لقدرها - ورموا بها في التراب، واستعدوا للحرب، وإن علموا بسوء العاقبة والمصير الي ما انتهي اليه أمرهم، لكنهم آثروا أن يموتوا - بزعمهم - كراماً، وهكذا يفعل الجهل بصاحبه، والجاهل عدو نفسه.

أما محمد فقد أرسله اللَّه وحده الي الناس كافةً، أبيضهم وأسودهم بل الي الجن والإنس الي يوم القيامة وقد علم - وهو العليم بعباده - أنهم سيكذبونه وسيقا بلونه بكل ما اوتوا من قوة، وقد ذكرنا أن قوّتهم تنحصر في فصاحة اللسان وشجاعة الجَنان، لذلك زوّده بهما وآتاه فوق ما آتي أهل ذلك العصر جميعاً، بل جميع العصور والقرون التي أرسله إليها الي يوم القيامة، وإذا كان اللَّه قد أرسله، - واللَّه أعلم حيث يجعل رسالته - لهذا الأمر العظيم الخطير، في ذلك الظرف العصيب الرهيب، للجن والإنس كافةً، فكيف يُرسله مجرداً من القوة القاهرة والقدرة الكافية، عارياً من الوسائل التي تمس لها الحاجة، وتدعو لها الأحوال الكفيلة بالنجاح، وكيف يظهره علي الدين كلّه ولو كره المشركون.

إن هذا وربك لا يكون في الأوامر المولوية البشرية للبعيد فضلاً عن الربانية الإلهية للحبيب، وهو القائل «لا يكلف اللَّه نفساً إلا وسعها» [7] كلاّ فقد فتح اللَّه لنبيه محمد - منذ وضع قدمه في عرصة الوجود واختاره اللَّه لرسالته الخالدة - بابين من القدرة، وأمدّه بسلاحين عظيمين للنصر والظفر بالعدو، وأيّده بقوتين


منذ وجّهه الي جهتين:

الأولي: القوة البشرية، وهو في هذه المرتبة المثل الكامل في الرجولة الذي لا تناله الألسن بقدح، ولا تقدر أن تبلغ كنهه بمدح، حيث خلا من كل رذيلة وصار المثل الأعلي لكل فضيلة أجَل.



ليس علي اللَّهِ بمستنكرٍ

أن يجمعَ العالمَ في واحدِ



وهذه المرتبة هي المعبّر عنها بقوله تعالي «قل إنما أنا بشرٌ مثلكم» [8] كما اشار الي (الثانية) بقوله «ثم دنا فتدلي - فكان قاب قوسين أو أدني» [9] وبهذه المرتبة اتصل بالملأ الأعلي، واستلهم الوحي، وارتضاه اللَّه للإطلاع علي علم الغيب، وصدرت منه المعجزات الخارقة للعادة، وهي ما نسميها بالقدرة اللاهوتية، ولعله أشار إليها بقوله «يا علي ما عرفني إلا اللَّه وأنت» [10] كلا فانه صلي اللَّه عليه وآله كما بعث للناس كافةً واوتي القرآن الذي لو اجتمعت الجن والإنس علي أن يأتوا بمثله لا يأتون ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً، كذلك اُتي من الشجاعة ما يعجز البشر عن مقابلته كالقرآن بل الأنس والجن، الذين أرسله اللَّه اليهم الي يوم القيامة وكيف يقصر سلاح شجاعة جنانه عن سلاح فصاحة قرآنه، وقد علم اللَّه أن أهل عصره سيختارون الحرب والنزال، بعد إذعانهم بالعجز عن مقابلة فصاحة القرآن، وهو يريد أن يظهره علي الدين كلّه.



غير أنه تعالي رفع مقام نبيه عن مباشرة الحرب بنفسه في غير المقامات التي تدعو لها الحاجة كيوم اُحد، وجعل المظهر التام بل المحقق الأجلي لشجاعته


