بازگشت

لماذا يحمله ابوه الي المعركة


قاتل اللَّه معاوية بن أبي سفيان ومداورته المفضوحة ومراوغته في الحُجة والخصومة، اذاع في الشام حديث رسول اللَّه: «يا عمار تقتلك الفئة الباغية» [1] ولما رآي الشاميون عماراً يحمل لقتالهم راية خصمه علي بن أبي طالب ذكّروه في حديثه فوعدهم - كاذباً - بأن عمار ستكون عاقبة أمره أن يقتل تحت لوائهم، وأخيراً اعترضه أبو العادية الفزاري وهو منهم فقتله [2] ، وعاودوه في الإعتراض فقال «ما نحن قتلناه وإنما قتله من عرّضه لسيوفنا ورماحنا» [3] يريد علي بن أبي طالب.

نقول وإذا تبع معاوية المعترض فأولي أن يعترض علي الحسين في حمله عبد اللَّه الرضيع لجمهرةِ عسكر الكوفة فيجهر بأعلي صوته قائلاً، إذا كان الحسين علم أن اللَّه نزع الرحمة من قلوب الأعداء لفتكهم الذريع بأهل بيته وأنصاره، من غير رحمةٍ ولا رأفةٍ، فهي كالحجارةِ أو أشدُّ قسوةً، وقد ضاعت في القوم خُطَبهُ وخُطبُ أصحابه الذين ألسنتهم كالمخاريق، فما باله وهو الرزين الرصين بل الألمعي الحكيم - يعرض طفله عبد اللَّه الرضيع عليهم ويستسقي له منهم الماء فيعرّضه بذلك لمصرعه الفظيع ويغامر به أن يُرمي بذلك السهم المشوم، أليس في تلك المغامرة تجربة للمجرّب، ألا يكفيه أن يصف لهم حالته فإن دفعوا الماء ليسقيه به فذلك ما أراد وإلا لم يكن قد فتح لهم الطريق علي قتله.

ولنا أن نقول أما استسقاؤه للطفل من القوم فواجب لئلا يهلك عطشاً فيعتذروا عند اللَّه بعدم علمهم بحالته، وأن أباه جني عليه إذ لم يخبرهم به، وهم إنما حرموا


الماء عليه وعلي من لفَّ لفه في إرادتهم تقويض عرش يزيد، والطفل خارج موضوعاً وقد علِمت أن الوصف لا يكفي في أكثر الأوقات عن المشاهدة فما راءٍ كمن سمع، ولعلهم ولو صدَّقوا بأن الطفل قد اشفي [4] علي الهلاك من شدة الظمأ يتهمونه بأنه سيشاركه فيه أو يؤثر به نفسه، وقد حرّموا علي أنفسهم أن يذوق منه قطرةً واحدةً ألا تراه يقول في آخر خطبته «خذوه واسقوه» [5] فكأنه أحس منهم التُهمة له، وأما علمه بأنهم قد نُزعت الرحمة من قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، ويكفيه دليلاً علي ذلك فتكهم الذريع بآله وأصحابه وغير ذلك، فمن كان يتصور يا تُري أن تبلغ بهم القسوة وتنتهي بهم الوحشية والهمجية الي ما انتهت اليه من فتكهم بالرضيع الذي لا جُرم له ولا ذنب ولا يبدي في الأمور ولا يعيد، وأن صدر لأبيه ذنب - كما يزعمون - لعدم نزوله علي حكم يزيد فإنه لا يدور في خَلَدٍ [6] أن سيوأخذون به الرضيع إذ لم تجر العادة بذلك، حتي عند الجاهلية وهمجيتها ألا تسمع شاعرهم إذ يقول:



أبَحنا حَيَّهم قتلاً وأسراً

عدا الشمطاء والطِفلِ الصغيرِ



ثم نقول أتلوم الحسين بحمل الطفل لأنه رجع به الي الخيمة مقتولاً ولا تعجب من سياسته ومعرفته بأساليب الدعوة الي الحق، وتنبيه اُمة جدّه من رقدتهم الطويلة وسباتهم العميق، ألا تسمع الي خطبته التي هزت العسكر علي كثرته وقسوته هزةً عنيفة، بل ماج لها العالم بأسره حزناً وجزعاً وارتج بهراً [7] وعجباً، حيث هتف بهم فبلغت دعوته القلوب قبل الآذان «يا قوم قتلتم شيعتي وبني عمي وأولادي وأخواني وقد بقي هذا الطفل يتلظي عطشاً فاسقوه شربةً من ماء» [8] .