والمرآة التي انطبعت فيها صورة بطولته وفروسيته وصيّه بل نفسه - في نعوته الحسني ومُثُله العليا - بطل الإسلام علي بن أبي طالب، فهو تعالي كما تحداهم بالقرآن تحداهم بشجاعة عدل القرآن في أهم مواطن النبي أعني غزوة بدر الكبري إذ أنزل عليه «يا أيها النبي حسبك اللَّه ومن إتبعك من المؤمنين» [11] وإنما أراد بالمؤمنين علياً أمير المؤمنين في تفسير كثير من الجمهور وكافة الشيعة [12] ، وتحدي النبي صلي اللَّه عليه وآله كثيراً من العرب كبني وليعة وغيرهم بأخيه أن يرسله إليهم إن لم ينتهوا فيقتل الرجال ويسبي الذراري وينهب الأموال، وكم قذفه في لهوات الحرب «فلا ينكفي حتي يطأ صِماخها بأخمَصه» كما قالت كفوهُ الزهراء في خطبتها [13] ، أليس هو القائل «لو تظاهرت العرب والعجم علي قتالي ما وليّت عنها الدُبر» [14] أم أليس هو الذي قاتل طواغيت الجن بمدد ربه السبحاني حتي قالوا لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، ورجع الي النبي وسيفه ينطِفُ من دمائهم، وما لنا نذهب في التدليل علي ما ندعيه بعيداً، وهذا أحد ذريته الصادقين يقول في زيارته «كاشف الكرب عن وجهه، - أي النبي - الذي جعلته سيفاً لنبوته، ومعجزاً لرسالته، ودلالة واضحة علي لحجته، وحاملاً لرايته، ووقاية لمهجته، وهادياً لأمته ويداً لبأسه، وتاجاً لرأسه، وباباً لنصره، ومفتاحاً لظفره، حتي هزم جيوش الكفر بأذنك وأباد عساكر الشرك بأمرك [15] الخ» وبحكم قياس المساواة يجب أن لا يكون في العالم من أوّله الي آخره قرين في الشجاعة ومساوٍ في البطولة لبطل الإسلام علي بن أبي طالب، وحملة عهد اللَّه من ذريته


فضلاً عن وجود الأشجع، كما لا يمكن وجود ما يساوي فصاحة القرآن فضلاً عن الأفصح، ولذا كان العترة والقرآن ثقلي النبي اللذين أوصي بهما اُمته لأنهما دعامتا نبوته، وقواما رسالته، وسلاحا دينه وصِلته.

هذا ولكني لا أزال أفهم جيداً - فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - من حديث الثقلين غير ما يتراآي من ظاهره، وعلي أن أبدي رأيي وليس عليّ أن يقبله كل من وعاه - يقول صلي اللَّه عليه وآله لاُمته موعداً لها ببقاء ملّته حتي يقوم الناس لرب العالمين، غير مبال بما يكنونه في صدورهم من إنتهاز الفرصة والتحفز للوثبة لمحو دينه، واستيئصال [16] شأفة ذريته انتقاماً منه بما فعل بهم، وقد قرأ ذلك كلّه علي صفحات وجوههم وفلتات ألسنتهم، وفعل كل امري ء كاشف عن نيته، وهوصلي الله عليه وآله ميزان الرجال ومعيار ملكاتها، فقام بين يدي المؤمنين مُعلناً فيها بالبشارة، وفي مشهد المنافقين - وما أكثرهم - مرغماً أنافها صادغاً بالنذارة «إني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي» سلاحي دعوتي وقوامي مِلتي، ودعامتي رسالتي للتين قامت عليهما، وبهما تحدّيت الجن والأنس فلم يقابلوهما ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً «فانظروا كيف تخلفوني فيهما» فإن اتبعتموها واقتصصتم أثرهما واقتديتم بهما فحظكم أصبتم، وسعادتكم أدركتم، وسترِدون حوضي معهما يوم ندعوا كل اُمةٍ بأمامها، وستحشرون معي وفي درجتي في الجنة، لأني أُحبهم، والمرء يحشر مع مَن أحب، ألا وأنهما لا يوردانكم الي الضلالة ولا ينتهيان بكم الي غواية «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا» وإن خالفتموها - ولا بد أن تخالفوهما - فإني أتحداكم بهما بعدي كما تحديتكم بهما في حياتي، وسيعضد أحدهما الآخر ويسانده وسيبقيان سلاحاً لدعوتي وسيبقي ديني قائماً بهما لان علة الحدوث هي علة البقاء واذا تساندا فلن يثلم غربهما [17] وسيفعلان مفعولهما ولن يُضيرهم خذلانكم


لهم وقد أوحي اللَّه إلي وأن يريدوا خيانتك في علي فلن يقبلوه وصياً لك فقد خانوا اللَّه من قبل فيك فلم يقبلوك نبياً ورسولاً له فأمكن منهم وتمت رسالتك وكملُ دينك ولم يغنهم مكرهم وخيانتهم شيئاً، فإذا قدرتم أن تأتوا بمثل القرآن في فصاحته قدرتم أن تقابلوا علي بن أبي طالب في شجاعته، وإذا كان في وسعكم أن تأتوا بعشر سور مثله مفتريات وسعكم أن تكيدوا بعده عشرةً من الأئمة الهداة، وإن أمكنكم أن تأتوا بسورة من مثله، أمكنكم أن تنكروا البقية الباقية، والحجة الممتدة الأمد من أهله، وإلا وقع الافتراق بين الثقلين، ولم يكونا - وحاشاهما - عِدلين.