ودَعا في القوم يا للَّهِ للخطبِ الفظيع

نبئوني أأنا المذنبُ أم هذا الرضيع






لاحِظوه فعليه شَبهُ الهادي الشفيع

لا يكن شافعُكم خصماً لكم في النشأتين [9] .



فاستشرف له الجمع، فتطاولت الأعناق، واشرأبَّت النفوس واُرهفت الآذان، ووجفت القلوب، وفاضت العيون بالدموع، وكثر اللغط والرهج في العسكر، فمن قائل لعن اللَّه عمر بن سعد ما أقسي قلبه وكادوا يفيقون من سكرة ضلالهم، ويستيقظون من رقدة غفلتهم، وللعقل رقدة وانتباه، واللَّه مقلب القلوب والأبصار.

فبربك هل سمعت أو علمت أن خطبةً من خطبه فضلاً عن خطب اصحابه قد فعلت مفعولها في قلوب تلك النفوس الموصدة الآذان العمي البصائر كأراءته لهم ذلك الطفل البري ء من الذنوب، الخالص من الآثام، النزيه من الجرائم، وهو يتلوي عطشاً ويتلظي أواماً، وقد اصفرّت منه وجنتاه وهما وردتان، وغارت عيناه وهما نرجستان، وذبلت شفتاه وهما عقيقتان.

أما ابن سعد فقد أدرك الوضع وارتبك في حراجة الموقف ولم تشأ له عاطفته وطمعه في الجائزة بانقياده لأميره أن يسقي الرضيع قطرةً من الماء، فغامر بنفسه وزعم أن الشرَّ يطفأ بالشر، فقطع، - بزعمه - نِزاع القوم المحتدم ولَجَبهم المستمر، أن انتخب حرملة من بين الرُماة، لأنه وجده اقساهم قلباً وأغلظهم كبداً، وأمره بذبح الرضيع بسهم ذي ثلاث شعاب، وكذلك فعل عدو اللَّه وعدوّ الإنسانية، وأطلق سهمه المثلث المسموم [10] من كبد قوسه المشومة - اللَّه أكبر - ولم ترعش يده ولم تختلج جوارحه دون أن جعل هدف سهمه المثلث المسموم رقبة الطفل المغمي عليه من العطش، وقد رآها تلوحُ علي عضد أبيه كأنها عمود فضةٍ، فانتظمها بسهمه الي عضد أبيه، غير أنه لم يلبث أن عاد باكياً من فعلته النكراء التي تبرأ منها النفوس السبُعية فضلاً عن البشرية، أن رأي الطفل يرفرف علي صدر أبيه كالطير المذبوح، وأبوه يتلقي بكفّه دم طفله الذبيح بجميل الصبر


وعظيم الثبات، ويرمي به صاعداً الي السماء [11] ، ولسان حاله يترجم عن مكنون نفسه، أن بعينك يا رب ما نلقاه وبجنبك ما نكابد، وذلك قليل في ذاتك ونزرٌ في رضاك يا إله السماء.

وهكذا تفنن شهيد الطف بأساليب الدّعوة الي الحق والنداء الي الهدي، فارتقت به نفسه القدسية من دعاء البشر قبل مقتل الطفل الي دعاء إله السماء بعد مقتله، فتقبل اللَّه قربانه وأرسل ملائكته تتلاقف دمه الذي اُريق لوجهه الكريم، بعد أن استحال قبل اتصاله بالملأ الأعلي «الون لون الدم والريح ريح المسك» فلم تنزل منه الي الأرض قطرة واحدة [12] .