ودليلنا من القرآن علي أن النبي تحدي اُمته بأهل بيته من بعده كما تحداها بالقرآن الي يوم يقوم الأشهاد قوله تعالي «يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه بقومٍ يحبهم ويحبونه، أذلةً علي المؤمنين أعزّة علي الكافرين يقاتلون في سبيل اللَّه ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء واللَّه واسع عليم» [18] فعن أمير المؤمنين أنه قال يوم الجمل «واللَّه ما قُوتل أهل هذه الآية حتي اليوم» [19] فإن فقه الآية الشريفة بإنظمام تفسيرها عمن أسند اليه اللَّه ورسوله تفسير القرآن المؤكد بهذا القسم العظيم، مع ما يكتنفها من أحوال وملابسات وتعقيبها - بلا فصل - باُختها اية الولاء «إنما وليكمُ اللَّهُ ورسولهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولَّ اللَّه ورسوله والذين آمنوا فإن حزب اللَّه هم الغالبون» [20] .

هذه الأشياء ترشدنا الي امور:

1 - أن النبي تحدّي الأمة بأهل بيته حتي من بعده وأنهم هم الغالبون إذا اقتتلوا معهم.


2 - أن حروب أمير المؤمنين عليه السلام كانت واجبة عليه لهذا التهديد والوعيد.

3 - أن حكم من قام بالسيف من بعد أمير المؤمنين ممن حمل عهد اللَّه العظيم أن يحفظ دين اللَّه ويعادل كتاب اللَّه كولديه الحسين والمهدي المنتظر فإن حكمهما حكم أبيهما أمير المؤمنين في كون نهضتهما توعّد بهما جدهما اُمته، وأن لهما الغلبة وعلي عدوهما الدبرة وسوء العاقبة، لأن حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد.

4 - أن كل من خالفهم وخذلهم فهو مرتد عن الدين خارجٌ عن ربقة الإسلام والإيمان، لأن أثافي [21] الإسلام ثلاث لا اثنان،.

5 - أن اللَّه أخبرهم بهذا الإنقلاب الذي وقع بعد نبيه وأنذرهم سوء مغبته، ففعلوها والعهد قريب، والجرح لمّا يندمل.

6 - أن مَن أوجب اللَّه عليه القيام بالسيف لإرتداد أهل عصره بمخالفته لا بد أن يمده اللَّه من لدنه بقوة عظيمة وبأس شديد وقدرة يتمكن بها من الغلبة والإنتصار علي المجاهدين له والمتظاهرين عليه ولو كانوا عرب الأنس وعجمها، بل ولو كانوا الجن والأنس، ووجود الأنصار ليس شرطاً لهذا التكليف والنهوض بهذا العب ء الثقيل، بل الشرط هو إذن اللَّه لهم حيث تقتضيه مصلحة الظروف، وقد عرفنا هذا واضحاً لا سترة عليه من عزم النبي علي لقاء جيش أبي سفيان في بدر الموعد، ولو خذله المهاجرون والأنصار، ومن اية اصحاب الجمل فإن القوم الذين يحبهم اللَّه ويحبونه هم المعنيون في حديث النبي في وقعة خيبر «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله» [22] فتحقق ذلك في علي وتدعم لنا ذلك بل ترفع كل شبهة عن أذهاننا اية التصدُّق [23] التي أرادت


من الجمع واحد الناس علياً حيث يقول «إنما وليكمُ اللَّهُ ورسولهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» [24] فإن المراد بكلتا الآيتين واحد الناس علي وإن كان اُشير اليه بصيغة الجمع ويؤيد مُدعانا قوله «لو تظاهرت العرب والعجم علي قتالي لم أولها الدُبر» وحديث إرادة زين العابدين القيام علي بني اُمية بالسيف حتي يمحوهم علي شدة مرضه إذا صمموا علي قتله كما سنشير إليه.