تلاقفت دَمه الأملاكُ حين رمي

نحوَ السماء به المولي فَما انحدرا [13] .



ولكن القوم فاتهم الغرض وطُبع علي قلوبهم، وأرسلهم اللَّه من يده ارسال مَن أراد إهماله، ونزع الرحمة من قلوبهم فكانت علي قلوبٍ أقفالها، ولقد كان الأولي بهم أن يمسحوا عيونهم عند مقتل الطفل غِبَّ ما انتبهوا بعض الأنتباه، في عرضه عليهم يلوك لسانه من العطش، أليس رؤيته مطوقاً بالسهم أمضَّ من رؤيته ملفوفاً بالقماط، أليس تشحطه بدمه أعظم من تلظيه بعطشه، أليس نظره مرفرفاً علي صدر أبيه كالطير المذبوح أقرح للقلوب من نظره مرفوعاً بين يدي أبيه ساكناً لا حراك به لكونه مغشياً عليه من شدّة العطش، ألم تُبك هذه الحالة حرملة الفظ الغليظ القلب وهو المعتمد علي قتله قبلاً ولم تدركه به رحمة، اليس رجوعه به الي الخيمة قتيلاً علي عطشه، أعظم وأبلغ أثراً من رجوعه به ليموت في الخيمة بين يدي اُمه عطشاً.

والخلاصة أن الحسين قد بلّغ رسالته وأحسن في أدائها كثيراً لأنه رأي الطفل


قد أشفي علي الهلاك من الظمأ فوجب عليه أن يستسقي له، عِلماً منه أنه إذا تركه مات في الوقت الحاضر، فكان هو الجاني عليه في حجّتهم عند اللَّه، وظناً منه أن القوم سيسقونه لبراءة ساحته من الذنوب، ولميل الطباع لرحمة الأطفال، ولو وصف لهم حالته فسيتهمونه بجعله ذريعةً لإطفاء وقدة كبده، ثم لمّا فاجأءته هذه النازلة الجسيمة التي لم تكن بحسبانه ما وهن ولا استكان بل استمر في نشر دعوته بالطريق الأوضح، والحجة البيضاء فضرب لهم الأمثال قائلاً «اللهم لا يكن عليك أهون من فصيل ناقة صالح» [14] وقوم صالح عقروا ناقته فهام فصيلها في البر، فحذّرهم نبيهم من الأنتقام وقال لهم اطلبوا الفصيل ليكف اللَّه عنكم به بأسه فطلبوه فلم يدركوه، وأهل الكوفة قتلوا الرضيع قبل الفصال فلم يرعووا عن بغيهم، ولم يرجعوا عن طغيانهم بل استمروا في عتوّهم حتي قتلوا الحسين عليه السلام وهو أعظم قدراً عند اللَّه من صالح وناقته.

جاء في الأثر القديم أن غلاماً مسلماً دعا جبّار زمانه الذي يعبد من دون اللَّه الي الإيمان باللَّه، فاحتدمت وقدةُ غيظه عليه وأعدَّ لقتله يوماً مشهوداً فسدّد له سهماً بعد أن هتف بإسم الصنم الذي جعل الغلام قرباناً له فلم يصبه، وصوّب سهماً آخر فأخطأ الغرض، فلما رآه قد ضجر من كثرة السهام وعدم الإصابة، قال له ان أردت أن تدرك غرضك من قتلي فقل عند رمي السهم باسم ربِّ الغُلام، فما إن قالها ورمي السهم حتي صُرع الغلام، وعندها أسلم الحاضرون كلهم لرب الغلام و آمنوا باللَّه رب العالمين، أن صرع سهم جبارهم الغلام في سبيل نشر الدّعوة لربه.

فكان ينبغي أن يكون مصرعُ هذا الغلام أسرع في نشر الدّعوة من ذلك الغلام، لأن ذلك الغلام، خارج علي تقاليد قومه، وهذا الغلام لم يبلغ الفصال ولم يُتم الرّضاعة، وذلك الغلام ابن رجل من سائر الناس لا اُمة له ولا قدر، وهذا الغلام ابن محمد، صفوة العالم وسيد البشر، وكلهم ينتمون الي ملّته ويزعمون أنهم من


اُمته، وذلك الغلام قُتل بسهمٍ ذي ثلاث شعب وكان مع ذلك مسموماً.

ثم نقول أما نجاح الدعوة فلا تعلق له بالداعي، لأن الكثير من الأنبياء والرُسل ذهبت دعوتهم أدراج الرياح، ولكنهم أقاموا الحجة للَّه علي عباده لئلا يقولوا «ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزي» [15] تعليقاً علي قوله تعالي «وما كنّا معذّبين حتي نبعث رسولاً» [16] واما انتظار قتل الطفل قبل نجاح الدعوة للإستسقاء بل للرشد والهدي فليس ذلك بضائر داعية الحق ورسول الرشد والهداية، وسفير الصلاح والهدي، لأن له الأسوة بكثير من الأنبياء والرسل ودعاة الخلق للحق، وقد ذكر القرآن والتاريخ قتلهم قبل نجاح دعوتهم، بل له الاُسوة الحسنة بجده المصطفي وبكثير من سراياه الكريمة ورسله المبلغين عنه، وأين أنت عن سرية جعفر الطيار [17] ، أو هل كنت في غفلةٍ من سرية الرجيع [18] ، أم لم تسمع بموقعةِ بئر معونة [19] ، وهم سبعون شهيداً بعثهم رسول اللَّه للتبشير بدين اللَّه بعد استدعاء أبي براءٍ، فأخفر [20] الأعراب ذمّته وعلي رأسهم عامر بن الطفيل لعنه اللَّه فقتلوهم جميعاً، بل كثيراً ما رأينا رسول اللَّه نفسه دعا الناس للَّه فلم تنجح دعوته واُذي فصبر، بل كان قد وطّن نفسه علي القتل ولو قبل نجاح الدّعوة وأرادوه منه بكل ما اُوتوا من قوةٍ وبذلوا في سبيل تحقيقه غاية جهدهم ولكن اللَّه خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

والحسين اذا جاهد بنفسه ووطّنها علي القتل اقتداءً بجدّه فقتل بعد كرام انصاره وأهل بيته، فما يمنعه من الجهاد بطفله وبتقديمه للذبح في نشر دعوة الهدي، قُرباناً للَّه وإبتغاء وجه ربّه الأعلي ولسوف يرضي.

هذا ولكننا لا نزال نعتقد أنه لم يدر في خلد الحسين عليه السلام ولم يحظر في بال


غيره من أن بني أمية سيمنعون طفله الماء بعد رؤيتهم له بتلك الحالة التي تُصدِّعُ الصخر الأصم وبعد أن كانت رحمة الأطفال من طباع البشر.



فلم يَدر لا وربِ البيتِ في خَلَدٍ

من آلِ حربٍ بعبدِ اللَّهِ ما صَدرا [21] .



واعتماداً علي أن رحمة البشر للطفل الصغير من باب إرسال المسلَّمات تلقت سكينة أباها بسؤالها الذي ذرَّ الملح علي جُرح فؤاده «أبه لعلّك سقيتَ أخي الماء» فبكي الحسين واكتفي عن الجواب بان دفع لها الطفل علي حالته التي قتل عليها والسهم لا يزال في نحره، ولعلّه أراد بذلك دفع توهُمها في استبعاد صدور قتله كما هو مرتكزٌ في الأذهان قائلاً لها: «بُنية خُذي أخاك مذبوحاً بسهمِ الأعداء» [22] .