ودليلنا من السُنة ما صحَّ في كثير من الأخبار عن عمار بن ياسر وأضرابه أنهم سمعوا رسول اللَّه كثيراً ما يقول لعلي (أنت قاتلُ الناكثين والقاسطين والمارقين) [25] ، وما قاتل الطوائف الثلاث إلا بأمر من النبي لأنهم لمّا خالفوه ارتدّوا وانقلبوا علي أعقابهم فوجب عليه ردّهم لدين الإسلام، راغمين، ويدل علي ما قلنا دلالةً واضحةً ما يروي أن أحد الخلفاء خطب في ملأٍ من المهاجرين والأنصار، فقال - واللَّه أعلم بنيّته - (أترون لو أن أحد خلفاء المسلمين قام بالأمر، وترك العرب في غرتها ومَنَعتها وقوة دولتها، ولكنه دعاها الي الرجوع لدين آبائها وعبادة أصنامها، فهل يستطيع من ذلك أم يجد له معارضاً يمنعه ويحول بينه وبين ما أراد) وكان ذلك بمحضر ومسمع من حامية الإسلام ونصيره المعد لحفظه أمير المؤمنين، فعرف المغزي وفهم الرمز والمعني، وعَلِم أنه هو المعني بالسؤال، والمطلوب منه الجواب فانبري لمساجلته وانفتل لمناضلته وقال: «لو دعانا الي ذلك لرددناه الي الإسلام علي رغم أنفه بالسيف الذي أدخلناه به كارهاً» فاسرَّسحواً في ارتغاءٍ وقال له احسنت يا أبا الحسن.

وتحقيقاً لقول الرسول وطرداً لقوله الذي هو عين اليقين انتقلت الشجاعة الكامنة في نفس محمد الطاهرة في شخص علي الي حفيدهما الحسن المجتبي مع انتقال عهد اللَّه اليه وتحمل أعباء الإمامة ومعادلة كتاب اللَّه المجيد الذي لا


يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وليس صلحه لمعاوية يؤذن بعجزه عن المقاومة وضعفه عن منازلة الأقران [26] ، فقد صالح جدّه قريشاً لمصلحة اقتضاها ظرفها وألزم بها وقتها والأشياء مرهونة بأوقاتها وكان له الظفر عليها وكان الفوز والغلبة في جانبه دونها، وهو هو محمد الذي لم يكفَّ بأسه عنها في الدعوة الي الحق حين كان بين ظهرانيها في مكة علي قِلة من الأعوان والأنصار، وهو هو محمد الذي طالما حطّم اصنامهم وسفّه علي عبادتها أحلامهم ولم يُبال بقوتهم حيث أخبرهم أن آباءهم دخلوا النار بعبادة هذه التماثيل والأحجار وهو هو محمد الذي لم يخُر له عزم ولم تضعف له إرادة والذي عزم أن يلقي وحده جيش أبي سفيان في بدر الموعد حين ما رأي أصحابه يتلكأون، وقد خار عزمهم إذ «قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم» [27] ولما رأوه مصمماً علي لقاءِ الجيش وحده ذاب كل تردد في نفوسهم «وقالوا حسبنا اللَّه ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من اللَّه وفضل لم يمسسهم سوء» [28] وهو هو محمد الذي أوحي اليه ربه يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم، وهو هو محمد الذي أوحي اليه إلهه «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي اللَّه» [29] وذلك في بدر القتال وكانت له عاقبة الفوز، وعلي عدوه المغرور بعدده وعدته الذي لم يجنح للسلم الدبرة القاضية والهزيمة القبيحة والعاقبة للمتقين.

أرأيت كيف انتهينا بك الي امر الحسين أرأيت كيف أوقفناك - حسب استطاعتنا - علي جلية حال الحسين، أآمنت أن الشجاعة التي أشدنا بذكرها انتقلت إليه حين تحمل عن أخيه، الحسن الزكي عهد اللَّه العظيم، أصدقت أنه لما


صار عدل القرآن ساواه في تحدي الجن والأنس علي أن يأتوا بمثله في صفاته العليا ونعوته الحسني، فلم يأتوا ولن يأتوا ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً، أعلمت أنه لو تنازل لهم عن ذلك وقال فاتوا بعشر سنين مثله فقط، وهي التي قضاها بعد أخيه الحسن واستطردها في صلح معاوية لعجزوا كما يعجزون أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن مفتريات، أايقنت أنهم كما يعجزون عن معارضة القرآن بأن يأتوا بسورةٍ من مثله يعجزون عن الحسين عِدل القرآن أن يأتوا بواحدةٍ من صفاته ويضعفون عن مقاومتها وهي شجاعته الموروثة عن محمد وعلي، وقد كان لها مجمع البحرين، إي واللَّه لا يأتون بمثلها ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.

رآي الحسين أن صُلح أخيه الحسن عليه السلام مع معاوية قد انتهي أجله، ورآي معاوية لم يفِ بشيء من شروط الصُلح وأعظم ما أتي به من نقض الشروط استخلافه علي الأمة نغله يزيد ليُرد الأمة علي أعاقبها كفاراً كفر الجاهلية الأولي فكيف يسكت الحسين ويُلقي حبل الاُمة علي غاربها وهو حامل عهد اللَّه ألا يوالوا اُمة جده نصراً، ولا يغفل عن حياطتها طرفة عين، مع أنه يجد في نفسه الكفاءة علي دحض هذا العدو الألد الذي يهددها بهذا الخطر العظيم، وكيف يري الناس يخرجون من دين اللَّه أفواجاً وهو يقدر أن يُمسك عليها دينها ويعيد عليها جدّة إيمانها، وكيف يقعد في داره اعترافاً بالضعف وإعلاناً بالعجز، وهو يري عِدله القرآن يتحدي العالم بعد علي أن يأتوا بمثله فلم يأتوا ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً، إذن فأين المعادلة المنوّه بها بين الثقلين، وكيف لم يقع الإفتراق بينهما قبل ورودهما الحوض، كما يُعلن به جدّه المصطفي في اُمته بملي ء فمه، ومليء أسماعها وهل هذا إلا إختلاق.

والأمر الاعجب والخطب الأفظع أن يطلبوا منه البيعة، وهم يعلمون أنه لخلافتهم بالمرصاد وقد نوّه بذلك الخليفة الهالك - وأهون به هالكاً - للخليفة الجديد الذي جاء يحرق الاُرم [30] علي الإسلام ونبي الإسلام، إذ يقول بملي ء فمه


وفي ملاءٍ من حشده:



لستُ من خِندفَ إن لم أنتقم

مِن بَني احمدَ ما كان فَعلَ [31] .



ثم لا يقنعون بالبيعة، بل يقترحون علي الحسين النزول علي حكمهم غروراً بكثرة جنودهم وظناً منهم أن الحسين قد لانت قناتُه بذلك وعجم بالضيم عوده كأن لم يعلموا أن شجاعة محمد وعلي انحصرت فيه، وعادت حبوةً اليه، واستوت علي قلبه فامتلأ بها، كما استوي درع الرسول علي جسمه فامتلأت به فأجابهم بصرخةٍ تملأ اُذن الدهر وتدُوي في مسمع الأبد «واللَّه لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد» وان لشجاعة محمد وعلي ان تتجلي للأبصار وتظهر لأعين الناظرين ظهور الشمس بعد طول استتارها، حتي تكون في رابعة نهارها، فلا تعجب إذا حدَّثك عنه واصفه [32] الذي رآي فعله بعيني رأسه حيث يقول «ما رأيت مكثوراً قط قُتل اصحابه وولده وإخوته أربط جأشاً من الحسين، وإن كانت الرجال لتشدُ عليه وقد تكاملوا ثلاثين ألفاً فيشُدُ عليها فينكشفون من بين يديه انكشاف المِعزي إذا شدَّ عليها الذئب [33] .



يَكرُ فيهم بماضيه فيهزمُهم

وهم ثلاثون ألفاً وهو منفردُ [34] .



وما سمِعتْ اُذني ولا اُذن سامعٍ

بأثبتَ منه في اللقا وهو واحد



ولا بدع إذا أخبر الرواة عنه أنّه كان كلما اشتدت الخطوب أشرق وجهه وتهلل للقائها فرحاً وجذلاً.



وهب أن الخطوب به أحاطت

فإن السيف يمضي بالصِقالِ [35] .