وأكبر الظن أنه لو جرت العادةُ في قتل الأطفال علي عطشهم ولا ذنب لهم غير استسقاء الولي لهم، وعرضهم علي مانعيهم الماء، لَما تمنّي الحسين حضور شيعته يوم عاشوراء، لينظروا بأعين رؤوسهم هذه المصيبة الغريبة في جنسها العظيمة في نوعها، كما أوصي اليهم علي لسان ابنته سُكينة لما ألقت بنفسها عليه وقد قُطع رأسه [23] ، كما قالت لمّا مر القوم بالنسوة علي القتلي رميت بنفسي علي جسد أبي فسمعت صوتاً يخرج من منحره المقدس [24] .:



شيعَيتي ما إن شَرِبُتم عَذبَ ماءٍ فَاذكروُني

أو سَمِعتُم بِقَتيلٍ أو شَهيدٍ فاندبُوني






فأنا السِبطُ الذي مِن غَير جُرمٍ قَتلوني

وَبجردِ الخَيل بَعدَ القَتلِ عَمداً سَحقوني



لَيتَكم في يَومِ عاشوراء جَميعاً تَنظروني

كيفَ استَسقي لِطفلي فأبَوا أن يَرحَموني



وَسَقَوه سَهم بَغي عوَض الماءِ المَعينِ [25] .





پاورقي

[1] انظر الاستيعاب لابن عبد البر ج 3 ص 230 وسنن البيهقي ج 8 ص 189 وانظر ترجمته رضي الله عنه في رجال السيد بحر العلوم ج 3 ص 170 واسد الغابة لابن الاثير ج 3 ص 308 والاعلام للزرکلي ج 5 ص 36.

[2] وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 341.

[3] نفس المصدر ص 343.

[4] اشفي المريض علي الهلاک: قاربَه / المؤلف.

[5] ينابيع المودة للحنفي ج 2 ص 415.

[6] الخَلَد: البال والقلب / المؤلف.

[7] عجباً تفسير بهراً / المؤلف.

[8] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 169.

[9] من قصيدة مطولة للشيخ حسن الدمستاني البحراني المتوفي سنة 1181 هجرية مطلعها:



احرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور

وانا المحرم عن لذاته کل الدهورْ.

[10] الايقاد للسيد العظيمي ص 125.

[11] مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 32.

[12] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 169.

[13] من قصيدة لمؤلف الکتاب يندب فيها مولانا الامام المهدي ويرثي جده الحسين عليهما السلام مطلعها:



ألا نداءَ ببشري تشمل البشرا

بأن في البيت نور اللَّه قد ظهرا.

[14] المناقب لابن شهراشوب ج 4 ص 109.

[15] سورة طه / 134.

[16] سورة الاسراء / 15.

[17] انظر المغازي ج 2 ص 755.

[18] تاريخ الطبري ج 2 ص 213.

[19] نفس المصدر.

[20] اخفره: نقض / المؤلف.

[21] من قصيدة لمؤلف الکتاب رحمه اللَّه وقد مرت الاشارة اليها آنفاً.

[22] اقول: لم أقرأ في کتبنا المعتبرة الجليلة مثل:

الملهوف للسيد بن طاووس، والبحار للشيخ المجلسي، والارشاد للشيخ المفيد، واعلام الوري للطبرسي، ومثير الاحزان لابن نما، وروضة الواعظين للفتال النيسابوري، ومقتل العوالم للشيخ عبد اللَّه البحراني، والمناقب لابن شهراشوب، ونفس المهموم للشيخ عباس القمي، وغيرها ما ذکره مؤلف الکتاب من ان الحسين عليه السلام عاد بطفله المذبوح بسهم حرملة بن کاهل الي الخيام وبالتالي استقبال سکينة لابيها وقولها له (ابه هل سقيت اخي الماء) وجوابه (خذي أخاک مذبوحاً) بل الذي ذکره هؤلاء الاساطين وغيرهم ممن يضارعهم في جلالة القدر ونباهة الشأن وسمو المقام هو ان الحسين لما فجع بقتل ولده وفلذة کبده نزل فحفر له بطرف سيفه حفرةً فأقبره فيها.

[23] الايقاد ص 140.

[24] المصباح للکفعمي ص 741.

[25] مقتل الحسين للمقرم ص 307.