وهذه شقيقة مجده زينب تقول في مجلس عدوّه ابن زياد «إن أخي ما ترك داراً بالكوفة إلا وفيها نائحٌ أو نائحة» [36] فلا يستطيع لكلامها تفنيداً، ولا لحديثها تكذيباً ولو قدَرَ عدوّ اللَّه لفعل، بل لو استطاع أن يكذب فيرُدَّ مقالتها لَما ترك ذلك، وكيف يستطيع تكذيبها وهو يسمع صراخ الكوفة ونياحتها علي قتلاها بمليء مسامعه ويري ثكلاها ملأ عينيه ولو أنصف لقال لها - ولكنا نحن نقول لها - صدقت يا عقيلة الرسالة ومخدَّرة بيت النبوّة، إن أخاك يحمل في قلبه شجاعة محمد وعلي، وهو يتحدي بها الجنّ والأنس بل العالم جميعاً، فضلاً عن الكوفة، وما قدرُ الكوفة وجنودها في جنب شجاعته التي حان ظهورها وآن بروزها وتجلّيها.

ولقد كان ابن سعد أحرص الناس علي قتل الحسين، لأن ابن زياد ألقي عليه مسؤلية الحرب والقتال، وأطمعه في ولاية الريّ، وقد اقترب الوعد في رأيه أن رآي الحسين فريداً قد قُتل جميع أنصاره وحُماته، لذلك غدر وفَجر، وخالف سُنَّة العرب والإسلام، ولم يُبال بسُبَّة الدهر وعار الأعقاب فحضَّ الجيش بأسره أن يحمل علي الحسين حملة رجلٍ واحد، بعد أن أعطاه حقَّ البراز، بأن يبارزوه واحداً بعد واحد حتي قتل منهم في ذلك ألفاً وخمسمائة في كثير من الروايات [37] فتكاملوا عليه ثلاثين الفاً واردفهم ببقيّة الجيش وما أكثرها فافترقوا عليه - كما أمرهم ابن سعد - اربع فرق [38] ، فرقة بالسيوف وفرقة بالرماح، وفرقة بالسهام، وفرقة بالحجارة لعله ينجح في واحدة إن أخفق في ثلاث.



فوجَّهوا نحوَه في الحرب أربعةً

السيفَ والسَّهم والخطيَّ والحجرا




هذا وقد أحاطت الخطوب أربع فرق علي قلبه، الكبير باطناً كما افترقوا علي مُقدَّمه ظاهراً، فرقة العطش وفرقة فقد الأحبة، وفرقة الغربة، وأعظمها وأشجاها فرقة حزُنه علي دينه الحنيف، فرآه ابن سعد يحوز الغلبة عليهم ويفوز بنصيب النصر دونهم، لأنهم كانوا يشدُّون عليه وهم كالجراد المنتشر، فيشدُ عليهم فيهزمون من بين يديه انكشاف المِعزي إذا شدَّ عليها الذئب [39] وسيفُه يُرتل في رقابهم «سيهزمُ الجمعُ ويولون الدبر» [40] .



فريداً ماسطا في الجَمعِ إلا

وكان النصرُ حِلفاً للفريدِ [41] .



يا لجلال اللَّه يا لعظمة اللَّه، ماذا يري ابن سعد وجنوده رجل تحيط بقلبه الخطوب وبجسمه الجنود فيضعفون عنه ويقوي جانبه عليهم أمرٌ لم يألفوه وشجاعةٌ لم يحدثهم بها التاريخ حقَّ لابن سعد أن يمسح عينيه ليري نفسه أفي حلم هو أم في يقظةٍ، فإن كان في يقضةٍ فليقطع أمله من الحياة فضلاً عن ولاية الريّ، فقد بلغ الحق مقطعه وتضعضعت أركان جيشه وتقاعست منكوسةً اعلامه، فلم يملك نفسه أن ناداه، اعترافاً بما لأهل البيت من خاصةٍ حباهم اللَّه بها فوق طبيعة البشر «يا حسين اتقاتلنا بالقدرة اللأهوتية» - وهي التي تقدمت الإشارة إليها - فقال لا بل بالبشرية، ثم أراد أن يُريه القدرة اللاهوتية فمد السيف فأحاط برقاب الجيش كلّه، بحيث لو جذبه إليه لم يبق رأس منهم علي جسد، ولمّا اطمأن ابن سعد أنه كان يقاتلهم بالقوة البشرية انتزع السيف من رقابهم.

حق لإبن سعد أن يظن هذا الظن، وحقَّ لنا أن نُصدق بهذه الرواية، لأن ابن سعد كان عارفاً بهذا البيت، وكان يعلم أن اللَّه يُمدهم بقدرةٍ فوق مستوي طبيعة البشر في الحرب أو غيرها إذا اقتضتها الحالُ ومست لها الحاجة، كما حارب


عليٌ بها عفاريت الجن وطواغيتهم تحت الأرض ورجع الي الرسول وسيفه ينطِفُ من دمائهم، وكما نصر الأنبياء ودَحر أعداءهم قبل هُبوط روحه الشريفة من عالم الأنوار الي عالم الحس فالمادة، كما جاء في حديث عرفطة الجني وغيره إذ أراد أن يغرق سفينة نوحٍ فضربه أمير المؤمنين علي يده فقطعها.

وبقي الخوف يتوغل في قلب ابن سعد حتي قُتل الحسين وهجم العسكر علي خليفته وحامل عهد اللَّه من بعده زين العابدين، فأراد الشمر قتله [42] متحرقاً متشدقاً بأنَّ الأمر قد صدر من الأمير ألا نبقي لهذا البيت شعرةً واحدةً، فدافع عنه ابن سعد بجهده وصدَّ شمراً عن مراده [43] لما وعي عن أهل هذا البيت أنه إذا صمم أهل الكوفة علي ذبح زين العابدين قام عليهم بالسيف فمحاهم عن آخرهم، بالقدرة اللاهوتية التي ظن أنها ظهرت في حرب الحسين ولم يخُل اللَّه أرضه من حُجة تصديقاً لقوله تعالي «وما كنا معذّبين حتي نبعث رسولاً» [44] وتحقيقاً لقول الرسول في ثقليه أنهما لن يفترقا حتي يردا عليه الحوض لذلك كفَّ عنان شمرٍ وامسك بلجام عزيمته، ولكن عدوَّ اللَّه وعدوَّ الإنسانية أمر بإخراج زين العابدين من الخيمة، وقال في الحرم والأيتام اكبسوا عليهن الخباء [45] ثم قال سوّد اللَّه وجهه وقد آمن مكر اللَّه «عليّ بالنار لاُحرق بيوت الظالمين» فأحرقوا الخيام والأطناب وفرّت النساء والأطفال هائمةً علي وجوهها في البيداء [46] اللَّه أكبر اللَّه أكبر.




ومخدراتٍ مِن عَقائل أحمدٍ

هَجمت عليها الخيلُ في أبياتها [47] .



كأنَّها دررٌ من سِلكِها انَحدرت

مُد سِلكها بأكفِ الرُعبِ محلولُ [48] .





پاورقي

[1] نضجها / المؤلف.

[2] وعرفت هذه القصائد بالمعلقات السبع وهي:

1 - معلقة امري‏ء القيس.

2 - معلقة طرفة بن العبد.

3 - معلقة زهير بن أبي سلمي.

4 - معلقة لبيد بن ربيعة العامري.

5 - معلقة عمرو بن کلثوم.

6 - معلقة عنترة بن شداد.

7 - معلقة الحرث بن ظليم.

[3] طلبَ منهم أن يأتوا بمثله کله أو بسورةٍ من مثله / المؤلف.

[4] فقال سبحانه وتعالي في الاية 23 من سورة البقرة (وإن کنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فاتوابسورة من مثله وادعوا...).

[5] قال تعالي في الاية 88 من سورة الاسراء (قل لئن اجتمعت الانس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو کان بعضهم...).

[6] قال تعالي في الاية 13 من سورة هود (... قل فاتوا بعشر سورٍ مثله مفتريات وادعوا...).

[7] سورة البقرة / 286.

[8] سورة الکهف / 110.

[9] سورة النجم / 9 - 8.

[10] اليک تتمته کما هو مشهور وفي الکتب مسطور (... وما عرفک إلا اللَّه وانا وما عرف اللَّه الا انا وانت).

قال شاعر ماهر أبياتاً ضمنها هذا الحديث الشريف وهي:



تاللَّه ما عرف الإله من الوري

غير النبي محمد ووصيه



کلا ولا عرف النبي محمد

غير الاله بکنهه ووليه



وکذاک ما عرف الوصي بکنهه

احدٌ سوي رب السما ونبيه.

[11] سورة الانفال / 64.

[12] اقول: هذه الاية الکريمة هي واحدة من جملة آيات بينات سمي فيها مولانا الامام امير المؤمنين عليه السلام (مؤمناً).

وقد ذکر بعضاً منها العلامة الاميني طاب ثراه في کتابه الغدير ج 2 ص 49 وما بعدها فراجع.

[13] الکبري التي القتها في مسجد ابيها رسول اللَّه عقيب وفاته بقليل وقد مرت الاشارة اليها.

[14] جملة مبارکة من کتاب مبارک کتبه الامام علي عليه السلام الي عامله علي البصرة عثمان بن حنيف الانصاري.

انظر نهج البلاغة شرح محمد عبده ج 3 ص 70.

[15] انظر زيارته عليه السلام في يوم مبعث النبي (ص).

[16] مثل يضرب لإزالة الشيء من أصله ومعناها الافرادي القرحة في اسفل القدم / المؤلف.

[17] غربهما: حدّهما / المؤلف.

[18] سورة المائدة / 54.

[19] انظر تفسير الصافي ج 2 ص 43.

[20] سورة المائدة / 55.

[21] الاثافي: جمع اُثيفة وهي الحجر توضع عليه القدر ودخيلُها (المنصَبة) / المؤلف.

[22] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 56، وتاريخ الطبري ج 2 ص 300.

[23] وهي آية الولاء لأنه في أولها والتصدق في الخاتم وهو راکع في آخرها / المؤلف.

[24] سورة المائدة / 55.

[25] تأريخ بغداد ج 13 ص 186.

[26] کلا والف کلا بل لاسباب کثيرة حملته علي ان يصالح معاوية بن ابي سفيان وقد ذکر تلک الاسباب جلُّ من کتب عنه عليه السلام واحيلک - ان احببت الوقوف عليها - علي کتاب حياة الامام الحسن للعلامة الشيخ باقر القرشي ج 2 ص 115 حيث بسط الکلام فيها فراجع.

[27] سورة آل عمران / 173.

[28] سورة آل عمران / 174.

[29] سورة الانفال / 61.

[30] الاُرم: الاضراس والتحريق حک بعضها ببعض وهذا مثل يضرب لِشدة الغيظ / المؤلف.

[31] من ابيات تمثل بها يزيد بن معاوية وستأتي الاشارة اليها.

[32] وهو کما في کتب المقاتل عبد اللَّه بن عمار بن يغوث.

[33] مثير الاحزان لابن نما ص 72.

[34] من قصيدة عامرة للمغفور له للسيد رضا الموسوي الهندي رحمه اللَّه مطلعها:



أيّان تنجز يا دهر ما تعدُ

قد عشّرت فيک آمالي ولا تلدُ.

[35] لمؤلف الکتاب من قصيدة مطلعها:



کذاک تفاوتت همم الرجالِ

ببعضهم الي طلب المعالي.

[36] انظر «زينب الکبري» للعلامة النقدي ص 134 نقلاً عن مقتل بن عصفور وقد ذُکر هناک أن زينباً عليها السلام واجهت بهذا الکلام بعض الاوغاد في مجلس يزيد بن معاويةلا کما ذکر المؤلف ولکن لا يمنع انها سلام اللَّه عليها قالته مرتين الاولي في الکوفة والثانية في الشام.

[37] اقول: لسنا بحاجة الي ذکر مثل هذه الارقام التي قد تکون سبباً في اثارة بعض التساؤلات والاشکالات والاخذ والرد کما لا يخفي لذا يتعين علينا ان نذکر ما اصفقت علي ذکره الکتب المعتبرة وهو ان الحسين عليه السلام قتل منهم مقتلةً عظيمةً وکفي.

[38] معالي السبطين ج 2 ص 28.

[39] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 171.

[40] سورة القمر / 45.

[41] من قصيدة لمؤلف الکتاب يرثي بها الحسين عليه السلام مطلعها:



ألا فاستغن بالذکر الحميدِ

عن الدنيا فذا عين الخلودِ.

[42] لواعج الاشجان للسيد محسن الامين العاملي ص 194.

[43] قائلاً کما في ج 1 ص 469 من (اعلام الوري) لا تتعرضوا لهذا الغلام المريض...

[44] سورة الاسراء / 15.

[45] الايقاد للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي ص 136.

[46] اللهوف علي قتلي الطفوف ص 180.

[47] من قصيدة طويلة تزيد ابياتها علي اربعين بيتاً وهي من نظم السيد محمد حسين القزويني المعروف بالکيشوان مطلعها:



لا صبر او تجري علي عاداتها

خيلٌ تشن علي العدي غاراتها.

[48] لمؤلف الکتاب الذي تلامسه اناملک وهو من قصيدة مرت الاشارة اليها.